التعاون العسكري العراقي الأمريكي في بناء الدولة

التعاون العسكري العراقي الأمريكي في بناء الدولة

امام أستفحال خطر الفصائل الولائية و التي بسطت سيطرتها الفعلية على مؤسسات الدولة و دوائرها كافة و باتت تتدخل في رسم السياسة الداخلية للعراق و كذلك السياسة الخارجية حيث ان هذه الميليشيات تمارس داخليآ اعمال البلطجة من التهديد الى الأختطاف الى الأغتيال و التي طالت العديد من الشخصيات الوطنية و الناشطين في الحراك الجماهيري التشريني و الذين تقاطعت اهدافهم و منطلقاتهم مع اهداف و غايات تلك الفصائل الموالية الى ( ايران ) و لم تستطع اجهزة الدولة العسكرية ( المخترقة ) من لجم عدوان هذه الميليشيات و التصدي لجرائمها الموثقة بالكاميرات و التي لم يعد افراد تلك العصابات الأجرامية يخشون منها او يهابونها و صارت هذه الفصائل تعمل بشكل علني مكشوف و في وضح النهار كما يقال و ان حاولت اجهزة الدولة القاء القبض على احدهم حتى يعبر الحدود الشرقية حيث الملجأ الآمن ( ايران ) .

لم تعد السياسة الخارجية للدولة العراقية بعيدة عن أيادي و اصابع قادة هذه الميليشيات الولائية فليس من صلاحية الحكومة العراقية و وزارة الخارجية فيها ان تحدد الدول الصديقة و الحليفة من تلك التي تكون اقل اهمية و اكثر بعدآ حيث ان زعماء هذه العصابات الولائية هم من يحدد العدو من الصديق من الدول بالنسبة الى العراق و هؤلاء لم يكتفوا بالتصريحات و الخطابات التهديدية لكنهم تحولوا الى العمل الفعلي على الأرض فحين توترت العلاقات بين ايران و السعودية اكثر انطلقت الصواريخ من الأراضي العراقية و قصفت الأراضي السعودية الى الدعم المالي و العسكري الذي تقدمه هذه الفصائل الى ( الحوثيين ) في اليمن الى التدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية للبحرين و غيرها الكثير من التدخلات في شؤون الدول الأخرى و التي تسبب احراجآ و ارباكآ في عمل الحكومة العراقية .

كان اعاقة عمل الحكومة و القوات الأمنية في التصدي للخطر المتنامي للعصابات الأرهابية ( داعش ) ما يثير الكثير من التساؤلات و ما تقوم به الفصائل الولائية حين تعلن و بكل صلافة و صفاقة عن قصف القواعد العسكرية العراقية و بالأخص قاعدة ( بلد ) الجوية و التي تضم طائرات ( اف 16 ) العدو اللدود لعصابات ( داعش ) الأجرامية ما اظطر الشركة المكلفة بصيانة و أدامة تلك الطائرات الى تركها و الأنسحاب من القاعدة العسكرية العراقية و ترك تلك الطائرات ( عدوة داعش اللدودة ) في مهجعها و هي لا تقوى على الطيران و مهاجمة اوكار التنظيم الأرهابي و يبدو ان هناك تنسيقآ و اتفاقآ بين هذه الجماعات الأرهابية ( الفصائل الولائية ) و ( داعش ) في تبادل المصالح و المنافع على تحييد و أخراج طائرات ( اف 16 ) من المعركة .

بما ان هذه الفصائل الولائية مثلها تلك الأرهابية ( القاعدة و داعش ) لا تفهم اسلوب الحوار و التفاهم و الطاولة المستديرة في ايجاد الحلول للمشاكل المتفاقمة و اهم تلك المعضلات هو السلاح الغير شرعي الذي تملكه هذه الفصائل و هي بالتأكيد غير مستعدة للتخلي عن هذا السلاح المنفلت طواعية من خلال الحوار و التفاهم بعيدآ عن لغة السلاح و الحل العسكري ما يعرض السلم الأهلي للخطر الداهم و بما ينذر ببوادر حرب أهلية طاحنة سوف تكون اكثر شراسة و تدميرآ من تلك التي عصفت بالبلاد في السنوات السابقة .

التهديدات التي تطلقها الفصائل المسلحة مترافقة مع الصواريخ و القذائف بين الحين و الآخر على القواعد العسكرية العراقية و وفقآ لعلاقات ( ايران ) الأقليمية و الدولية فحين تدخل مباحثات برنامج ( ايران ) النووي في مراحل صعبة و معقدة مع المجتمع الدولي تنهمر الصواريخ ( الولائية ) على القواعد العسكرية العراقية بذريعة وجود قوات امريكية فيها و حين تتأزم علاقات ايران مع الضفة المقابلة من الخليج العربي تنطلق المسيرات ( الولائية ) من الأراضي العراقية و تسقط على الأراضي السعودية و هكذا كانت هذه الميليشيات المسلحة و الخارجة على القانون مخلب قط ايراني يهدد العراق من الداخل و يعرض السلم الأهلي للخطر و كذلك هذه العصابات تهدد علاقات العراق الخارجية .

ليس هناك من قوة عسكرية رسمية عراقية قادرة على مواجهة و لجم الفصائل الولائية و حيث ان اغلب الأجهزة الأمنية و العسكرية اما مخترقة او يقودها ( ضباط الدمج ) و هم بالأساس عناصر ولائية زج بهم في المؤسسة الأمنية و العسكرية تحسبآ و تحوطآ الى يوم تكون الحاجة الى خدماتهم حين يكون موعد الحساب العسير عند المواجهة الحتمية مع أجهزة الدولة الرسمية و التي لم تعد تطيق تلك الممارسات و ان صمتت و سكتت على مضض و غضب و بأنتظار يوم الخلاص المنشود و الذي لن يكون و لن يتحقق الا بدعوة القوات الأمريكية الصديقة الى التدخل و مساعدة جهاز مكافحة الأرهاب و القوات العسكرية الأخرى و التي بقيت على وطنيتها و اخلاصها للوطن و الدولة و لابد من الأستعانة المباشرة بالقوات الأمريكية في التصدي للميليشيات و العصابات و الفصائل الولائية و من غير التحالف العسكري العراقي الأمريكي فأن العراق سوف يبقى اسيرآ و رهينة بيد هذه الميليشيات و اهواء ( قادتها ) و ماهم الا جنود مأجورون في الحرس الثوري الأيراني .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here