فوارق مطاطية بين حقوق الشيخ جرَّاح و” المنقذ ” نافالني !!..

فوارق مطاطية بين حقوق الشيخ جرَّاح و” المنقذ ” نافالني !!..

بقلم مهدي قاسم

لا زالت الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية تتفرج على على سلوك وعربدة يهود بلطجية متعصبين متجسدة في مصادرة بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح تحت مزاعم بأنها كانت بالأصل بيوتا لأجدادهم الغابرين ؟!! ، وهو الأمر الذي دفع الفلسطينيين المتضررين من هذه العملية التعسفية والظالمة إلى مقاومة عملية المصادرة و الإخلاء مقاومة باسلة مستميتة ، رجالا ونساء واطفالا ، لكون المسألة هي مسألة المصير أي شيء آخر .

مع العلم أن العائلات الفلسطينية المعنية بأمر الإخلاء تسكن في هذه البيوت منذ خمسين عاما ، مع امتلاك أوراق رسمية تثبت مصداقية وصحة سكنهم بشكل قانوني ، ومع ذلك تجري عملية إجبارهم على المغادرة بأساليب الإكراه والقمع العدواني ..

وإذا كان لا يوجد أي شيء جديد في هذه المسألة ، على اعتبار أن غالبية يهود إسرائيل الوافدين والمهاجرين الى فلسطين في ذلك الحين قد سكنوا في بيوت الفلسطينيين الذين أُجبروا على المغادرة وترك بيوتهم تحت تهديد السلاح ، فأن ما يلفت النظر هو سكوت الإدارة الأمريكية وكذلك الحكومات الغربية و كذلك الحركات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في الغرب عن هذه الممارسات والتعامل معها بصمت ولامبالاة سافرين و مشبوهين حقا، في الوقت الذي أقاموا الدنيا و لا زالوا ، طبعا ، و لم يقعدوها حتى الآن ، من أجل المعارض الروسي نافالني لأنه أضرب عن الطعام و بات نحيلا بعض الشيء !!، زاعمين إن حياته أصبحت مهددة بخطر الموت جوعا وضعفا ، بالرغم من أنه أضرب عن الطعام بإرادته الحرة ، وكان بإمكانه كسر الإضراب بإرادته الحرة أيضا ، متى ما شاء وأراد ..

بينما الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ـــ بل وحتى الشارع العربي ــ تتصرف أو تتفرج دون أن تعنيها قضية مصير خمسين عائلة فلسطينية سترُمى قريبا إلى مجاهل الأرصفة والعراء ، بين ليلة وضحاها ، لتعيش بين ظروف تهجير وتشريد قسرية و مزرية وقاسية ، لتنظم فيما بعد إلى ملايين فلسطينيين مشردين منقبل و بنفس أساليب قسرية و قمعية مشابهة ..

فبهذا المقدار عن مزاعم الدفاع عن حقوق الإنسان الغربية ، ذات مكايل ومقاييس بلاستيكية بل و مطاطية تُستخدم ــ عادة ــ حسب مصالح سياسية واقتصادية فحسب .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here