قوى سياسية تنضم إلى فريق المؤيدين لتأجيل الانتخابات: السلاح المنفلت ينهي المنافسة

بغداد/ محمد صباح

حذرت أطراف سياسية من تصاعد حالات العنف والاغتيالات وارتباك الأمن خلال أيام المقبلة وهو ما قد يمهد لتأجيل الانتخابات البرلمانية. ويوضح عدنان الدنبوس، النائب السابق عن ائتلاف الوطنية في تصريح لـ(المدى) أن “هناك مشاورات بين كتل سياسية مختلفة تدور بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعدها أو تأجيلها إلى موعد جديد”، مشددا على أنه “لا جدوى من إجراء الانتخابات كون أن نتائجها ستكون محسومة مسبقا للجهات التي تمتلك السلاح”.

ويضيف الدنبوس أن “الانتخابات البرلمانية المبكرة في ظل هذه الأجواء المشحونة ستكون أشبه بالعبث”، مضيفا أن “هناك كتلا سياسية تمتلك السلاح والمال والنفوذ تدفع لإجراء الانتخابات في موعدها المقترح للمحافظة على مكاسبها”.

وفي الرابع من شهر أيار الحالي دعا رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي إلى تأجيل الانتخابات المقررة في تشرين الأول المقبل حتى تهيئة الأجواء المناسبة وسن التشريعات الكفيلة بسلامة العملية الانتخابية، محذرا من تكرار مشهد التوترات الطائفية وزيادة الانقسام الاجتماعي قبل موعد الانتخابات.

وينبه إلى أن “هذه الكتل المتبنية لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد تمتلك الأغلبية النيابية والحكومية أمام الكتل المدنية التي بدأت تتخوف من الانتخابات المقبلة وإمكانية تكرار حالات تزوير البطاقات الانتخابية”.

وحذرت كتلة التغيير الكردستانية قبل فترة من إمكانية تزوير أكثر من مليون بطاقة انتخابية في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقبلة، داعية إلى تعديل قانون الانتخابات لتجاوز كل الثغرات والهفوات والفساد والسلاح المنفلت. ويؤكد الدنبوس على أن “الكتل السياسية الرافضة أو الداعية إلى تأجيل الانتخابات لا تمتلك القدرة على تغيير موعد إجراء الاقتراع وليست لديها السلطة للتأثير على القرار السياسي العراقي على اعتبار أن هذه القوى تكاد تكون أقلية مقارنة بالقوى الأخرى”.

وقبل فترة شكك زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، بإمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المقترح، معتقدا أن هناك صعوبة في الأوضاع الأمنية والإشكاليات المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية.

أما ما يخص مفاوضات الكتل بشأن تحديد موعد لإجراء الانتخابات المحلية يوضح الدنبوس أن “هناك حوارات انطلقت بين الكتل بشأن تحديد موعد إجراء الانتخابات المحلية”، مبينا أن “الأطراف السياسية اتفقت على ترحيل البت بهذا الموضوع إلى الدورة البرلمانية المقبلة”.

ويتوقع النائب السابق ارتباك الاوضاع الامنية قبل موعد الانتخابات البرلمانية كتزايد حالات الاغتيالات لشخصيات اجتماعية وسياسية ودينية معروفة ومعينة مما قد يترتب على ذلك إرجاء الانتخابات من شهر تشرين الأول المقبل إلى موعد جديد قد يرحل إلى شهر نيسان من العام 2022″.

ويشير إلى أن “هناك جهات خارجية من مصلحتها إعاقة الانتخابات البرلمانية المبكرة من اجل أن تحافظ على نفوذها في العراق”، مضيفا أن الأيام المقبلة ستكون “أيام الدول” التي تريد الإبقاء على نفوذها في العراق.

من جهته يكشف السياسي المستقل مثال الالوسي في تصريح لـ(المدى) أن “المفاوضات الأميركية الإيرانية انطلقت في بغداد للتفاهم على تقاسم نفوذها”، مبينا أن “الأحزاب المقربة على طهران ستأخذ كل شيء في حال توصل الإيرانيون والأميركان إلى اتفاق”.

ويتابع أنه “في حال اجريت الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعدها المحدد ستعطي الشرعية للاتفاق الأميركي الإيراني الجاري حاليا”، معتقدا أن “هذه المفاوضات اكبر من تشكيل حكومة عراقية أو أحزاب عراقية”.

ويرى النائب السابق أن “تأجيل الانتخابات وفق هذه المحادثات باتت عديمة القيمة سواء أجريت في موعدها المحدد أو أرجئت إلى موعد أخر”، متوقعا “تأجيلا جديدا للانتخابات البرلمانية المبكرة وفق الإشارات الواضحة والظروف الراهنة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here