مَوَانِئُ الغازِ بالمغرب الأقصا و بروتوكولات الحكومة الإيرانية الكبرى !

Image preview

بِقَلَمِ موميروس عبد المجيد 
إذا كان من الصّعب على شبكة الأعمال الإيرانية داخل القارة الإفريقية، أن تقوم بالتغلغل المباشر في ملف الصحراء المغربية من خلال حشد أنصار طائفية الأيديولوجيا الجعفرية. فإن مخابرات الحكومة الإيرانية الكبرى تشتغل بِدَوّال مُنظَّمة مُنتظمة و بمنحنى تهديدات تصعيدي. إذ أنها تريد – الآن- إستغلال أحداث العنف المُدبّر بالقدس الشريف، مع التدوير الإعلامي لأطروحة الإنقلاب الغاشم ضد تركيبة و برنامج عمل لجنة القدس باعتبارها آلية مُنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضوِيّتها إيران جمهورية ” غواية الفقيه”.
و هكذا يرى دهاقنة الحكومة الإيرانية الكبرى، أن الآوان قد حانَ من أجل لعب دور “الإمامة الدُّوغمائِيّة”، و التحول إلى حقبة الوصاية التّفاوضية على مقدسات أمة محمد الرسول الكريم. بالتالي، فالبروتوكول البَعديُّ يَحوي تفاصيل عملية تحريك الأزلام بين أكياس ما يسمى “محور دعم فلسطين و رفض التطبيع مع إسرائيل”. كل ذلك في سبيل إدراك أمِّ غاياتهم الخبيثة بزعزعة استقرار آخر منارات الإسلام السمح المُعتدل: إمارة المؤمنين بالمغرب. و كذا قصد تيْسير مخطط الهيمنة العسكرية على الفضاء جيو-ستراتيجي المُحيطِ بخطوط أنابيب الغاز داخل صحراء شمال افريقيا ( و بالخصوص الصحراء المغربية باعتبارها حاضنة المَنَافِذ الأطلسية إلى العالم ).
و يبدو أن غطاء المُمانعة المُضَلِّلَة يمنح أَزْلام المخابرات الإيرانية حرية أكثر في التنقل و الإختراق و التدليس. كما يتيح لهم سلاسة في التنسيق بين خلاياها النشيطة داخل المجتمع الأهلي دون إثارة الإنتباه لحمولَتها الأيديولوجية التّخريبية. جميع ذلك يتم عبر تنظيم لقاءات و ندوات جمعوية ظاهرها النصرة الإخوانْجيّة أو التضامن القومجي، و باطنها التيسير العملي لتحركات أزلام المخططات التوسعية للحوزة الحاكمة ب”قم”.
و هكذا وفق ذات السياق، تعمل المخططات الإيرانية العدائية ضد سلامة الأراضي المغربية و ضد وحدة الوطن المغربي. إذ أن الحكومة الإيرانية الكبرى قد قرَّرَت استعمال ورقة جبهة البوليساريو الإرهابية بأفق نيو – استراتيجي جديد، يستهدف قَلْبَ معادلات النزاع الجزائري المفتعل حول صحراء المغرب الأقصا.
و لأن البَعَرة تَدُلُّ عَلى مَمْشَى البَعير، ها هيَ ذي جبهة الإرهاب المُسمّاة “بوليساريو” تَتَقَلَّبُ طريحةً بين فَلَوَاتِ خَلاءِ الجزائر . وَ مِن حَرِّ أهوالِ الصدمة و الرعب من بَطْشَة أَجْناد المملكة الشريفة، ها هي ذي جبهة الإرهاب المرهونة تُسَلِّمُ أمرَها لِحَوْزة اللَّات، مُخلِصَةً لرِجسِ الأزلامِ في سبيل تنفيذ ما يلي :
أوَّلاً : إنجاز عملية نفير تَرحِيلِي من أجل إعادة نقل المخيمات إلى ما يسمونه ” بالمناطق المُحَرَّرَة”، عبر تنقيل الآلاف من المُحتجزات و المُحتجزين جنوب دولة الجزائر نحو الإحداثيات الجغرافية الجديدة تبعا لسيناريو محبوك. و ذلك بغرض إعادة توطين المُهَجَّرين الجُدد في إطار إستكمال مسلسل المخاتلة و التحايل على بعض حيثيات القانون الدولي و قرارات الأمم المتحدة.
ثانيا : إعلان الإعتراف الإيراني بالواقع الجغرافي السياسي الجديد للدُّويلَة المزعومة. و العمل على إعادة تَسويقِها ديبلوماسيا ضمن صراع موازين جديدة. نعم .. صراع التحول نحو مرحلة  العسكري الميداني، عبر توقيع اتفاقيات و عقود معاهدات تضمن عملية تبييض مختلف النشاطات الارهابية للحكومة الإيرانية الكبرى التي تستهدف السلم و السلام الافريقي و العالمي.
