حكم الشعب اكذوبة وجبر سيظل يعاني الفقر من بطن أمه الى القبر !

حكم الشعب اكذوبة وجبر سيظل يعاني الفقر من بطن أمه الى القبر !

احمد الحاج

وهكذا فاز بشار الأسد (برميل..قراطيا) بولاية رئاسية رابعة وحصل على 95.1% من مجموع أصوات الناخبين برغم ملايين القتلى والجرحى والنازحين والمهجرين داخل البلاد وخارجها ، وبرغم الدمار الشامل الذي حل على سورية من أقصاها الى أقصاها ، وكأن شيئا ماكان ، وكأن حربا اهلية مهلكة لم تكن وصفها بشار بعيد فوزه المسرحي بأنها ” ثورة ثيران ” ، وبهذه المناسبة التعيسة وغير السعيدة بالمرة لايسعني الا أن أقول “مبارك للرئيس الروسي بوتين وحلال عليك سورية ..الروسية بقيادة حزب العبث العصبي النصيري اللاعربي الاشتباكي !” .
مؤكد انك لم ولن تقرأ في الموسوعات السياسية عن حقيقة الديمقراطية، فهذه الديمقراطية التي تُسَوَقُ للبشرية على انها حكم الشعب بصفتها شكل من اشكال الحكم الذي يشارك فيه الناس على قدم المساواة بكل حرية ونزاهة وشفافية ، هي في حقيقتها شكل – وهمي – من أشكال الحرية – الصورية – كبديل عن الملكية الوراثية المطلقة من جهة ، وعن الاوتوقراطية والديكتاتورية والانظمة الشمولية من جهة اخرى ، وغايتها صعود قلة قليلة من البشر للتحكم بالاغلبية المطلقة عن طريق صناديق – الخداع – المسماة بالاقتراع وهي تشبه – الاستفتاءات الهزلية الجماهيرية في الانظمة الديكتاتورية الشمولية حين تخرج القطعان لتهتف بحياة جلادها ومخوزقها الدراكيولا الاوحد في الساحات والميادين فيما يقف المخوزق بنفسه على شرفة في اعلى بناية وهو يحي القطعان الراقصة بين يديه بيديه تحيط به حاشيته من المستذئبين والمخوزقون عن يمين وشمال ” بالروح بالدم ..نفديك يا هو الكان ” …وتشبه البيعة الوهمية الاوتوماتيكية – في الانظمة الملكية حين يموت الملك او يشارف على الموت فيخرج الناس ليبايعوا نجله على السمع والطاعة في المنشط والمكره وليبدأ مشوار – القصور والضياع والخدم والحشم والعبيد وولاة العهد والحفلات الصاخبة والقمار وقصص زواج او هروب او غرام وعشق الاميرات والامراء، بوجود وعاظ أو رهبان أوقسس أو احبار السلاطين بحسب ديانة الملك الحاكم ، فيما الشعب يتضور جوعا ويقتل حربا بإسم الدماء الزرقاء والتاج المقدس – ..الديمقراطية وهمية حتى في عقر دارها اميركا واوربا ، فمن يمتلك النفوذ والسلطة والمال والدولة العميقة والقوى الناعمة والخشنة اضافة الى الاعلام والسلاح – هو فقط – من بإمكانه الفوز في كل الدورات الانتخاببية مكتسحا بقية المرشحين – المفلسين – وذلك من خلال كثرة الاعلانات وجودة التسويق وطريقة العرض والترغيب والترهيب اضافة الى المؤتمرات والمهرجانات والندوات اوالاستعراضات والمناظرات التي تخلب الالباب ، مقابل مرشحين – مفاليس – ليس بإمكانهم سوى تعليق صورهم على جدران المدارس والمستشفيات وقرب مكبات النفايات لن تبقى معظمها سوى لساعات قليلة قبل ان يأتي – فتوات الكواسج – فتمزقها عن بكرة ابيها ، او ترسم الشوارب لمن لاشوارب له ..واللحى لمن لالحية له …وتزرع الشعر لمن لاشعر له ..او تعمد الى لصق صور – الباشا – فوق بقية المرشحين – الخرخاشه !
في اميركا هي صراع بين حزبين فقط لاغير ” حزب الفيل الجمهوري ” و” حزب الحمار الديمقراطي ” ولايوجد منافس ثالث ومن يختاره كل حزب ليكون ممثله في الانتخابات الرئاسية هو فقط الذي سيتنافس …في بريطانيا هي صراع بين حزبين فقط ” حزب العمال الشعبوي ” و” حزب ” المحافظين النخبوي ” والمباراة الحامية بينهما تشبه الى حد بعيد المباريات بين ” ريال مدريد الملكي ” ، وبرشلونة الشعبوي ” ..بين الزمالك الذي يمثل الاثرياء ، وبين الاهلي الذي يمثل الفقراء ..حيث ثلة قليلة تتمتع بكل الامتيازات والمخصصات والثروات بإمكانها ان تلهي شعوبا بأسرها عن هوانها وفقرها وذلها …لعقود طويلة !
