المستكتبين لديهم جهل مركب

المستكتبين لديهم جهل مركب، نعيم الهاشمي الخفاجي

عندما تقرأ مقالات لكتاب عرب ومن كلآ الجنسين يكتبون بشكل خاص في الصحف البدوية الوهابية تجد أن هؤلاء الكتاب ليسوا كتابا وإنما مستكتبون يكتبون لكسب المال مثل الكتاب اليسارين الذين يحملون جناسي لبنانية ومصرية واردنية وعراقية سواء يحمل جنسية عراقية فقط أو جناسي أوروبية مع الجنسية العراقية الأصلية، هؤلاء يكتبون لأجل الريال والدولار وللأسف باع هؤلاء قيمهم ومبادئهم.

أما المستكتبين من دول الخليج وبالذات من أبناء نجد لديهم جهل كبير ولايعون الحقيقة، لأنهم نتاج بيئة تعرضت للظلم والاضطهاد، فقد قسم علماء المنطق الجهل إلى قسمين: بسيط ومركب.

1 – الجهل البسيط: [هو] أن يجهل الإنسان شيئا وهو ملتفت إلى جهله فيعلم أنه لا يعلم، كجهلنا بوجود السكان في المريخ، فإنا نجهل ذلك ونعلم بجهلنا، فليس لنا إلا جهل واحد.

2 – الجهل المركب: [هو] أن يجهل شيئا وهو غير ملتفت إلى أنه جاهل به، بل يعتقد أنه من أهل العلم به، فلا يعلم أنه لا يعلم، كأهل الاعتقادات الفاسدة الذين يحسبون أنهم عالمون بالحقائق وهم جاهلون بها في الواقع. ويسمون هذا مركبا، لأنه يتركب من جهلين: الجهل بالواقع والجهل بهذا الجهل، وهو أقبح واهجن القسمين. ويختص هذا في مورد التصديق، لأنه لا يكون إلا مع الاعتقاد.

عندما تتصفح الصحف الخليجية التي طبعت دولهم مع نتنياهو في أسم دعم الشعب الفلسطيني، ولولا تطبيع دول الخليج المجاني مع نتنياهو لما تجرأ على قتل اهالي غزة بصبيحة عيد الفطر الذي يحتفل به مليار ونصف مليار مسلم وبطرق وحشية لاتفرق مابين الطفل والمرأة والمقاتل، استوقفني عنوان مقالة لمستكتبه من الجنس الأنثوي الخليجي، رغم أن نساء البدو خير من رجالهم لديهن انسانية وأنا عشت مع هؤلاء البشر واعرفهم بشكل جيد، هذه السيدة عنوان مقالها، فلسطين مابين نارين، تقول والله لا أعلم كيف يمكن أن تتحمل ذاكرتنا العربية هذه الصور الثقيلة التي تصدرها إسرائيل لنا من قتلى لأطفال في غزة، ولحظات انتشالهم من تحت الأنقاض، ونحن لا نزال نعاني من مشاهد الحرب العبثية في سوريا.

اقول لهذه السيدة ماحدث في سوريا هي حرب كونية تم استقدام عشرات الاف الارهابين من مائة دولة من دول العالم تحت المظلة الدينية السعودية الوهابية الحاكمة وتم إصدار فتاوى من علماء مثل القرضاوي والعريفي والقرني وسلمان العودة وتم ارسال المئات من مشايخ الوهابية من اهالي نجد لقتل الشعب السوري امثال المحيسني، بل حتى دكتور طبيب بشري سعودي فجر نفسه في شاحنة مفخخة استهدف مقر للقوات السورية وتم اقتحامه من قبل الارهابيين، لذلك ماحدث في سوريا والعراق هو بلا شك الجرح العربي الكبير، الذي رسمه تكالب العصابات الارهابية التي تم استقدامها من كل دول العالم وتم فتح حدود الدول المجاورة وتسهيل لدخول الارهابيين من مطارات تركيا بشكل خاص، بل حتى الجيش التركي شارك في دعم العصابات الارهابية في سوريا والعراق واحتل اراضي عراقية وسورية.

كانت الغاية ليس لنشر الديمقراطية في سوريا وإنما لتأديب النظام السوري بسبب دعمه لقضية الشعب الفلسطيني، لذلك عندما اصبح بديل نظام الاسد عصابات وهابية تكفيرية فتكت بالاقليات مثل المسيح والشيعة والدروز هبت عناصر للدفاع عن تلك الأقليات وتدخل المقاومون عندما تم رفع شعار من قبل النافق زهران علوش، الشيعي على التابوت والمسيحي على بيروت، القوة المقاومة تدخلت لكبح جماح العصابات التكفيرية و تدخلت روسيا في قصف مواقع جيوش الارهابيين، وتم هزيمة العصابات الارهابية شر هزيمة، ولولا وجود جيوش الاعور الدجال بالشرق السوري لما بقي ارهابي تكفيري واحد.

