المونيتر: صحراء الأنبار تغص بتجارة المخدرات وقوات الأمن تعرف مسؤولها الأول

ترجمة/ حامد احمد

يبدو ان الاوامر التي صدرت أواخر شهر نيسان باعتقال ثلاثة ضباط كبار من قادة حرس الحدود بعد تخليهم عن مواقعهم وتركهم معداتهم واسلحتهم ليسيطر عليها مهاجمون من مسلحي داعش، تُظهر عن جدية في تعامل الحكومة مع هذا الحدث الذي يثير في الوقت نفسه نوعا من القلق .

هذا الحدث، الذي لم يسلط عليه الضوء اعلاميا، يذكر باحداث مؤلمة عند اجتياح داعش للموصل في حزيران عام 2014 وترك الجيش مواقعهم حيث استولى مسلحو التنظيم على اسلحة ودبابات ومعدات استخدموها فيما بعد بهجمات اخرى . ويذكر ان وزير الداخلية عثمان الغانمي، اصدر امرا باعتقال قادة حرس الحدود المسؤولين عن المنطقة لفشلهم بأداء واجباتهم المناطة بهم .

مخفر الشرطة الحدودي يقع عند نقطة جنوب مدينة الرطبة القريبة نسبيا من حدود العراق مع سوريا والاردن والسعودية، التابعة لمحافظة الانبار التي تعتبر من اكبر محافظات العراق الصحراوية ولكن بتجمعات سكانية متفرقة. وتقع محافظة المثنى الى الجنوب الشرقي منها التي تشترك بحدودها مع السعودية .

يذكر ان احد الضباط الذين القي القبض عليهم كان مسؤولا عن منطقة تضم مناطق النجف والمثنى الصحراوية ومناطق حول النخيب وجنوبي الانبار .

مصادر اعلامية اشارت الى ان مسلحي داعش قاموا بحرق مركز الشرطة وهربوا بعد سرقتهم معدات اتصالات وشاحنة بيك آب واسلحة. غالبا ما تعثر القوات الامنية العراقية على اكداس اسلحة خلال عملياتها في اجزاء مختلفة من المحافظة، وان سماع انفجارات عبوات ناسفة يعد أمرا يحدث دائما نسبيا على طول الطرق التي تسلكها القوات الامنية . وتقول مراسلة المونيتر شيلي كيتلسون، ان مناوشات حصلت بين قوات الشرطة ومسلحي داعش قرب الرطبة قبل وصولهم الى نقطة طريبيل الحدودية مع الأردن. وفي زيارة صحفية لها الى منطقة القائم الحدودية مع سوريا خلال شهر نيسان الماضي تحدثت مع عدة مسؤولين امنيين هناك وذكروا لها بان عملية تهريب المخدرات في المنطقة جنوب نقطة العبور الرئيسة للقائم مع سوريا الى الحدود السعودية مع العراق، هي عملية تُمكّن خلايا داعش من الاستمرار بالنشاط في تلك المنطقة .

قسم من القوات الامنية كانت مشتركة بعمليات قتال في السابق ضد داعش في منطقة الرطبة، على بعد 160 كم جنوب القائم قرب طريبيل، ثم عاودت اتصالها مع القوات الامنية العاملة في المنطقة . احد اعضاء القوات الامنية الذي تحدثت معه المونيتر هو شخص يدعى أبو آية من عشيرة البو محل، وهو قائد وحدة كتائب ابو حمزة للحشد في القائم . قال أبو آية “هناك رجل يدعى شاكر عبود، يعتبر والي أو أمير الصحراء حول الرطبة الى معبر الوليد الحدودي ثم الى النخيب”. نقطة الوليد الحدودية تقع قرب بلدة التنف السورية حيث تتواجد قوات التحالف والقوات الكردية السورية . واضاف ابو آية في حديثه عن عبود بالقول “انه يعرف كل شبر في الصحراء وكان دائما يعيش هناك”، مشيرا الى انه “اشترك بتهريب مخدرات واسلحة عبر حدود الانبار. انه الشخص المسؤول عن تقديم رواتب للذين يقاتلون القوات الامنية العراقية. انه تاجر المخدرات الرئيس في الصحراء .” وقال ابو آية ان مخدرات يتم ارسالها الى الاردن والسعودية ولكنها تجلب من سوريا ولبنان، مشيرا الى ان هناك ما يقارب من 100 الى 150 شخصا يتعاملون مع عبود في ذلك الجزء من صحراء الانبار. وكانت المنطقة الصحراوية لجنوب غربي الانبار قد شهدت خلال السنين الاخيرة عدة عمليات مواجهة كبرى مع مهربي مخدرات هناك. بتاريخ 21 نيسان الماضي كتب المتحدث باسم الجيش العراقي، اللواء يحيى رسول، في تغريدة له ان استخبارات الجيش القت القبض على رجل كان يحاول نقل كميات كبيرة من المخدرات من منطقة الرطبة الى بغداد . وعن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوات الامنية العراقية على الحدود في محاربة داعش، قال المتحدث باسم التحالف الكولونيل واين ماروتو، للمونيتر، ان الولايات المتحدة وعبر برنامج صندوق التدريب والتجهيز، زودت القوات الامنية العراقية بابراج مراقبة RAID الهوائية السريعة، مشيرا الى ان هذه الابراج مع المعدات المرافقة لها ستوفر استطلاعا موقعيا مهما لتحسين أداء عمليات حرس الحدود اليومية .

مسؤولون امنيون محليون في الانبار قالوا للمونيتر ان المعدات التي قدمت للعراق لحماية معابره الحدودية مع سوريا قد استخدمت بشكل خاص للمناطق الواقعة الى الشمال من القائم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here