الأسواق تعاني الكساد..مواطنون غير مكترثين للعيد: حظر التجوال والوباء غيّب اللهفة

بغداد/ حسين حاتم

للعام الثاني على التوالي يمر عيد الفطر الذي يعد ثالث عيد يأتي في ظل أجواء ينتابها القلق والكساد الاقتصادي نتيجة فايروس كورونا. وتظهر لامبالاة واضحة على حياة المواطنين رغم اقتراب العيد، بعدم تفاعلهم مع اجوائه، مشيرين الى تذمرهم من إجراءات الحظر التي وصفوها بـ”القاسية”.

ويقول المواطن محمد جمعة في حديث لـ(المدى) إن “أجواء العيد أصبحت شبه معدومة في ظل استمرار تفشي فايروس كورونا وفرض حظر التجوال القاسي الذي ضيق الخناق على حركتنا”.

وصادق مجلس الوزراء على توصية اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بفرض حظر التجوال الشامل في البلاد لمدة 10 أيام، من 12 أيار الحالي (اليوم) حتى 22 أيار للحد من انتشار جائحة كورونا وتطبيق الإجراءات الوقائية من خلال التباعد الاجتماعي والشروط الوقائية الأخرى، لا سيما بعد أن سجلت وزارة الصحة مؤخراً زيادة كبيرة بأعداد الإصابات في عموم البلاد.

ويشمل قرار حظر التجوال غلق المولات والمطاعم والكافتيريات والمقاهي ودور السينما والمتنزهات وقاعات المناسبات والأعراس والمسابح والقاعات الرياضية وغيرها، فضلاً عن منع إقامة التجمعات البشرية بأشكالها كافة، وفقا لبيان مجلس الوزراء.

ويضيف جمعة : “لم نذق طعم الفرحة في العيد الماضي بسبب التباعد الاجتماعي وعدم زيارة الأصدقاء والأقارب”، مستدركاً بالقول “كنت على آمل أن يكون العيد الحالي ذا انفراجه على العراق والعالم أجمع”.

ويشير جمعة الى أن “ما رافق كورونا من تداعيات اقتصادية وضغط نفسي غيّب لهفة استقبال العيد بالنسبة لشرائح اجتماعية عديدة”. بدوره، يقول مرتضى زيدان- صاحب أزياء رجالية- إن “أجواء العيد تفقد لذتها عاماً بعد آخر”.

ويضيف زيدان في حديث لـ(المدى) : إن “الاقبال على شراء الملابس في الأعياد قلّ منذ دخول داعش للعراق في عام 2014″، مشيراً الى أن “البطالة وانعدام فرص العمل والأزمات الاقتصادية زادت العبء على الشباب واثقلت كاهلهم المعيشي”.

ويشير زيدان الى أنه “قبيل حلول عيد الفطر في كل عام وبالرغم من أوضاع المواطنين المالية الصعبة، نلحظ حركة نشطة في السوق، خاصة شراء الحلوى الخاصة بالعيد وشراء ملابس العيد والتحضيرات الأخرى، إلا أن العام الماضي والعام الحالي أصبحت الأمور مختلفة تماماً بسبب جائحة كورونا”.

من جهته، يقول فاضل نصير- صاحب محل البسة للأطفال- إن “الأسواق أصبحت غير نشطة بفعل حظر التجوال وفايروس كورنا باستثناء بعض الاحتياجات الضرورية جداً بالنسبة للمواطنين، في ظل عدم الرغبة في الشراء، وتوفير الدخل للحاجات الأساسية”.

ويضيف نصير في حديث لـ(المدى) أن “العوائل التي تملك أكثر من طفل أصبح من الصعب عليها شراء الملابس بسبب الوضع الاقتصادي الذي يمر به المواطن”. ويشير نصير الى أن “تأثر المواطن بالوضع الاقتصادي يرجع تأثيره علينا نحن أصحاب المحال”، داعياً الحكومة الى “تخفيف إجراءات الحظر ومراعاة المواطنين، بتوفير رواتب الرعاية الاجتماعية أو بدائل أخرى للطبقات المتضررة والفقيرة”.

وسجلت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، 5287 إصابة جديدة و34 وفاة بفايروس كورونا في عموم البلاد، خلال 24 ساعة الماضية.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت (المدى) نسخة منه إنها “سجلت 5287 إصابة، ليرتفع عدد الإصابات الكلي 1122914 إصابة، منذ بدء انتشار الفايروس في العراق.

كما سجلت الوزارة 34 حالة وفاة جديدة جراء كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل عدد الوفيات الكلي إلى 15834 حالة. فيما بلغت حالات التعافي من الفايروس 6561 حالة شفاء في عموم العراق، ليبلغ عدد الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من فايروس كورونا 1018167 شخصاً لغاية الآن.

الوزارة ذكرت في البيان أن عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لكورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية 21403 أشخاص، ليصل المجموع الكلي لعدد الذين تلقوا اللقاح 453361 شخصاً.

بالتزامن مع ذلك أكدت دائرة الصحة العامة أن العراق لايستطيع الكشف عن السلالة الهندية الابعد شهرين أو أقل، مضيفة أنها لاتعرف مدى فاعلية اللقاح تجاه هذه السلالة، من فيروس كورونا. وقال مدير الصحة العامة في الوزارة، رياض عبد الأمير الحلفي، إن “العراق لا يستطيع كشف السلالة الهندية إلا بعد أن ينتهي العمل في مختبر التحليل الجيني للفايروسات”.

وأوشك الانتهاء من العمل على هذا المختبر وفقاً للحلفي، مضيفاً أن هناك مرحلة التدريب ومن ثم ستكون لدى العراق “القدرة على التحليل الجيني، وذلك في غضون شهرين أو أقل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here