فنادق المحافظة تُطلق نداء استغاثة.. السياحة في كربلاء تحتضر.. والقرار مئة لا يحل المشكلة

كربلاء / إخلاص داود

تمثل كربلاء مركزاً سياحياً دينياً مهماً في العراق، والمقصد الأول لجذب السائح الديني، حيث يتوجه ملايين المسلمين سنوياً من داخل العراق وخارجه من البلدان المجاورة أو البعيدة لزيارة العتبات المقدسة. كما تضم كربلاء في جنباتها مواقع وشواخص آثارية وتراثية وبحقب تاريخية مختلفة عديدة،

وتعتبر موارد جيدة للسياحة، مما أسهمت في ازدهار اقتصاد المدينة، لا سيما بعد العام 2003، ودخول الاستثمار في تطوير الحركة السياحية بشكل عام ، فتطورت الفنادق بشكل خاص من حيث العدد والبناء وشمل ذلك زيادة في طاقاتها الاستيعابية المحددة بالغرف والأسرة والخدمات التي تقدمها، كذلك التطور في أعداد العاملين فيها من حيث تحصيلهم العلمي والمهني والثقافي.

ما بعد الجائحة

أدى تفشي فايروس كورونا وفرض الحظر إلى شلل تام في حركة السياحة وإلحاق خسائر فادحة لأصحاب الفنادق في محافظة كربلاء المقدسة ، جريدة “المدى” التقت بعدد من المسؤولين وأصحاب الفنادق للوقوف على حجم التدهور الحاصل وماهي مطالبات العاملين في القطاعين السياحي والفندقي ومعرفة معالجات وحلول الحكومة المحلية.

التقت الـ (المدى) بمدير سياحة كربلاء علاوي جبار حسون وتحدث عن واقع السياحة في كربلاء قائلاً: تعتمد كربلاء في اقتصادها على السياحة وبدونها يقل اقصادها الى مستويات متدنية جداً، وتوجد في محافظة كربلاء أكثر من 700 مرفق سياحي وتتوزع بين الفنادق والشركات السياحية والمطاعم والمقاهي ، وقد تأثرت بسبب قلة روادها لتفشي كورونا وإجراءات الحظر.

ويتابع حسون “ولو كان لكل مرفق سياحي خمسة الى ستة عمال يديرون العمل على أقل تقدير ، سيكون هناك آلاف من العمال الذي تسرحوا من هذه المرافق السياحية، أي خسرنا أكثر من ستين ألف فرصة عمل بسبب الجائحة، فالفنادق أغلقت نهائياً وبدا التأثير السلبي بعد الشهر الثالث من سنة 2019 ، ومنهم من ترك هذه المهنة أو قام بهدم الفندق وحوله الى ساحة لأنه لا يستطيع دفع الضرائب والرسوم من كهرباء أو الماء وكذلك أجور العمال وهذه يجب أن يدفعها في حال كونه مغلقاً أو يعمل”.

وبحسابات دقيقة يؤكد صالح عبيد الموسوي والذي يعمل محاسباً لمجموعة فنادق تأثير الكساد الذي تعانيه السياحة قائلاً: بحسابات بسيطة فأن الزوار القادمين من الخارج إلى كربلاء يبلغ عددهم حوالي ٨٠٠٠ آلاف زائر، وفي الشهر يصبح العدد ٢٤٠٠٠٠ مائتان وأربعون ألف زائر وعلى مدار السنة فهو كالنهر من العملة الصعبة، مبيناً أن “الأعداد الكبيرة من الأيدي العاملة التي سوف تعمل في هذا المجال من عمال إدارة وعمال خدمة وما يحتاجه الزائر من مواد غذائية ومواد أخرى ومستلزمات عديدة يحتاجها خلال إقامته في الفندق، وهذا ينتج فرص عمل لمئات الآلاف من العاطلين”.

مناشدات ومطالبات

وطالب أصحاب الفنادق بالتحرك السريع والفعّال لإيجاد الحلول، صاحب فندق كربلاء الدولي علي عبد علي عباس المسعودي قال: نطالب بتسهيل دخول الزوار بالسرعة الممكنة وعدم وضع الأعذار والعراقيل بسبب وجود وباء كورونا فهناك الكثير من الاحتياطات اللازمة من أجل الحيلولة دون وقوع المشاكل منها الفحص السريع للزوار والتلقيح ضد الوباء والإشراف الصحي الدقيق من أجل سلامة الجميع.