ثالثا : تكليف ميليشيا حزب اللاَّت الإرهابي بإعادة أدلجة تنظيم البوليساريو عقائديا و عسكريا، و الإشراف بشكل مباشر على حملة ” البروباغانْدا” لهذه الدُّوَيْلة لصورية، مع التَّحَكُّم التام بمصير مُرتزقتِها بشكل يجعلها ورقة ضغط عسكري قابلة للإستعمال الإيراني بصحراء شمال إفريقيا.
رابعا : إشعال الحرب في صحراء شمال إفريقيا، و شرعنة  تدخل “الجيش العقائدي” الإيراني تحت غطاء الدفاع عن حق الشعوب في مقاومة “الإحتلال”. مع الفسح في المجال أمام فيلق النَّحس في إدارة رحى العمليات الإرهابية الخطيرة، إلى جانب فيلق حسن نصر اللاّت هَادِم الضاحية الجنوبية بلبنان و نابِشُ جُثَتِ القبور بالعراق و اليمن و الشام. وذلك من حيث أن تعريب البروتوكول المَجُوسي الصُّنْع ،  باتت ترعاهُ بقايا القومجِية و فلول الإخوان المُسْتَسلِمُون تحت يافطة دعم فلسطين و ضد التطبيع.
فَهكذا – إذن- ، تتمظهر خطورة بروتوكولات المخطط الإيراني التَّوَسُّعي المُغلَّفة برداء التَّقِيَّة و التضامن ، و الدفاع عن المستضعفين ضد المستكبرين. في حين أنها أضاليل قائمة على أساس “غِوَاية الفقيه” كما طرَحها فَتَّانُهُم الخُميني. إذ أنها -و مثلما ينص عليه دستور حوزة ” قم “-،  قد رَسَمت ” الطريق الحَقَّ  للمسلمين ” داخل إيران و خارجها”.
إلاَّ أن الصلابة الإستراتيجية عند الدولة المغربية تحت القيادة الملكية السديدة، و الكفاءة المهنية لدى المؤسسات الساهرة على حماية أمن الوطن و سلامة فضائه الجغرافي السياسي. قد جعلتَا أزلامَ الحكومة الإيرانية الكبرى، عاجزين عن دحض الحجة بالحجة، و صامتين بصورة غير أخلاقية عن طرح مراجعات رسمية تناسب حجم “السَّوَاد الأَظْلَمِ”، الذي يهدد الأوطان بهبوب رياح حرب مُدمرة تُعاكس مصالح الشعوب و رغبتها  في الأمن و الاستقرار و النماء و التقدم .
و لأنَّ الشَّر بِقَرينِهِ يُذْكَرُ، تتراءى لنا نياشين بيادق  عسكر المرادية، الذي فقَد السيطرة على سيادة الأراضي الجزائرية الجنوبية، بعد أن أصبحت مرتعًا خصبا لشبكة الأعمال الإيرانية بأفريقيا. نعم .. هي بالتأكيد المُشَكَّلَة من أَزلام الحوزة الخمينية الذين إستغلوا إنتشار الفراغ الرُّوحي و السخط الإجتماعي لدى العديد من فئات المجتمع الجزائري، حتى يتمكنوا من زعزعة العقيدة بأباطيل المذهب الفتان و التمهيد لاستنبات أنصار الحاكمية الجعفرية.
ثم قامت مخابرات الحكومة الإيرانية الكبرى بالإستثمار في حالة الوهن الرئاسي داخل قصر المرادية المَوْبوء، عبر تحكم أزلامها في مجالات سيادية جزائرية تخلى عن ضبط أمنها و إستقرارها نظام الحُكْمُ المُتَرَهِّل. و ذلك جراء مرض عبد المجيد تبون الذي لم يعد قادرا على تدبير التوازنات المصالحية لشؤون البلاد، و لا على حماية سيادتها من اختراقات أزلام المخابرات الإيرانية. هذه الأخيرة التي تحاول تصفية حسابات الصراع بين حوزة “قُمْ” الفارسية المُؤَدْلَجَة و بين العديد من الدول الرافضة لهذا التغلغل الإيراني الكبير الظاهر على طول الفضاء الجغرافي السياسي المحيط بمثلث خطوط الغاز ( اليمن ، الشام ، صحراء شمال افريقيا).
و لعل واقع مجالات الدولة الجزائرية المُخترقة من طرف مخابرات الحكومة الإيرانية الكبرى. قد يكشف بالملموس عن أسباب فقدان النظام الجزائري لبوصلة التنزيل السليم للقرارات الأممية، و عن خبايا عرقلَتِه المُستدامة لمسار إيجاد تسوية نهائية سلمية للنزاع المُفتعل حول الصحراء المغربية. و ذلك عبر رفضه الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة على أساس مبدأ رابح – رابح الذي تُجسده المبادرة المغربية العقلانية و الديمقراطية، مبادرة الحكم الذاتي التي تضمن للجزائر و المغرب تدشين مرحلة توافق عقلاني شجاع.  توافق إنْمائي يتعزز بفتح الحدود المغلقة قصد إحقاق الوثبة الذكية لمنطقة شمال و غرب إفريقيا ، و تحقيق التنمية و الديمقراطية بضمان الأمن و السلم و الإستقرار لمجتمعات التنوع البشري.
موميروس عبد المجيد 
رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية 
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here