نساء داعش .. أخطبوط مالي تمتد أذرعه في المحافظات المحررة

كركوك / علي العزاوي

لا يزال تنظيم داعش يمد أذرعه بين المواطنين في المدن المحررة. وكشفت مصادر مطلعة، أن تنظيم داعش الإرهابي بات يعتمد بنسبة 100% على النساء في تنظيم أموره المالية، وكذلك في توفير المعلومات للخلايا النائمة. كما كشف المصدر عن أن نساء داعش يقمن بتمويل عائلات قتلى التنظيم شهرياً من خلال مكاتب صيرفة وحوالات مالية في كركوك.

وكان التنظيم الإرهابي يمتلك ديوانا يسميه “بيت المال”، جمع من خلاله ما يقدر بنحو 4 مليارات دولار خلال سنوات سيطرته على تلك المدن، من فرض الاتاوات وسرقة النفط في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى واطراف كركوك.

وبعد زوال سيطرة التنظيم وتحرير المدن المحتلة، حصل داعش على تمويل كبير ومن مصادر مختلفة، ما جعله احد اقوى الجماعات الإرهابية في العالم.

وفقا لدراسة أجرتها فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية عام 2015، فأن داعش يمتلك خَمسة مصادر رئيسة للدخل وهي (مرتبة حسب الأهمية):

العائدات من احتلال الأراضي (بما في ذلك السيطرة على البنوك، مكامن النفط والغاز، الضرائب، الابتزاز والسرقة من الأصول الاقتصادية)، الاختطاف للحصول على فدية، التبرعات من خلال المنظمات غير الربحية، الدعم المادي المقدم من قبل المقاتلين الأجانب، جمع التبرعات من خلال شبكات الاتصالات الحديثة.

وكانت وثائق حصلت عليها القوات العراقية، وعددها يقدر بنحو 200 وثيقة سرية ورسائل شخصية لأعضاء في التنظيم الارهابي (بما في ذلك الأعضاء الذين كانوا ضمن تنظيمات متشددة أخرى وتحولوا لتنظيم داعش)، وجدت المؤسسة ان ميزانية التنظيم خلال هذه الفترة من العام 2005 إلى العام 2010 لم تتجاوز 5% من التبرعات وخاصة تلك الخارجية، أما باقي الميزانية فهي من الداخل.

وأكتشف ايضاً، أن الخلايا النائمة تُرسل ما يصل الى 20% من الميزانية من خلال عمليات الاختطاف والابتزاز وغيرها من الانشطة التي تفرضها قيادات المجموعة الذين يتكفلون بتوزيع الاموال المنهوبة الاقليمية او المحلية على الخلايا التي تُعاني من صعوبات او تلك التي تحتاج الى المال لتنفيذ هجمات.

وتُظهر السجلات ان أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية حصلوا على تمويل نقدي من مصادر في مدينة الموصل ما مكنهم من السيطرة عليها وبالتالي توفير أموال إضافية استعملوها لمقاتلة الجيش في ديالي وصلاح الدين ثم بغداد.

ودعا محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري رئيس اللجنة الامنية العليا، القوات الامنية لتفعيل الجهد الاستخباري وضرب مخابئ الارهابيين في المناطق التي يتحركون بها لقطع تمويلهم وشل نشاطهم والقصاص منهم.

وقال الجبوري لـ(المدى) إن “الارهابيين نفذوا عمليات لهم استهدفت مناطق في قضائي الحويجة وداقوق ادت لاستشهاد عناصر من قواتنا واصابة آخرين خلال الايام الماضية وهذا يستدعي المزيد من العمل وضرب رؤوس الارهاب ومنابعهم ومواقع حركتهم واختبائهم عبر ضربات جوية وانتشار أمني بما يعزز الاستقرار والامن في كركوك”.

وأضاف أن “داعش مازال موجودا في أطراف كركوك وله خلايا نائمة لأنها آخر محافظة تم تحريرها، ولم يتم القضاء على جميع عناصر التنظيم بل هم موجودون كخلايا ومجاميع تقوم بهجمات متفرقة وقواتنا الامنية قادرة على سحقهم”.

وبحسب مصدر أمني رفيع في محافظة كركوك قال لـ(المدى)، إن “استخبارات وامن كركوك، نجحت هذا العام في تفكيك نحو خمس شبكات مختصة بالجانب المالي لتنظيم داعش الارهابي ومن بينها شبكة مكونة من ثلاث نساء منتميات الى عصابات داعش الإرهابية في كركوك”.

وأضاف ان “مديرية الاستخبارات والأمن في كركوك تلقت معلومات استخباراتية دقيقة وبعملية نوعية، تمكنت مفارز مديرية استخبارات وامن كركوك الميدانية التابعة الى المديرية العامة للاستخبارات والأمن، من القاء القبض على ثلاث نساء منتميات إلى عصابات داعش الإرهابية في مركز محافظة كركوك”.

وأشار الى ان “الإرهابيات يَقمن باستلام حوالات مالية بمبالغ كبيرة وإيصالها الى عائلات عصابات داعش الإرهابية عن طريق مكاتب صيرفة داخل كركوك، اضافة الى قيامهن بتزويد العصابات الإرهابية بمعلومات عن مواقع الأجهزة الأمنية والملقى القبض عليهن صادرة بحقهن مذكرات قبض على وفق احكام المادة (١/٤) ارهاب، واعتقلن بالتنسيق مع قوة الاقتحام التابعة لمكتب قائد شرطة كركوك”.

وتابع المصدر ان “الحوالات المالية تعمل ضمن نظام مالي معقد تعتمد على شركات الصيرفة حيث ان القوات الامنية تتابع هذه الاذرع المالية للتنظيم الارهابي حيث بات التنظيم يعتمد بنسبة 100% على النساء في تنظيم الامور المالية والدعم بالمعلومات للخلايا النائمة للتنظيم”.

وكشف المصدر عن أن “القوات الامنية تمتلك معلومات ممتازة عن التعاملات المالية للتنظيم الارهابي ولكنه لا يزال يشكل خطرا على الامن في كركوك وباقي المحافظات العراقية”.

من جهته، قال الخبير الامني نضال الحيدري لـ(المدى) إنه ” من الصحيح القول بأن تنظيم داعش انتهى عسكريا، ولكنه مازال ينشط في مدن كركوك ونينوى وصلاح الدين، وأن الجانب المالي للتنظيم قد يكون ليس مثل سنوات التنظيم السابقة ولكن لديه اذرع مالية في العراق وفي خارجه، فهو يمول خلاياه النائمة ويقسم جزءا من المال لدعم عوائل قتلاه وهذا الشيء معلوم لدى الاجهزة الامنية في كركوك”.

وتابع ان “هناك موالين وخلايا تابعة لداعش تتلقى الدعم المالي من اشخاص وجماعات داخل وخارج العراق، فيما تتولى النساء المواليات للتنظيم الجانب المالي، وما اعلان القوات الامنية بين فترة واخرى عن اعتقال نساء يقمن بتوزيع كفالات لقتلى داعش، إلا دليل قاطع على قيام داعش بتنسيق عمله المالي لدعم عناصره في عموم المدن العراقية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here