الإنتخابات القادمة ودور دول الجوار في إحتواء بيئتها

الإنتخابات القادمة ودور دول الجوار في إحتواء بيئتها
دكتور/ علي الخالدي
أرغمت الاطماع التركية بعض حكومات بلدان منطقة الشرق الأوسط والأحزاب التي تتمتع بمكاسب السلطة في كردستان العراق، إذ قامت بنشر أفكارها وسياستها التوسعية التي يقع في مقدمتها الرغبة بإحتلال بعض محافظات تلك الدول. بجانب ذلك يعم المنطقة دور إيراني متصف بطابع تخويفي، وبعوامل تهديد يومية للدول التي يتواجد فيها أحزاب وميليشيات ترتبط بوثاق طائفي متماسك وإياها، ناهيك عن محاولات العمل على تطويع بعض بلدان المنطقة للإرادة االأمريكية، التي بدأت ملامح شرارتها تنطلق بشكل مسموع في المنطقة، منذ مجيء جو بايدن على راس الإدارة السياسة فيها، وتصريحه الغير متوقف بمساعدة شعوب المنطقة و القضاء على داعش، التي راحت تتصاعد حضوتها لدى بلدان ذات مصلحة سياسية وإقتصادية بالمنطقة. ومع إزدياد الوتائر المؤثرة في المنطقة، بطرق خطيرة، بما فيها ألأطماع التركية في بناء قواعد عسكرية في كردستان العراق، في أجواء صمت ودعم علني من داخل المنطقة ومن خارجها، بحجة محاربة حزب العمال التركي، مما ألزم ما يشبة الإتفاق بينها وبعض منفذي أجنداتها في المنطقة
إن ما فات ذكره سيعرض مستقبل بلدان المنطقة للمخاطر ، وهذا ما دفعها للوقوع في حضن أمريكا، ظننا منها أنه ستخلصها من تبعات ومخاطر تهديد داعش اليومي وإيران، الذي يعتبر حجر عثرة، أمام تحقيق الرغبة المشتركة لشعوب دول المنطقة في العيش بأمن وبسلام فيما بينها، من خلال فتح قنوات وآفاق جديدة من الصلات الاقتصادية والتجارية والسياسية وعدم التدخل بالشأن الداخلي لحكومات تلك البلدان.

لقد أمست العلاقة بين العراق وبعض دول الجوار الرامية لإحتواء قراره السياسي بشكل تدريجي، مما سيعرض كيانه السياسي المستقل للخدش ولن يطول ذلك عاجلا أم آجلا، سيصحو العراقيون بعد سنوات انهم تقسموا بين دول الجوار ، وهذا أمر قد يكون ممكنا جدا، إذ هو لا يجد معارضة من الكثير من الاحزاب الأسلامية التي تعتمد المحاصصة الطائفية والإثنية في حكم البلاد. حيث ما تسعى له هذه الاحزاب بالإضافة الى الحزبين الكورديين، ضمان فرصة المحافظة على “بقايا هيبتهم”. ولا يضيرهم إرغام العراق على قبول ما يمر به من مآسي وويلات، سيما وإن عوامل إنشطاره أصبحت تقترب رويدا رويدا، وأحزابه الطائفية الفاسدة تسعى زيفا وبشعارات فارغة، لإظهار أنها مترابطة، لكن عوامل الفرقة والتناحر المذهبي والقومي وسيطرة الميليشيات والجماعات المسلحة المرتبطة بإيران والمطامع التركية التي تقف وراء السيطرة على مقدرات الحكومة، تجعل نيران الحقد والاحتراب، (يستعر أواره بين الرماد). إذ يقوموا بعرقلة نوايا تنمية العراق وجعلة يعتاش حياته اليومية على ما تمنحه تلك الدولتين للشعب العراقي ليواصل حياته اليومية وخدمة مصالح وأجندات دول المنطقة القريبة والبعيدة

كل ذلك قد يشوه البيئة الإنتخابية التي تطمح الجماهير الشعبية العراقية لرفع مستوى جودتها، لتكون الإنتخابات نزيه وديمقراطية، ويشارك فيها جميع فئات جماهير الشعب خلافا لرؤيا الكتل المسيطرة على مقاليد الحكم. حيث يسود المجتمع العراقي الجدل بشأن حقوق المواطن العراقي، الذي يسعى في الإنتخابات القادمة تحقيق عهدا أفضل يقوم ببناء مجتمع مدني ديمقراطي تسوده العدالة الإجتماعية والإستقرار، يُنجيه من هيمنة الأحزاب ذات اللون الواحد من الطائفية ونهجها المحاصصاتي الطائفي الإثني. ويقيموا حكومة مستقبلية تعامل العراقيين على أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ويكون بمقدور من يحكم، مستقبلا المحافظة على بقايا “وحدة العراق” فدول الجوار مع أمريكا، لا يضمنوا تحقيق مثل هذا الطموح
ولكي لايضطر العراقيون الى قبول الخيار المر مرغمين، ببقاء الأوضاع على ما علية يٌدعم ذلك أن الإنتخابات القادمة ربما ستصعد لقبة البرلمان نفس الوجوه بأشكل مختلفة. إذ حينها ستستمر الأحزاب الطائفية بنهجها، فتواصل نهجها الطائفي والفشاد، خالقة ظروف تعيق وقوف القوى الشعبية بوجه إرادة الدول الطامعة بثروات البلاد، فاذا لم يتم التصدي لهذا المشروع، بوحدة وطنية تُغلب مصلحة البلد على كل المصالح الذاتية، وبالإعتماد على أدوات الجماهير الشعبية، كون ذلك وحده كفبل بتجنب البلد ما لا تُحمد عقباه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here