ما بين رصاصة و حكمة و حصافة ..

ما بين رصاصة و حكمة و حصافة ..

بقلم مهدي قاسم

في غمرة رثاء مثير للرثاء حقا
قتلة ملثمون ولكنهم معرفون جدا لكل قاص ودان ..
تعج بهم زوايا و أركان وسراديب العراق ..
وهم يقتلون في الهواء الطلق علنا
و بسهولة شرب شاي أو ارتشاف قهوة …
يقتلون في وضح النهار أو تحت ظلال المساء !
ليصطادوا بمهارة قتلة محترفين
كل عراقي أبي و شريف
يقول لا للخونة والمأجورين لدول الجوار..
نعم يقتلون بتحد وقح و بتصميم سافر و متواصل ..
بينما نحن نكتفي برثاء خيرة شبابنا المقتولين غدرا
بأجمل و أرّق كلمات رثاء مبهرة و مدهشة ولكن بلا جدوى أو معنى !..
لنعيد و نكرر مرثيتنا هكذا استعدادا لأيام مقبلة !!..
ولكنهم ليس يقتلون فقط ..
إنما أثناء ذلك يهدمون ما تبقى من أركان الدولة
و يخنقون أنفاس الوطن الأخيرة
و كل ما نفعله نحن هو :
ندعو عليهم عند الله ليعاقبهم في الآخرة !!..
هذا كل ما هنالك ..
دون أن يعلم بعضنا أن الله لا يتدخل في السياسة
ولا شغل له في سوق النخاسة ..
ففي شرقنا القاسي والوحشي اللعين
الكلمة الأخيرة و الحسم السريع
للسيف أو للرصاصة ..
فهما وحدهما انتصرا دوما
على الحكمة و الجمال والحصافة ..
فتلك هي حقيقة الحقائق العنيدة
حتى لو كانت جدا محرجة ومريرة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here