بدايات السياحة العالمية

بدايات السياحة العالمية:
محمد علي البدوي

بدأت السياحة منذ القدم واتخذت أشكالا واغراضا مختلفة وكان الانسان الأول يسافر لأسباب تتعلق بالبحث عن المأكل والمشرب او لأسباب جوهرها سياسي دون ان يعي ذلك كأن يقوم بتحديد حدود أرضه التي يمتلكها او للتلصص علي الأعداء.

وكانت الحاجة للسفر هي الحافز للمزيد من الرحلات التي قام بها الإنسان منذ آلاف السنوات ولدينا قرائن تدل علي قيام فكرة السفر عند الإمبراطوريات القديمة مما يعزز من استنباطنا بوجود السياحة منذ القدم.

ولكن السياحة بشكلها الحديث لم تظهر إلا عام ١٨٤١ علي يد السير توماس كوك في انجلترا ثم قام بتنظيم اول رحلة من انجلترا الي أوروبا عام ١٨٥٠ وتلاها اول رحلة موثقة في التاريخ الحديث من أوروبا الي الولايات المتحدة عام ١٨٦٦.

غير أن أهم ما يذكره التاريخ لهذا الرجل العبقري والذي وضع اساس قيام صناعة السياحة الحديثة هو اصطحابه لمجموعة من المسافرين حول العالم عام ١٨٧٢،هذه الرحلة التي الهمت الكاتب جون فيرل بتأليف روايته الشهيرة(حول العالم في ٨٠ يوما).

ويذكر التاريخ ان تدشين خطوط السكك الحديدية كان من أهم عوامل إنتشار السياحة ووصولها الي اماكن بعيدة لم يكن من السهل الوصول إليها قبل اختراع السكك الحديدية.

ويعود الفضل الي حركة النهضة الحديثة التي سادت مدن أوروبا وتاثيراتها علي المجتمعات الأوروبية ونتائجها التي أسهمت في ظهور النقابات العمالية التي كانت بمثابة ثورة في مجال حقوق الإنسان.

هذه النقابات طالبت بتخفيض ساعات العمل من ١٢ ساعة يوميا الي ١٠ ساعات ورفعت الأجور وطالبت بالحصول علي عطلات محددة المدة مما ساهم في التفكير في قضاء عطلات قصيرة.

ولم يكن المواطن الأوروبي يعي حقوقه قبل قيام الثورة الصناعية التي غيرت وجه العالم ورفعت من شأن الأيدي العاملة التي أخذت علي عاتقها مسؤولية بناء المجتمعات وتدشين مرحلة الحضارة الحديثة التي سادت العالم فيما بعد.

ومع ظهور خطوط الطيران الحديثة بدأت وكالات السفر في شراء عدد كبير من تذاكر الطيران وبيعها للمواطنين بأسعار تنافسية مع التأكيد علي ان الطيران وفر لراغبي السفر عنصري الوقت والمتعة واتاح لهم زيارة اماكن بعيدة في قارات بعيدة عن القارة الأوروبية.

واصبح من اليسير علي السائح ان يزور بلدان الحضارات القديمة بعد مدة سفر قصيرة مقارنة بالسفر بالسفن وتزايدت الطلبات علي وكالات السفر التي أصبحت في لمح البصر تمتلك خطوطا للطيران.

هذه الخطوات مهدت لطفرة سياحية كبري عاشها العالم منذ منتصف القرن الماضي وامتدت حتي يومنا هذا مما ساعد علي انتشار المعاهد والمدارس والجامعات التي تدرس العلوم السياحية واستطاعت السياحة ان تضع نفسها في مصاف صفوة الصناعات التي توفر الرفاهية والأمان وتدعم الاقتصاد وتحفظ التراث وتشارك في خطط التنمية المستدامة.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here