التكوين الجيناتي المتوارث في صناعة و عشق الديكتاتوريين و تقديسهم

التكوين الجيناتي المتوارث في صناعة و عشق الديكتاتوريين و تقديسهم
بقلم مهدي قاسم
توجد أقوام و ملل و نحل ، و ربما بحكم تكوينها الذهني الجيناتي المتوارث فلا يفلح معها أو يضبط ، لا نظام ديكتاتوري ولا نظام ديمقراطي…….
فلا نظام ديكتامقراطي !…
و لعل بعض العرب ، بمختلف عقائدهم و أفكارهم و انتمائتهم السياسية ( طبعا هنا لا اقصد التعميم المطلق على الجميع بلا استثناء ) يعدون من أقوام قليلة و نادرة من هذه الملل والنحل التي تمضي حياتها كلها في صنع ورعاية الدكتاتوريين و عشقهم إلى الأبد ، مع الرقص والردح و الهتاف بتعظيمهم صنما مقدسا أو آلها معظَّما ، وفي نفس الوقت السعي الدائم للدفاع المستميت عن من هو حيَّ ، متربعا على كرسي السلطة المطلقة منذ القرن التاسع عشر و حتى الآن ..
و الحرص الشديد أيضا على صون و تبجيل وتقديس ذكرى من مات منهم أو انقرض !..
فيا لهم من قوم غريبي الأطوار و عجيبي الأطباع من هذه الناحية ..
لقد حيروا أقواما و ادهشوا شعوبا ، بميولهم الشاذة هذه و بعشقهم العجيب للدكتاتوريين الدمويين ! ..
و لكن الطريف والمثير الملفتين في هذا الأمر هو :
أن بعضهم يعشق و يعظَّم هذا الديكتاتور، بينما بعضهم الآخر يقدَّس ذاك الديكتاتور ..
بالرغم من أن هذا الديكتاتور وذاك الديكتاتور أيديهما ملطخة بدماء مئات آلاف من ضحاياهم المغدورين في عمليات إبادات جماعية منظمة لا تُعد ولا تحصى من كثرتها الهائلة !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here