ضيفانِ على سيلين ديون ..

ضيفانِ على سيلين ديون ..
هاتف بشبوش
بينما كنت أسمعُ سيلين ديون وأغنيتها ( أنا على قيد الحياة( I am alive هذه الأغنية هي الأكثرُ رواجاً للأمل وتمشدقاً بالحب والحياة من أغلبِ الأغاني . ترى بها الرقص والشعر والجوهرة ، تشعر كأنها المغنطة وأنت معدنها الأصيل . حين تسمع الأغنية سيتغلغل تأثيرها المباشر في النفس الباطنة ، علاوة على تحريرك من إرتباط الجسد . تتسامى روحك في الصعود الجنوبي للنغمة تارة وهبوطه الشمالي حيث طقوس الجبال ونسائمه الباردة . أما قصيدة الأغنية النثرية عبارة عن لغة العقل والحكمة ، وما موسيقاها سوى لغة الوجدان النقي وصفاء الزبرجد . سيلين أسّرت قلوب العالم في أغنية فلم تايتانك . أما في هذه الأغنية فسيلين تعطيك جناحين get wings فتطير عبر حدائقٍ جوراس ، تشعر من أدائها أنك بعيد عن رهاب السياسة والكوفيد 19، أنك تتنفس زفير الورد وياسمين البيوت ، برئتين مفتوحتين ، أو أنك تشربُ ماءاً قراحاً عوضا عن ماء العراق برائحتة الخثة . وفي عذوبة هذا النسق الموسيقي حتى المقطع الذي تتباهى به سيلين بحبيبها فتقول ( أنكَ جعلتني إمرأة( Made me Woman وبينما كنتُ منشغلاً بين ضوء الكلمة واللحن ومضاهاة حنجرة سيلين لغيرها ، دخلَ عليّ ضيفان صديقان من الزمن البهي ، فقلتُ : نحن إذن على قيد الحياة وفي دائرة ماقالتهُ سيلين ديون ، رغم الإنشطار والتباعد والإغتراب والهلاكات التي مرت بنا ، لكنها لم تجهز علينا بالكامل ، بل أكرمتنا بقيد الخفقان وحب المعشر وهدفيّة الحديث والثرثرة أحيانا تلك التي لابد منها . ضيفان رشيقان بلا كروش ليس كما هو المعتاد لدى أغلب العراقيين ، وجدتهما بتلك السوناتة المعهودة لذلك العهد الأخضر والمترف ، ورغم الأهوال التي مرت بنا لكنهم باقيان لذيذان كما برتقالة تقشرت تواً وأنضحت بطيب نكهتها . كلاهما مهندسان تتوّجا بالتقاعد ، أحدهما كان مديرا لدائرة كهرباء السماوة ( فاهم الخاقاني ) والآخر كان مديرا للتخطيط العمراني في السماوة ( يحيى سيد جودة) . فمِنذُ ما كان الزمان على سطح الجيران ، بقيتْ هذه الأخوّة وجاءت تردد ( طيري ياطيارة طيري / ياورق وخيطان / وينساني الزمان /على سطح الجيران .(
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here