موقف السماء من الخطايا والبلاء!!

موقف السماء من الخطايا والبلاء!!
العالم يتحرك وفقا لقوانين كونية تتحكم بالحياة الأرضية , ولا يمكن لسلوك أرضي أن ينجو من سطوة القانون الكوني الفاعل فينا , وما يجري فوق التراب من ظلم وقهر لا يتوافق والقوانين والمعادلات الكونية الضابطة لديمومة الحياة وسرمدية البقاء.
وهذا يعني , أي إنحرافٍ عن المسار المحسوب ستترتب عليه نتائج متوازنة معه لتعيد الحركة إلى نصابها والإنسجام إلى طبعه.
وفي الأرض آثام وخطايا , تتكفل العدالة الإلهية بتقيمها والقصاص من الظالمين فيها , ويأخذ كل ذي حق حقه مهما توهم الباغون , وإمتلكوا من مفردات القوة والإقتدار والتفوق المادي والناري والنووي , وغيرها من أدوات إبادة الوجود فوق التراب.
فالقوي لن يدوم قويا , والضعيف لن يبقى ضعيفا , فإرادة الدوران تقضي بالتغيير وتبادل الأدوار والمواقع , مما يؤكد أن الإنتصار الحتمي سيكون للمغلوبين والمقهورين , والذين تأسّدت عليهم القوى المتوحشة المفترسة المجردة من الذمة والضمير , والمكشرة عن عدوانيتها السافرة وإنتقامها المشين.
وما يحصل في واقع الصراعات الأرضية وفقا لقوانين الغاب الفتاكة , للسماء موقف محسوم تجاهها , فتلتزم المظلوم وتمكنه بعد حين ليقتص من ظالمه بأقسى مما كان يفعله به , ولن تخيّب عدالة السماء الآمال الفاعلة في الموجودات , التي تتعدى على قوانين الكينونة الكونية الدائبة.
والظلم الواقع على الشعوب المحتلة المهضومة من قبل القوى العدوانية المتغطرسة , التي سلبت حقوقها وأراضيها وهجرتها وأوجعتها بعدوانيتها , وإباداتها الجماعية للأبرياء من أبنائها , سينقلب على أصحابه , وسيفوز الصابرون المكافحون الثابتون في مواقع العز والكبرياء , والذين ينزفون دماءهم دفاعا عن قيمهم ومبادئهم وحقوقهم المشروعة الواضحة.
إن سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها بعض القوى المؤزرة من الحكومات التي تدّعي الديمقراطية والغيرة على حقوق الإنسان ستؤدي إلى هزيمة الظالمين , وهوانهم وخوار قوتهم وإقتدارهم في ليلة وضحاها , وسينبجس فجر الحرية والكرامة والعزة الإنسانية , ويعلو شرف الكلمة الصادقة والحق المبين.
وقل إصبروا وصابروا وإن الصبح قريب!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here