في فرنسا هي ” الديك قراطية ” الرئاسية وتنحصر المنافسة فيها بين اليمين التقليدي واليسار الاشتراكي فقط لاغير بدعم خفي من الشركات الكبرى .
في روسيا هي ” قيصر قراطية ” رئاسية يرشح فيها بوتين نفسه مقابل ثلاثة أو أربعة مرشحين يختار اسماؤهم بنفسه ويأتي بهم ليقفوا امامه – كالفزاعات – على انهم منافسون شرفاء ، فيفوز بوتين بـ 99 % ويحصل اقرب منافسيه على نص % والثاني على ربع % بينما يحصل بقية المرشحين كما عند باعة القيمر في العراق على – نص ربع – !
في المغرب والاردن وبقية الملكيات الدستورية اخترعوا الـ” ملك قراطية ” حيث تتنافس فيها الاحزاب لاخيتار رئيس الوزراء الذي يشكل الحكومة وكل الفشل والاخفاق والتردي يعلق على شماعة الحكومة ..اما الملك ففوق الشبهات تماما والكل يلهج بـ ” الله يطول بعمره ” ويدعى له من اعلى المنابر وتعلق صوره في كل مكان في المدارس ، في المستشفيات ، في الجامعات ، في الطرقات و..حتى في المقابر !
في تركيا هي ” ايدولوجي..قومي ..قراطية ” رئاسية تتنافس فيها الايدولوجيات والقوميات فيما بينها للحصول على كرسي الحكم وبمجرد فوز الرئيس يصار الى احداث تغييرات في فترة رئاسته والعمل على اقصاء البقية وتهميشهم بشتى الذرائع والطرق مع فرض او محو الهوية ..وكان المجلس العسكري ” وهو الحاكم الفعلي للبلاد ” والى وقت قريب جدا يتدخل كما في الجزائر وتونس تماما الى حد عهد زين العابدين وبوتفليقة ، لإعتقال الرئيس او عزله او الانقلاب عليه او تنصيبه او اعدامه ” الرئيس مندريس انموذجا ” في حال لم يرق لهم توجهه وطريقة ادارته للحكم بذريعة الانقلاب على الدستور ..!
الديمقراطية في سورية الاسد بظل حزب “العبث العصبي الاشتباكي ” هي ” دكتاتورية ” تحاول تسويق نفسها على انها حكم الشعب …بالامكان تسميتها بـ” البرميل ..قراطية ” .
الديمقراطية في ايران ” تيوقراطية قومية “رئاسية تلبس ثياب الشورى ،,كل الفائزين فيها من اصول فارسية يعتنقون مذهبا واحدا حصرا والحساب فيها يكون على منوال الملكية الدستورية والنظم الرئاسية البرلمانية ، كل الاخفاقات تسجل على الحكومة ورئاسة الحكومة .
في العراق يمكنك تسميتها بـ” الاميركي ايراني بريطاني فرنسي خليجي قراطية ” البرلمانية لأن الحقيقة هي ان هؤلاء هم من يتنافسون على المقاعد عبر اذرعهم الاخطبوطية في العراق ..اذرع قد تظهر بصفة شخص ، بصفة حزب ، بصفة تيار ، بصفة كتلة ، بصفة تحالف ، بصفة عمامة ، بصفة كوفية وعقال ، بصفة تنك قراط ،والواقع المؤلم والمزري هو ان الدول المذكورة آنفا هي التي تتنافس على المناصب عبر ممثليها الذين يحملون جنسياتها وجوازاتها وهوياتها وولاءاتها مقابل تمشية مصالحها ومصالحها فقط لاغير في العراق، واذا ما بقى الحال على ماهو عليه فستدخل الى قائمة المتنافسين كل من الصين وروسيا مستقبلا عبر اذرعها وبنفس الالية ..
والحق يقال ان مفهوم ” الحكم ” عموما وعبر التأريخ البشري كله ماخلا بعض الاستثناءات القليلة والعبرة بالغالب الشائع لا بالقليل النادر ، قائم على الغلبة والتغلب والملك الجبري العضوض والذي يفضي الى التوريث سواءا اكان النظام ملكيا ام جمهوريا ، ونظرا لكراهية الناس لهذا الدور والتسلسل المقيت فقد اخترعوا للجماهير ما يسمى بالديمقراطية ليوهمونهم بأنهم قد صاروا احرارا في اختيار من يحكمونهم ولم يعد هناك ما يسمى بالتغلب والغلبة والتوريث …فأكلت البشرية الطعم بوجود الملهيات وما زالت لحين اختراع منظومات حكم جديدة ولكن بنفس الاليات القديمة غايتها كلها هي ان يعيش المواطن كـ جبر ..فقيرا معدما مهانا مظلوما ينفذ الاوامر ويطيعها ، هاتفا بحياة – الحاكم ايا كان – وهكذا عاش ويعيش وسيعيش المواطن جبر في دهاليز الجوع والفقر من بطن أمه الى ..القبر !اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here