نحو 100 عائلة جديدة ستصل مخيم الجدعة قادمة من سوريا

بغداد/ تميم الحسن

تستعد عدة باصات لنقل وجبة جديدة من نازحي مخيم الهول السوري الى جنوب الموصل، وسط رفض من نواب المحافظة الذين يحذرون من انفلات الوضع هناك. وقبل ايام وصل أكثـر من 400 فرد من العراقيين المتواجدين في المخيم القريب من الحدود، لكن هناك شكوكا في أن عددا منهم تسرب اثناء عملية النقل.

وقد يصل العدد النهائي للذين سيتم نقلهم من المخيم السوري، الى نينوى – غالبيتهم من عوائل تنظيم داعش- الى رقم يوازي سكان قضاء كامل في نينوى.

بالمقابل قامت السلطات بتشديد الحماية على مخيم الجدعة الذي يضم في الاساس نزلاء قدماء من عوائل التنظيم الذين يتوقع بانهم يتواصلون مع قيادات من “داعش”.

عملية سرية

شيروان الدوبرداني، نائب عن نينوى، يقول إن “نواب المحافظة معترضين بشكل كبير على نقل عوائل داعش من الهول الى نينوى، وسنطلب من الحكومة توزيعهم على مناطق أخرى”.

وكان من المفترض ان ينقل سكان الهول في آذار 2020، لكن اعتراض نواب نينوى حينها اوقف عملية النقل، وأرجئت خطة للنقل كان مقررا لها ان تتم قبل أشهر.

واختير وقتذاك مخيم في زمار القريبة من سنجار، شمال الموصل، التي مازالت تعيش اوضاعاً مرتبكة، ووضعت فيه 4 آلاف خيمة تمهيدا لاستقبال العوائل.

ويضيف دوبرداني في اتصال مع (المدى): “تريثت الحكومة في خطة النقل الجديدة واجلتها من شهر رمضان الفائت الى مابعد عطلة العيد، واجرت الامر بشكل سري بالاتفاق بين جهاز الامن القومي والعمليات المشتركة ووزارة الهجرة”.

وفي 10 ايار الماضي، نفت العمليات المشتركة نقل نازحين من مخيم الهول، قبل ان تعلن الحكومة بعد ذلك بايام وصول 94 عائلة الى مخيم الجدعة جنوب الموصل.

وقال المتحدث باسم العمليات تحسين الخفاجي إن “مخيم الهول يقع محل اهتمام كل الجهات ذات العلاقة، كونه يحتوي على عوائل وعلى عناصر من عصابات داعش الإرهابي”.

وحول أنباء نقل عوائل من مخيم الهول إلى العراق، أوضح الخفاجي، حينها، أن “كل ما يثار ويقال في مواقع التواصل حول الموضوع ليس فيه الكثير من الدقة”.

وفي نفس الوقت كان علي عباس المتحدث باسم وزارة الهجرة قد صرح لوسائل اعلام محلية بان الوزارة “لا علم لها بقدوم أي وجبة عوائل من مخيم الهول إلى نينوى، ولم يتم تبليغها رسمياً بهكذا إجراء”.

الوجبة الجديدة

ويظهر التضارب في التصريحات ايضا بخصوص خلفيات العائدين واعدادهم، ويتابع الدوبرداني: “الحكومة تتكتم على الكثير من التفاصيل وهناك عدم وضوح فيما لو كان العائدون هم من عوائل داعش او مدققين امنيا”.

ويظهر من تصريحات قيادة العمليات المشتركة في مطلع ايار الحالي، ان مخيم الهول يضم “عوائل وعناصر داعش”، لكن تصريحات وزارة الهجرة تشير الى عكس ذلك.

وقال وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، قبل ايام، إن جميع العوائل التي تم نقلها من مخيم “الهول” في سوريا الى مخيم “الجدعة” في الموصل “خضعت لتدقيق أمني”.

ونفى النوري في تصرح متلفز وجود اي خطر ناتج عن تواجد هذه العائلات في العراق.

ويعود نزلاء “الهول” الى 57 جنسية ويبلغون نحو 70 ألف شخص، يبلغ عدد العراقيين فيهم نحو 31 الف.

