كركوك تشكو أطفال الشوارع.. وطلبات التبني كثيرة

بغداد/ علي العزاوي

ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في الشوارع بدأت تتفاقم في عدد من المحافظات ومنها كركوك، وتعلن السلطات الأمنية في كركوك بين فترة وأخرى العثور على طفل حديث الولادة مرمي في النفايات أو متروك.

ويقول رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية أرشد الصالحي لـ(المدى)، إن “طفلة صغيرة تبلغ من العمر نحو أربعة أشهر، ترقد منذ شهر ونصف في مستشفى الأطفال في كركوك ويُقدم لها الطعام والشراب بعد أن تخلى عنها والدها الذي يقضي في السجن فترة محكوميته بسبب تهم موجهة إليه بعيداً عن قصة الطفلة الصغيرة، ولا نعلم أين ذهبت والدتها التي ولدتها ورمتها في هكذا ظروف قاسية (…) هذه الطفلة تحتاج الى رعاية والديها أو أحد من أقاربها يأتي لاستلامها”.

ويشير الصالحي الى أن “على المجتمع مراعاة هكذا حالات خاصة وإن هذه الطفلة سوف يصدر قرار القاضي بترحيلها في حال لم تجد من يعيلها أو يتبناها ولا أعلم أي قلب يستطيع أن يرمي طفلة بهذا العمر في الشارع”.

إحدى موظفات مستشفى الأطفال اكتفت بتسميتها أم مروة قالت لـ(المدى)، إن “الطفلة جيء بها قبل نحو شهر ونصف على أنها مريضة وتم إدخالها بصورة رسمية الى المستشفى لتلقي العلاج وبقيت الأم مع الطفلة لمدة يومين واختفت ولم تعُد وبقيت الطفلة بقسم الرعاية الصحية للأطفال في المستشفى منذ نحو شهر ونصف نقدم الرعاية لها والطعام”.

ويقول المحامي المختص بشؤون تبني الأطفال عدنان العبيدي لـ(المدى)، إن “المشكلة التي تواجه هذه القضايا الآن، هي أنه في مقابل تزايد حالات رمي الرُضَّع هناك تزايد في طلبات التبني، غير ان قرارات المحكمة تأخذ وقتاً طويلاً، في حين لا توجد مؤسسات حكومية خاصة لإيواء هؤلاء الأطفال لحين صدور قرار المحكمة”.

الى ذلك، تقول الناشطة في مجال شؤون المرأة سرود أحمد فالح لـ(المدى)، إن “من الأسباب الرئيسة لظاهرة رمي الأطفال هي الأوضاع الاقتصادية ويضاف لها الفساد والزنا الذي يساهم بتفاقم ظاهرة رمي الأطفال في الشوارع وحتى التجارة بالبشر ترتبط بهذا الأمر، فبماذا تعلل ظاهرة رمي الأطفال في الشوارع إذا ما كان خلفه تقف نزوة رجل أو امرأة ليولد منها طفل صغير لا ذنب له يكون ضحية”.

وتضيف فالح أن “ظاهرة رمي الأطفال تتفاقم في العراق ومنها كركوك، فالفساد أحد أسباب هذه الظاهرة ويجب متابعة هذه الأمور المهمة ودعم المشاريع الصغيرة للنساء والعمل على رفع المستوى المعيشي في ظل تفشي وباء كورونا الذي دمر قطاعات كثيرة وهناك معالجات من هذا الباب لتوفير فرص العمل”.

وفي سياق متصل، يقول مسؤول الشرطة المجتمعية في كركوك المقدم غالب الجبوري لـ(المدى)، إن “ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في الشارع تحتاج لدارسات كثيرة وسجلنا هذا العام بحدود خمس حالات لرمي الأطفال في الشوارع وهم لقطاء وغير معروفي النسب ونقوم من خلال المتابعات إيجاد متبنين لهم وفق القضاء والبحث الاجتماعي الذين يتم من خلالهما تسجيل الطفل باسم من يتبناه لتربيته ولتوفير الرعاية الكاملة له”.

بدوره، يرى الباحث الاجتماعي مؤيد حبيب في تصريح لـ(المدى)، أن “هناك شبكات للدعارة تستغل حاجات الفتيات والنساء للبحث عن فرصة عمل (…) أنا اطلعت شخصياً على وجود حالات استغلال الفتيات والنساء بهذه القضايا وهذه الشبكات تعمل تحت مسميات مختلفة في المجتمع وظاهرة بدأت بالتفشي في كركوك وتحتاج الى مراجعة حقيقية والعمل على اعتقال أي شخص يمارس هكذا أعمال تهين كرامة النساء وتستغل حاجتهن”.

وأشار الى أن “تلك الشبكات تستغل حاجات النساء لفرصة عمل أو قضاء حاجة ويجرونها الى الزنا وهذه الظاهرة دخيلة على المجتمع العراقي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here