ويضيف صاحب فندق التاج الحاج بشار الحميري لكلام زميله قائلاً : وصل سعر الايواء في فنادق كربلاء الى 3000 دينار للشخص الواحد لليلة كاملة مع كامل الخدمات وهذا يكبد أصحاب الفنادق خسائر لاتتناسب مع الأرباح، على الدولة الإسراع بإيجاد الحلول الممكنة منها إعطاء الفيزا وتسهيل الرسوم خفض الضرائب على أصحاب الفنادق وخفض أجور الكهرباء بما يتناسب مع الظرف الحالي.

“الفنادق تستغيث”، يقول الحاج صفاء البصراوي صاحب فندق أنوار البقيع لصاحبه ويكمل حديثه: الفنادق تطلق النداء الأخير لإسعافها من التدمير الشامل و تجاهل هذا النداء سيؤدي إلى توقف السياحة وخصوصاً السياحة الدينية وإلى أمد بعيد.

الى ذلك قال : محمد صادق الهر رئيس رابطة المطاعم والفنادق إن القطاع الخاص في العراق عموماً والقطاع السياحي والفندقي خصوصاً يحتضر، ومنذ بداية الجائحة طالبنا في أكثر من محفل بالانصاف ودعم القطاع من قبل الحكومة بمعونات أو منح كما حصل في كل دول العالم.

حلول ومقترحات

كشف محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي،عن توقف أكثر من 1000 فندق وتسريح 60 ألفاً من العاملين وخـسـارة مـئـات المـلايـين من الـــدولارات، بسبب إجراءات الحظر ومـنـع دخــول الـزائـريـن إلىَّ المحافظة.

وأشار الخطابي الى أنـه “تـم الاتـفـاق خـلال لـقـاء جمع المحافظين مع رئيس الوزراء، 25 نيسان 2021، على تـشـكـيـل المـجـلـس الأعــلــى لـلـسـيـاحـة، والذي يــتــألــف من وزارات ودوائــر مختصة بـالـنـشـاط الـسـيـاحـي، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص.

وتابع، كذلك تم إقرار تسهيل منح الفيزا للمجاميع السياحية التي يزيد عددها على عشر، وجعلها فورية بالمطارات والمعابر الحدودية على أن يكون لديها حجز الكتروني مسبق واتفاق مع شركة سياحية عراقية، مـع إلــزام الأفــواج السياحية بـالـسـكـن بـالـفـنـادق والمــرافــق المـعـتـمـدة والـرسـمـيـة فقط، وإعفائها من الديون للأعوام الماضية، مثلما اتفق على اتباع مبدأ الضريبة العكسية مع المرافق والشركات التي تفوج سياحاً أجانب للعراق لكونها تُدخل عملة صعبة إلى البلاد”. بدوره ذكر حسون الحلول المقرر تطبيقها وهي: تم اصدار قرار” مئة” من قبل مجلس الوزراء بخفض الإعفاء الضريبي الى نسبة 50% ، وتقليل من رسوم الماء وكان المفترض إلزام الموارد المائية بوضع مقاييس للماء في الفنادق ولكن الى الآن لم يتم تطبيقها، والكهرباء انخفضت نسبة الرسوم الى 50% ، كذلك أصبح الاحتساب الضريبي على سجل الزائرين أي إذا كان هناك سياح يكون الاحتساب الضريبي بحسب عدد الزائرين أيام إقامتهم. وأضاف، إلا أن جميع الحلول لم تصل للمستوى المطلوب فالحل الوحيد هو انعاش السياحة عن طريق فتح الحدود واتخاذ الإجراءات مثل بقية الدول والمدن السياحية في دول العالم، ووضع مستشفيات طوارئ على منافذ الحدود لفحص الوافدين ( البي سي آر) وكذلك الفتح المقنن أي بدخول وفق برنامج دخول عدد الزائرين وتنقلهم لإرجاع الحياة الى السياحة وخصوصاً أن القطاع السياحي مرتبط بقطاعات منها النقل.

فيما يتمنى العاملون في القطاع السياحي والفندقي بتطبيق الإجراءات والاتفاقات بأسرع وقت ممكن و أن لاتكون تطبيقات جزئية أو تواجه معرقلات حزبية لتبقى حبراً على ورق .

وعلى صعيد متصل، أكد مدير سياحة كربلاء أن هناك الكثير من الأسسس والمعايير لاختيار كربلاء المحافظة عاصمة السياحة العربية، ومن هذا المنطلق قدمت كربلاء الى المديرية العامة لهيئة السياحة الملف الكامل لهذا المشروع وهو الى الآن في طور الدراسة لتشكيل لجنة لغرض إنجاز كافة الإجراءات التي يتطلّبها هذا المشروع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here