ويشير النائب الدوبرداني انه “كمرحلة اولى تمت الموافقة على ادخال نحو 500 عائلة، وحاليا هناك 11 باصا التي نقلت الوجبة الجديدة تنتظر على الحدود لنقل 100 عائلة خلال الايام القريبة المقبلة”.

وكانت تسريبات قد اشارت الى فقدان اثر 6 عوائل من الـ100 التي وصلت الى مخيم الجدعة الذي يضم 2300 عائلة، نسبة عوائل التنظيم منهم تصل الى 95%، بحسب مسؤولين هناك.

واستغرب النائب عن نينوى في ان الوجبة المقبلة ستكون من “كبار السن والمرضى”، بحسب معلومات وصلته.

ويفترض النائب ان تكون هذه الفئة “لها الأولوية في النقل وكان يجب ان تكون في الوجبة الاولى وليس الثانية!”.

ويضم الهول نحو “31400 نازح عراقي” ، 80 الى 90% من النساء، بينهم 23% تحت عمر 12 عاما، و12% تحت سن الخامسة، بحسب احصائيات منشورة في مواقع إخبارية.

ويؤكد الدوبرداني “لا نريد ان تتحمل نينوى لوحدها نزلاء الهول الذين يعادل عددهم سكان قضاء كامل في المحافظة”، مبينا ان النازحين “يعودون لمحافظات صلاح الدين، وكركوك، وبابل، ومحافظات اخرى”.

وينتقد نواب نينوى غياب برامج اعادة تأهيل للعائدين او حتى وجود مدارس. ويضيف دوبرداني: “ليس لدى الحكومة سوى اعطائهم سلات غذائية وخدمات صحية محدودة”.

الاتصال مع داعش

ويعتقد المسؤولون في المحافظة بان آباء اغلب الاطفال العائدين من “الهول” على قيد الحياة ومتواجدين في العراق او في دول اقليمة، وهو ما قد يدفعهم الى التواصل معهم.

وكانت عضوة مجلس النواب السابق فيان دخيل قد حذرت من قيام تنظيم داعش بالهجوم على مخيم الجدعة لتحرير عوائل الدواعش الذين قدموا من مخيم الهول.

وقالت دخيل في لقاء تلفزيوني إن “قيادة العمليات المشتركة ووزارة الهجرة والمهجرين تقولان إن عوائل الدواعش رجعوا الى سوريا ولم يتم إدخالهم للعراق”، مبينة أن “العراقيين في مخيم الهول هم نساء وأطفال ورجال والدواعش أيضا موجودون بالمخيم”.

وأضافت، أن “احدى النساء في مخيم الهول ولدت قبل كم يوم طفلا وهذا يدل على وجود الدواعش داخل المخيم”.

وتساءلت دخيل: “من يضمن ان الدواعش لم يهجموا على مخيمات الجدعة لاطلاق سراح عوائل الارهابيين”، مبينة ان “اكثر من 45% من عوائل الدواعش في مخيم الهول هم من أهالي الموصل”.

واختارت بغداد جنوب الموصل من بين 4 مواقع مقترحة، احدها كان قريبا من الحدود مع سوريا، ليكون مركزا للعائدين من “الهول”.

وبحسب مسؤولين ان اختيار “الجدعة” الذي يقع في قضاء القيارة، هو بسبب الاستقرار الامني ووجود مخيم جاهز كان يضم في السابق نحو ربع مليون نازح. ويقول صالح الجبوري قائممقام القيارة لـ(المدى) إن “سكان القيارة غير مطمئنين لتواجد هذه العوائل لكن الامر اصبح مفروضا ولا فرار منه”.

والقيارة كانت قد شهدت معارك عنيفة في 2016 ضد تنظيم “داعش”، الذي نفذ حكم اعدام بعشرات من سكان القضاء. ويؤكد الجبوري بان “هناك دفعات قريبة تصل الى الجدعة”، مشيرا الى ان “الجيش والحشد العشائري والشرطة شددت من اجراءاتها حول المخيم ومنع دخول وخروج اي شخص”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here