عذاب الظالمين في الاخرة نتيجة لما اقترفوه في الدنيا

عذاب الظالمين في الاخرة نتيجة لما اقترفوه في الدنيا

ان حكمة الله عظيمة عندما خلق كل شيء بمقدار محسوب ولهدف معلوم. فخلق الموت والحياة والجنة والنار والدنيا والاخرة عوامل توازن دقيقة لانصاف الناس. فهناك الكثير من الظالمين لا يردعهم المرض ولا الموت ولا يخاف من عذاب الجحيم واخرته هي دنياه التي يعيشها. ان من حكمته ايضا انه خلق الجحيم للظالمين. فان كان قد اخر عقوبتهم بالدنيا وامهلهم على ظلمهم. فقد ادخر لهم عذاب اليم ابدي ليس له مثيل او نظير في الاخرة. لانهم ظلموا انفسهم عندما انكروا الخالق وعدله وظلموا غيرهم عندما استحلوا محارم الله.
كان على مدى التاريخ هناك طغاة مجرمين قتلوا وعذبوا وسجنوا الالف من الابرياء ظلما وعدوانا وماتوا على فراشهم معززين مكرمين تصفهم شعوبهم بالبطولة. لكن العدالة الالهية التي تراقبهم ستقتص منهم بعذاب ابدي شديد لا يفتر او يخفف. كما لا يموت فيها ذلك الحاكم الجائر ولا يحيى. انه توازن من رب عادل يمهل ولا يهمل الظالمين الذي طغوا في الارض. ان فلتوا من عذاب الدنيا التي تجبروا فيها سوف ان يفلتوا من عذاب الملك الجبار في الاخرة فيضاعف عليه العذاب. ان لم ينل عقابه في الدنيا ولم يتب توبة نصوح تعيد المظالم الى اهلها سينال عذابا قاسيا ابديا يتحسر فيه على ظلمه يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا توبة ولا جاه.
الطواغيت هناك في الاخرة سيسب بعضهم بعضها ويلوم بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم عن البعض الاخر. نقل لنا القران الكريم توسلهم باهل الجنة كي يعطوهم من الماء او من رزق الله لكن هيهات “ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين”. كما نقل ايضا تخاصمهم وعراكهم وسبهم ولعنهم بعضهم لبعض من الامم السابقة او اللاحقة “كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون”.
اما الشيطان الذي اغواهم سيتبرا منهم هو الاخر. “وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتمونِ من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم”. سيكون فرعون والنمرود وهامان وقارون وابو جهل اوائل اهل النار من الاقدمين “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب”.
وسيكون قادة المستعمرون الذي استعبدوا العالم بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة رووساء اهل النار. سيكون العنصريون الصهاينة والمتعصبون اليمينيون الاستئصاليون والمنافقون حطب جهنم غدا. قال تعالى في شانهم وشان انظارهم حيث النار مأواهم وبئس المصير “واما من اوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم اوتُ كتابي ولم ادري ما حسابيه ياليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه. خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام الا من غسلين لا ياكله الا الخاطئون”.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here