الوساطة العراقية تدخل مرحلة متقدمة: سفيرا السعودية وإيران في بغداد سيلتقيان قريباً

بغداد/ محمد صباح

من المتوقع أن يلتقي سفيرا السعودية وإيران في بغداد بعد عطلة العيد لاستكمال المشاورات والنقاشات التي انطلقت منذ فترة قصيرة لتسوية كل الملفات والخلافات. وستستمر هذه اللقاءات الدبلوماسية بين البلدين تمهيدا لعقد الاجتماع الرباعي الذي يجمع العراق والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإيران.

ويوضح رحيم العبودي، عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة في تصريح لـ(المدى) أن “عملية التقارب بين السعودية وإيران تطورت كثيرا خلال الفترة القليلة الماضية بعدما شهدت لقاءات واجتماعات متواصلة بين أجهزة مخابراتها التي تحاول مناقشة الملفات التي ستعرض على طاولة التفاهمات في المراحل المقبلة”.

وكشفت (المدى) في نهاية شهر آذار الماضي أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي طرح أثناء زيارته إلى الرياض ملف وساطة لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران وتسويتها في اجتماع يعقد في بغداد بمشاركة الولايات المتحدة.

ويرى العبودي أن “التقارب الحاصل بين الجانب التركي والسعودي والمصري أخر نوعا ما المحادثات وحالة التقارب الحاصلة بين السعودية وإيران”، مبينا ان “هذه الحوارات تتطلب في البداية مناقشتها في أروقة المخابرات ثم تناقش على المستوى الدبلوماسي قبل عرضها في اجتماع القيادات”.

ويلفت إلى أن “أجهزة المخابرات السعودية والإيرانية أنجزت المرحلة الأولى من التفاهمات والتي تتعلق بمناقشة العديد من الملفات من بينها الملف النفطي ورفع الحصار عن طهران وكذلك الحرب في اليمن”، مضيفا أن “الخطوة المقبلة ستكون على مستوى لقاءات وزيارات دبلوماسية بين البلدين”.

ويسعى العراق من خلال تبنيه للوساطة بين السعودية وإيران إلى تخفيف حالة التوترات بين الخصمين البارزين في الخليج العربي، في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة لتعزز من الاستقرار في المنطقة.

ويشير عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة إلى أنه “في عطلة العيد سيتبادل الجانبان الإيراني والسعودي رسائل التهاني كخطوة أولى تمهد للقاء مرتقب يجمع السفيرين الإيراني والسعودي بالعاصمة بغداد لترتيب وترطيب الاجواء بين الطرفين لتهيئة عقد المؤتمر الرباعي يحضر فيه العراق وإيران والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية”.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد قال قبل اسبوع، إن إيران دولة جارة وإن بلاده تطمح أن تكون لديها علاقة جيدة معها، متمنيا من الحوثيين الجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الحرب في اليمن.

ويتابع العبودي أنه “في هذا المؤتمر ستناقش جميع الملفات من اجل التوقيع على مذكرة التفاهم أو إبرام اتفاقية بين الجانبين”، مبينا أن “ملامح هذا المؤتمر ستتضح بعد عطلة عيد الفطر ولقاء السفيرين الإيراني والسعودي في بغداد”.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق ترحيبها بـ”تغيير السعودية نبرة لغتها السياسية”، لافتة إلى إمكانية الدخول في فصل جديد من التفاعل والتعاون.

ويتوقع العبودي أن “يكون لقاء دبلوماسيا عالي المستوى في العاصمة بغداد يجمع الجانبين السعودي والإيراني الذي سيناقش كل الخلافات والملفات على شكل سلسلة من الاجتماعات”، لافتا إلى أن “لقاء قيادات الصف الأول يحتاج إلى وقت وما ستؤول إليها اللجان التفاوضية بين الجانبين”.

واتبعت حكومة الكاظمي سياسة خارجية جديدة تتمثل في عدم الانحياز بين السعودية وإيران. وغالبا ما يقوم رؤساء الوزراء العراقيون بجدولة رحلات إلى طهران والرياض معا من أجل إظهار هذا التوازن.

من جانبه، يعلق ظافر العاني نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية في تصريح لـ(المدى) بأن “التقارب السعودي الإيراني مرحب به كونه سيساعد على استقرار المنطقة ونزع فتيل التوتر الحاصل”، معتقدا أن “جزءاً مهماً من مشاكل العراق هو بسبب المشكلات الاقليمية والدولية والتوتر الحاصل في المنطقة”.

ويضيف العاني أن “حل المشكلات الاقليمية والدولية سيدفع الى خلق بيئة إقليمية آمنة تنعكس إيجابا على الوضع في العراق وتنهي كل مظاهر التدخلات في وضعه الداخلي في تشكيل الحكومة وغيرها من الامور الاخرى”، مؤكدا ان “التدخلات الخارجية دائما ما تسبب الارباك والاحتقان الداخلي”.

وقبل نحو عقد توترت العلاقات بين طهران والرياض بسبب حروب بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يدعم فيها كل من البلدين طرفا مختلفا من أطراف الصراع فيها.

وعن جدية الأطراف في حل هذه المشكلات والتحديات يجيب النائب عن محافظة بغداد بأن “هناك جدية من جميع الأطراف على حل كل الخلافات والمشاكل وتسويتها”، مشيرا إلى أن “العراق لم يلعب دور الوسيط، وانما وفر فرصة لتلاقي هذه الأطراف المتنافسة والمتصارعة في المنطقة”.

ويلفت إلى أن “مبادرة العراق انحصرت في جمع الاطراف وليس في تقديم مبادرة معينة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here