كلمه في يوم الشهيد الكوردي الفيلي

عدد من الشخصيات الكردية الفيلية المعروفة
لا يخفى على الجميع ان للكورد الفيلية تأثيرا مباشر على المشهد العراقي في كل جوانبه السياسية والثقافية والاقتصادية وكذألك الرياضية ومنذ تأسيس الدولة العراقية 1921
من الناحية السياسية الكورد الفيلي لهم باع طويل بالعمل السياسي وفي كافة الاحزاب العراقية الوطنية والكوردستانية وكذلك الدينية بل كانوا من المؤسسين في بعض هذه الاحزاب
اسماء كثيرة وعديده من الكرد الفيلية تتصدر المشهد السياسي العراقي قديما وحديثا نذكر بعضهم كأمثله منهم السياسي العراقي المعروف عزيز الحاج شخصية غنية عن التعريف ,والذي قاد الانشقاق المعروف في الحزب الشيوعي العراقي, كذلك هناك ايضا كوادر كثيرة ومؤثرة من الكورد الفيلية في مسيرة هذا الحزب العريق. وكان لهم دور مميز بمقاومة الانقلاب البعثي عام 1963 في منطقة عكد الاكراد في بغداد.
اما في الاحزاب الكوردستانية هناك الكثير من الكوادر والقيادات المؤثرة في مسيرة الحركة الكوردستانية, نذكر بعضهم, الدكتور جعفر محمد كريم واخيه حبيب محمد كريم ,والسيد عادل مراد والاستاذ رزاق فيلي من مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني والدكتور زهير عبد الملك , و الشخصية الكورديه المعروفة في الاوساط الفيلية الحاج عبد الرحيم فيلي الذي تربطه علاقه صميميه مع المرجع الديني الاعلى السيد محسن الحكيم وهو والد السفير لقمان فيلي من قيادات حزب الدعوة. وهناك العشرات من الاسماء التي لعبت دورا مهما بالمشهد السياسي العراقي.
 هناك معلومات تفيد بان والدة الزعيم عبد الكريم قاسم هي ايضا من الكورد الفيلية. ممكن الدكتور عقيل الناصري يفيدنا في هذه المعلومة.
اما في المشهد الثقافي والفني فان الفيلية لهم بصمتهم الواضحة والمؤثرة والامثلة كثيرة من الصعب ذكرهم او حصرهم والحديث عنهم بدقائق , لذلك سنذكر امثلة قليله… من منا لا يعرف اللغوي العراقي الكوردي الفيلي كامل البصير والشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي وهو كوردي فيلي من مدينة خانقين …والفنان المبدع والذي اسعدنا كثيرا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي الفنان سليم البصري والموسيقار والمطرب والملحن رضا علي وشاعر الاغنية العراقية عز الدين ولائي والموسيقار العالمي   نصير شما , وقبل ايام فقدت الساحة الفنية العراقية مطرب الاغنية الوطنية والفنان الملتزم وطنيا وانسانيا الفنان طيب الذكر جعفر حسن.  ولا يفوتني ذكر شاعر الحداثة الشاعر المبدع عبد الستار نور علي.
اما اقتصاديا فان اسواق العراق وخاصة بغداد كان تجار الكورد الفيلية يعتبرون عصب التجارة العراقية خاصة بعد خروج الجالية اليهودية في اربعينيات القرن الماضي واسواق الشورجه ومنطقة جميلة تشهد للتجار من الكورد الفيلية, وكذلك الاسواق الاخرى الخاصة بتجارة الحديد والخشب كان الفيلية لهم السيطرة الشبه كامله عليها. في مناطق الشيخ عمر وباب الشيخ.
اما الحديث عن الرياضة فالجميع يعرف تأثير الرياضيين الفيلية في الساحة الرياضية العراقية والكثير منهم مثل العراق ورفع علمه عاليا في المحافل الدولية , في كثير من الالعاب منها الساحة والميدان وكرة السلة والطائرة ولهم بصمه واضحة في كرة القدم محليا ودوليا, اذكر بعضا منها فهم كثر, بطولة كاس العرب 1966 مثل الفريق الوطني العراقي والذي فاز بها العراق لاعبين كورد فيلية منهم حارس المرمى المرحوم انور مراد والاعب الدولي محمود اسد وشقيقه صمد اسد.  و كذلك في العقود اللاحقة لاعبين اخرين امثال  حارس المنتخب في السبعينات الكابتن جلال عبد الرحمن وايضا شاكر محمود والذي ابنه سلام شاكر كان ولازال يمثل العراق  وزميله  احمد ياسين, ولا ننسى اللاعب المتميز في منتخب الشباب الذي فاز ببطولة اسيا للشباب عام 1977 اللاعب مهدي عبد الصاحب والذي تم تهجيره مع عائلته الى ايران عام 80 … وفي بطولة امم اسيا 2007 والذي فاز العراق بها لأول مرة كان اللاعب جاسم غلام احد اهم الاعبين في المنتخب , هناك الكثير والكثير من الرياضيين المهمين من الكورد الفيلية  مثلوا العراق عربيا و عالميا.  ولا ننسى اللاعبة الفيلية في سباقات الساحة والميدان كوثر نعمه بطلة العراق بالوثب العالي. والتي هي ايضا مثلت العراق اسيويا. يجب ايضا ان نذكر لاعب المنتخب الوطني في لعبة كرة السلة المرحوم داود سلمان والذي كان الدكتور صالح ياسر ابو سعد قد زامله في نادي الفيلية الرياضي في لعبة كرة السلة.
قد يخفى عليكم أعزائي ان غالبية هذه الاسماء التي رفعت اسم العراق عاليا , قام النظام الفاشي بتهجيرهم مع عوائلهم الى ايران بحجة التبعية وكونهم من الكورد الفيلية, والكثير منهم ادوا الخدمة العسكرية وانا شخصيا احدهم ولحد الان احمل وثيقة الخدمة العسكرية التي خدمت 21 شهرا وبعد اكمال الخدمة بأسبوعين فقط تم تهجيري الى ايران.
نقطه اخرى أحب اتحدث عنها وهي علاقة الكورد الفيلية مع بقية شرائح المجتمع العراقي من جميع الطوائف والاعراق حيث ان الفيلية تعايشوا مع الجميع بكل حب وسلام بما فيهم الطائفة اليهودية قبل تهجيرهم. ولم يكن هناك اي عداء بين الكورد الفيلية وبقية مكونات الشعب العراقي , ما يميز طبيعة الكورد الفيلية انهم ناس مسالمين يتعايشون بسهولة وببساطة مع الجميع بدون اي تحفظ. كذلك اخلاصهم في اعمالهم الوظيفية والمهنية.
مخلصون لوطنهم اياديهم لم تتلطخ بالفساد الاداري او الجرائم الجنائية او الارهاب وقد تم حجز أكثر من عشرون ألف شاب ثم تغيبهم دون ان توجه لهم اية تهمة جنائية او اجرامية.
معاناتهم الوحيدة كانت للأسف مع السلطات المتعاقبة خاصة سلطة البعث , والسبب معروف هو مقاومتهم لانقلاب شباط الاسود في 1963.
ضياء كريم
(كلمة ألقاها في “احتفالية يوم الشهيد الفيلي” الافتراضية التي اقامتها تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في السويد بتاريخ 9/5/2021)
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here