هذه المستكتبة لديها نوايا صادقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وهي بلا شك قضية عربية مؤرقة منذ عقود، ولها، مكانة في الوجدان والضمير العربي، لكن هذه الكاتبة لديها جهل مركب وليس جهل بسيط عندما قالت، لكننا، كعرب ومسلمين، نقف مذهولين من فشل فلسطيني – فلسطيني في إدارة الأزمة، وإن فشل أهل الأرض والحق، فإن كل محاولات خارجية للتسوية وضبط الأوضاع لن يكتب لها النجاح مهما عظمت.

أقول لهذه الكاتبة أنتي تجهلين الحقيقة وتتبنين وجهة نظر حكومة بلادكم التي طبعت مع نتنياهو بدون أن تلزمه دولكم المطبعة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم الذي صدر عن الأمم المتحدة عام ١٩٤٧ أو بالقليل على اراضي حزيران عام ١٩٦٧، وبما انكي تجهلين تلك الحقيقة وتتبنين وجهة نظر ولي امركم الذي باع هو وأبوه وجده قضية العرب والمسلمين وبالوثيقة فأنت ياسيدتي لديكم جهل مركب، اوصانا الله بكتبه السماوية واوصانا نبي الانسانية محمد ص في احترام القوارير لذلك لم استعمل معكم كلمات جارحة واكتفي بالقول انك لديكي جهل مركب، وصاحب الجهل المركب ليس صاحب رأي وليس صاحب تحليل سياسي يتنبؤ للمستقبل، لذلك كان من الأفضل لكم سيدتي المحترمة الجلوس بالمنزل والاهتمام بتربية الأطفال أو الذهاب لسوق العمل للعمل ضمن المهنة التي انتي تجيدينها مثل الخياطة والتطريز والطبخ والتنظيف والرسم……الخ.

كتبة ممسوخين لايستطيعون ان يتلفظون أو يكتبون كلمة واحدة تدين نتنياهو انه هو سبب المشكلة، بل للحق والإنصاف هناك كتاب يهود اسرائيلين امثال ألون بن مئير كتبوا مقالات انتقدوا نتنياهو بكلمات جريئة وشجاعة.

تقول هذه الجاهلة بالجهل المركب،

. الواقع أن مأساة القضية الفلسطينية هم القيادات الفلسطينية بالدرجة الأولى، وفشلهم الواضح منذ عقود في إدارة أزمتهم، وغلق أسماعهم عن رأي الدول العربية الكبرى، التي جعلت من قضيتهم عنواناً رئيسياً لسياستها الخارجية.

ههههه شر البلية مايضحك، استمرار العمليات العسكرية في غزة بضوء اخضر من دولكم المطبعة لتصفية قادة المقاومة وتسهيل الامور لوصول ناس مطبعين بدون دولة ذات سيادة، لكن الشعوب الحية لم ولن ترضخ للمحتل وان تفوق عليهم عسكريا وماديا ومعنويا.

لربما البعض يستشكل علينا لماذا نتعاطف مع الفلسطينيين، رغم ان حماس أرسلت لنا الاف الارهابيين لقتل اطفال ونساء شيعة العراق، نحن كشيعة نعتبر انفسنا نحن الاسلام، نتزوج منهم ونأكل طعامهم، والذي يختلف معنا ويقف ضدنا ويشهد الشهادتين فهو مسلم مثلنا ونبقى معه في دائرة الاسلام، موقفنا هذا ليس معيب، اسوة بمواقف الكثير من اتباع المدارس الاممية مثل الماركسية، الكثير من اتباع المدرسة الاممية اليسارية يعيش ويأكل طعام أتباع المدرسة ويتزوج من الغجر واللادينيين …….الخ.

لذلك البشر متساوون في العلاقات الإنسانية وهناك قيم اخلاقية، عشت مع مختلف الطبقات الاجتماعية، رأيت الكثير من العراقيين اصحاب ابراج تربية الحمام، لديهم قيم أخلاقية، اذا طار سرب الطيور يمنع منعا باتا شخص اخر يطير حمامه، وإذا طير الحمام يتم مصادرة الطيور والبعض يقوم بذبح الحمامات ويشويهن يكون الأكل طيب، اذن لا يمكن اختزال التيارات لشخص واحد، يعني انا منتمي لحزب يساري دنماركي فلا يمكن لأي صعلوك يسلب مني يساريتي، وانا لست بحاجة لتزكية من أي تافه.

الكاتب المثقف عليه ان يكون صاحب معرفة وفكر متحرر ينظر للبشر اخوة له في الإنسانية وإن اختلفوا معه في الدين والمعتقد، انا يساري لكن هويتي القومية عربي خفاجي متأصل مائة بالمائة ومسلم اتبع مدرسة الشيعة نتبع محمد ص وال بيته، اتعاطف مع الفلسطينيين رغم مواقفهم السلبية تجاهي وحبهم لمضطهدي صدام الجرذ الهالك.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

18.5.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here