مسؤول عسكري أميركي: الطائرات المسيرة التهديد الأكبر لتواجدنا فـي العراق

ترجمة/ حامد أحمد

بدأ القلق والحذر يزداد كثيرا لدى مسؤولين عسكريين أميركان من هجمات تنفذها فصائل مسلحة مدعومة من إيران باستخدام طائرات مسيرة تتفادى منظومات الكشف المنصوبة حول قواعد عسكرية ومنشآت دبلوماسية.

ويقول مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون انه عوضا عن الصواريخ لجأت فصائل مسلحة في أوقات معينة الى استخدام طائرات مسيرة صغيرة ذات جناح ثابت تطير عند مستوى واطئ لا تستطيع منظومات الدفاع اقتناصها. ووصف مسؤول عسكري اميركي في التحالف تهديد الطائرات المسيرة على انه القلق الأكبر للبعثة العسكرية في العراق.

واستنادا لمسؤولين على اطلاع بالموضوع فان هجوم بطائرة مسيرة وقع في نيسان استهدف حظيرة طائرات تابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA داخل مجمع مطار مدينة أربيل في إقليم كردستان. وقال المسؤول العسكري في التحالف بانه قد تم تعقب انطلاق الطائرة المسيرة على بعد عشرة اميال من الموقع ولكن تم فقدان رصد مسارها بعد ان انتقلت الى خط مسار الطيران المدني.

وقال مسؤول من التحالف انه تم الحصول على قسم من أجزاء الطائرة وأظهر التحليل الأولي بانها مصنوعة في إيران. الهجوم اثار قلق مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون على نحو كبير وذلك بسبب طبيعة التخفي لهذه الطائرة ودقة الإصابة.

ووفقا لمسؤولين غربيين فانه على الرغم من انه لم يصب أحد في الضربة، فأنها دعت لمناقشات ومباحثات دامت لساعات طويلة من الليل حول كيفية الرد.

وقال شخصان على اطلاع بالأمر بان قسما من مسؤولين اميركيين، بضمنهم منسق مجلس الامن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بريت مكغورك، قد ايدوا اجراء مراجعة جادة لرد عسكري. في النهاية كان قرار إدارة بايدن ضد اجراء رد عسكري.

استنادا لمسؤولين ومنتسبين في قاعدة عين الأسد الجوية فان ضربة مماثلة بطائرة مسيرة تعرضت لها القاعدة في أيار، أثارت مخاوف مشابهة بين قادة التحالف حول كيفية تمكن فصائل مسلحة من تحديث أساليب هجماتهم.

وقال جندي عراقي يعمل في قاعدة عين الأسد طالبا عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع: “الاضرار لم تكن كبيرة ولكن التحالف ممتعض جدا. لقد أخبروا قادتنا بان هذا يعتبر تصعيدا كبيرا”. وكانت قاعدة عين الأسد قد تعرضت لهجوم إيراني سابق بصواريخ بالستية وذلك في كانون الثاني 2020 ردا على اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني مع بداية ذلك الشهر.

وكانت هجمات صاروخية لفصائل مسلحة قد تسببت بمقتل جنود اميركان ومنتسبي امن عراقيين عقبها رد عسكري أميركي دافعا واشنطن وطهران لحافة حرب مفتوحة مباشرة على الأرض العراقية.

رغم ان التوترات هدأت منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن دفة الحكم، إلا ان مسؤولين قلقين من ان هجمات أخرى ستستمر بإشعال دوامة عنف جديدة من الهجمات المتبادلة في وقت تحاول فيه فصائل مدعومة من إيران الدفع نحو اخراج قوات التحالف بأكملها من العراق.

مع غياب وجود دفاعات فعالة، فان تهديد الطائرات المسيرة يزيد الان من احتمال حدوث تصعيد مفاجئ للعنف. مع كل هجمة جديدة تجري هناك اتصالات مكثفة لمسؤولين في الولايات المتحدة لتحديد فيما إذا كان هناك قتلى او جرحى أميركان.

قال أحد المسؤولين الغربيين، طالبا عدم ذكر اسمه “مقتل جندي أميركي هو الخط الأحمر لديهم. غالبا ما يكون الاستفسار الأول للمسؤولين الاميركان بعد كل هجوم عن ماهية جنسية المصابين.”

منتسبو أمن عراقيون وصفوا لواشنطن بوست حالة اضطراب واستياء تعيشها قواعد عسكرية بسبب هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة، وأكدوا من ان الهجمات التي تستهدف منشآت أميركية تشكل تهديدا للعراقيين أيضا .

وقال احد الضباط في قاعدة عين الأسد: “اشعر بالإحباط الشديد عندما اشاهد هذه الهجمات، نحن نعرف من اين تأتي، ولكننا لا نستطيع فعل أي شيء حيالها حتى في حال كوننا ضباطا في الجيش العراقي .”

مستقبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق هو محور مباحثات مستمرة بين مسؤولين أميركان وعراقيين. رغم ان مسؤولين أميركان ذكروا بان العلاقة الأميركية العراقية تمر بمرحلة شهر عسل جديد عقب تنصيب بايدن، فان مسؤولين عسكريين عراقيين عبروا عن استياء من انهم يشعرون كأنهم شريك ثانوي ضمن علاقة تتعلق على نحو كبير بتقليل نفوذ ايران في المنطقة.

اول مباحثات حول تواجد القوات خلال رئاسة بايدن وقعت في شهر نيسان ورغم ان الطرفين وصفوها بانها خطوة ناجحة تجاه تقليص تواجد التحالف في العراق، فان البيان النهائي للمباحثات بدا وكأنه إعادة صياغة لوقائع حالية أكثر من كونه تحول ستراتيجي.

ووصف بيان لمجلس فصائل المقاومة صدر هذا الشهر المباحثات الأخيرة على انها “غير مقبولة كليا”، متعهدا بزيادة الضغط على قوات التحالف. وجاء في البيان “تؤكد المقاومة العراقية استعدادها الكامل لتأدية واجبها الشرعي والوطني والقانوني لتحقيق هذا الهدف.”

ويقول مسؤولون امنيون ومحللون ان تهديدات الفصائل المسلحة لاميركا ازدادت منذ حادث اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد أبو مهدي المهندس وتكررت بعدها الهجمات على مواقع وقواعد أميركية.

عن: واشنطن بوست

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here