بقلم مهدي قاسم
يسرّني ــ لحد الشماتة ــ أن أقرأ بين فترة و أخرى ، كيف يشكو اليانكيون الأوغاد من تعرض قواعدهم و معسكراتهم في العراق إلى ضربات صاروخية من قبل المليشيات الإيرانية الناشطة في العراق ، بالطبع ليس حبا بهذه الميليشيات التي أبغضها لحد اللعنة ، إنما نكاية بالأمريكيين تحديدا ..
إذ لولا إن الساسة والمسؤولين الأمريكيين المتنفذين الذين خططوا وقرروا غزو العراق آنذاك وتسليم السلطة ــ فيما بعد ــ لأتباع النظام الإيراني ، لما وُجدت هذه الميليشيات البلطجية أو تكوّنت على أرض العراق بسرعة وكثافة فطر في الغابة..
فهؤلاء الساسة والمسؤولين الأمريكيين تصوروا ، عندما قرروا تسليم السلطة والحكم لأتباع وأنصار النظام الإيراني القادمين من إيران ، بعد سقوط النظام العراقي مباشرة ، بأن هؤلاء الأتباع والأنصار التخادميين سيكتفون ــ حسب التخطيط الأمريكي المنتظر ـ من وراء الغزو ــ سيكتفون بتدمير أركان الدولة العراقية من مرافق ومؤسسات و بنى تحتية ، وضرب وتعطيل المؤسسات الخدمية و قطاعات الصناعة والزراعة والتعليم وسحق الفنون ، ونهب متواصل للمال العام ، تمهيدا لإسقاط ما تبقى من هيبة الدولة إسقاطا كاملا ، بل الاستخفاف بها من خلال استعراض للقوة مع استهتار أخذ طابعا مافياويا وقحا ، دون أن يدركوا أو يعلموا ــ أي الأمريكان ــ أن هذه الميليشيات ستنمو و تكبر ، و يتضخم حجمها وشهيتها وقوتها وغرورها السلطوي كثعبان غدار ، لتكون هي القوة المتسلطة و الضاربة فوق الدولة ، و ما من أحد آخر في العالم تخضع أو تستجيب لأوامره وتوجيهاته المباشرة والمحددة غير ولي أمرها وسيدها الأعظم إلا وهو النظام الإيراني ..
و من يدري ؟…
ربما إن بعضا من هؤلاء الساسة اليانكيين لا زالوا يعتقدون بأن التضحيات الأمريكية أو بالأحرى الثمن الذي دفعوه و يدفعونه حتى الآن في العراق من ضرب معسكراتهم وقواعدهم بالصواريخ وما ينتج عن ذلك من حدوث بعض ” خسائر ” من قتلى و جرحى ، فإن هذا الثمن قد يساوي ثمن خطة تدمير العراق المخططة من قبلهم سلفا ، و التي جرت و تجري على قدم وساق على أيدي هذه الميليشيات المستذئبة والمسعورة ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط