مختصون في الشأن الأمني: ظهور داعش على أطراف المدن تهديد لصانع القرار السياسي

يرى مختصون ان زيادة نشاطات داعش وهجماته في شهر رمضان جاءت نتيجة وضع سياسي داخلي مربك، وتوازنات إقليمية مختلة.

فيما انتقدوا الحكومة الاتحادية بتقليصها لنفوذ البيشمركة في كركوك، اشاروا الى ان القوات الاتحادية لا تعرف جغرافية المنطقة.

ويقول المختص بالشأن الأمني احمد الشريفي في حديث لـ(المدى) إن “تسلسل عناصر داعش في الآونة الأخيرة عبر الحدود شكل خطرا نوعيا على المناطق الصعبة جغرافيا كأن تكون سلاسل جبلية او صحارى مفتوحة”.

ويضيف الشريفي أن “هذه الجماعات أمنت ملاذاتها بقدرات تسليحية، وإن كانت محدودة لكنها تنفذ من خلالها عملياتها النوعية”، لافتا الى أن “نشاطات داعش جاءت تزامنا مع وضع سياسي داخلي مربك، وتوازنات إقليمية مختلة”.

ويرى المختص بالشأن الأمني أن “داعش من الممكن ان يعيد نشاطه كتهديد امني وليس عسكريا كما كان في عام 2014″، مشيرا الى انه “لا يمتلك الوفرة العددية ولا القدرات القتالية”.

ويشير الشريفي الى أن “الميدان الأخطر يتمثل في ثلاث محافظات هي (كركوك، وديالى، والانبار)”.

واكد وزير الداخلية عثمان الغانمي، امس الاثنين، دعم القوات الامنية باعتبارها اولوية، وانصاف كركوك باعتبار لها خصوصية.

وذكر الغانمي بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية تلقته (المدى) ان “كركوك عراق مصغر وهي محط اهتمام ودعم، والحكومة حريصة على تحقيق الامن في البلاد، وان الجيش والشرطة هم شرف الوطن وعنوان التضحية، ولا مجاملة بالوضع الامني، حيث ستكون هنالك اجراءات رادعة ضد من يخالف القوانين والتعليمات والتوجيهات الصادرة، فأمن المواطن وكركوك خط احمر، مبديا حرصه على ترسيخ الامن والاستقرار في عموم مدن العراق”.

ويوم السبت الماضي، تمكنت القوات الامنية من إلقاء القبض على ثلاث قيادات من داعش في وادي الشاي بكركوك. كانوا ثلاثة أشقاء، الأول عمل في المجال الأمني لما يسمى (ديوان العسكر)، وكذلك عمل مساعداً أمنياً لما يسمى (قاطع داقوق)، ومن ثم تم تكليفه بإدارة أمور عوائل عصابات داعش الإرهابية من توزيع ما يسمى الكفالات عليها.

اما القيادي الثاني في داعش فقد عمل إدارياً لما يسمى (ديوان العسكر) ومعاوناً إدارياً عاماً لمناطق جنوب غربي كركوك، ومن ثم “تم تكليفه بنقل المواد الغذائية إلى العصابات الإرهابية في وادي الشاي وتوزيع ما يسمى (الكفالات) على عوائلهم”..

وبحسب بيان خلية الإعلام الأمني عمل “الإرهابي الثالث ضمن ما يسمى (ديوان العسكر) في قاطعي داقوق والدوز”.

اما فيما يخص العاصمة بغداد فيبين المختص بالشأن الأمني أن “داعش بإمكانه تنفيذ عملياته من خلال الضغط على صانع القرار السياسي باستخدامه حزام بغداد”.

ومضى الشريفي بالقول: “لا يوجد تموضع مباشر في بغداد كما هو موجود في ديالى وكركوك”، مبينا أن “عناصر التنظيم تستخدم خط التماس الحدودي الجبلي حيث صعوبة الرصد للجهد الاستخباري سواء أكان بشريا ام تقنيا”.

ويلفت المختص بالشأن الأمني الى ان “الحكومة لا تستطيع زج القطعات في منطقة قتال مفتوح او في منطقة جبلية في ظل غياب الاسناد الجوي”.

وزاد الشريفي أن “الخطأ الستراتيجي الذي وقعت فيه الحكومة الاتحادية هو تقليصها لنفوذ البيشمركة والاسايش في كركوك”، مبينا انه “تم خلق حالة من عدم التوازن في القدرات القتالية”.

بدوره، يقول المختص بالشأن الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لـ(المدى) إن “داعش مضت عليه فترة طويلة لم يقم بأي عمليات لذلك يعد شهر رمضان من المناسبات المناسبة لما له من خصوصية تاريخية لتكثيفه الهجمات”.

ويضيف أبو رغيف أن “التنظيم يحاول اثبات وجوده بتنفيذ ما يسميه بالغزوات”، مشيرا الى انه “يختار مناطق رخوة وثغرات امنية في بعض المفاصل ذات الاهتمام المشترك لا سيما قواطع عمليات”.

ويشير المختص بالشأن الأمني الى أن “التنظيم خرج من حرب المدن الى حرب الحدود والى الوديان والمغارات والكهوف”.

ويلفت أبو رغيف الى أن “التنظيم يسكن في اخطر ثلاثة وديان في العالم وليس في العراق فقط وهما (وادي زغيتون، وادي الشاي، وادي الخناجر)، بالإضافة الى تعشعشه في مرتفعات بادوش وجبال قره دوغ”.

ويستبعد المختص بالشأن الأمني “عودة التنظيم كدولة تمكين”، مشيرا الى ان “التنظيم له الامكانية على تنفيذ أي عملية كونه تنظيما ايديولجيا عقائديا شرسا لا يعتمد على روح الفرد انما يعتمد على روح الجماعة”.

من جهته، طالب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بإعلان حالة الاستنفار الأمني وملاحقة عناصر داعش في العديد من المحافظات العراقية.

وقال الغراوي في بيان، إن “الجرائم الوحشية لعصابات داعش الإرهابية في العديد من محافظات العراق وقتلهم المدنيين وترويعهم والهجمات المتوالية ضد القوات الأمنية والتي كان آخرها استشهاد وجرح عدد من القوات الأمنية في قاطع عمليات مدينة سامراء مازالت مستمرة وتحتاج موقفا حازما من القوات الأمنية لإيقافها”.

وبين أن توالي هذه الهجمات يؤكد أن “عصابات داعش الإرهابية مازالت نشطة”، مطالباً “القائد العام للقوات المسلحة بإعلان حالة الاستنفار الأمني وملاحقة هذه العصابات الإجرامية والقضاء عليه”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here