هل فعلا كان ” الحشد الشعبي ” حشدا رمبويا وطرزانيا جبارا ؟!.

هل فعلا كان” الحشد الشعبي “حشدا رمبويا وطرزانيا جبارا ؟!.

بقلم مهدي قاسم

.. نعم البعض لا يكف عن ترديد وتذكير العراقيين وبالأخص البغداديين بحكاية حماية أعراضهم من قبل قوات الحشد الشعبي ، والتي حسب هذا الزعم أنه لولا قوات الحشد لكانت أعراض النساء والفتيات البغداديات منتهكة وممزقة على أيدي عناصر داعش الإجرامية !! ، بل لكُنّ الآن سبايا و جاريات في معسكر داعش !!،إلا يشعر هؤلاء إنهم بزعمهم المهوّل هذا إنما يسئون إلى ملايين رجال في بغداد الذين ما كانوا ليسمحوا لبضعة آلاف من دواعش محششين و من ذوي سابق ، الدخول إلى بغداد وانتهاك أعراض سكانها وسبي نسائها وبناتها ؟! ، لا .. فما كان بامكان الدواعش دخول بغداد ، حيث غالبية من سكانها الرجال و خاصة الشباب تهيئوا لمقاتلة الدواعش بكل شراسة و تصميم ، لكون المسألة هنا كانت تتعلق بمصيرهم وأعراضهم ومصير أفراد عائلاتهم أما انتهاكا و قتلا أوانتصار ، و أوضح دليل يمكن أن نذكره هنا هو مقاومة أهالي بلدة آمرلي مقاومة جبارة بحيث أفشلت كل محاولات اقتحامها من قبل الدواعش لكونهم كانوا يدركون ويعلمون بأنه ليس أمامهم أما المقاومة المستميتة أو الموت الذليل والمهين ، وإذا بها تصمد لأسابيع عديدة لحين وصول العون والدعم العسكريين ، وحتى ذلك الحين أحبطت نساء و رجال آمرلي كل محاولات الدواعش في الاقتحام و السيطرة على البلدة ، إذن فكيف الأمر بالعاصمة بغداد ذات مترامية الأطراف و التي تحتوي على ملايين من رجال وشباب مسلحين بأنواع مختلفة من أسلحة صالحة و متحمسين أصلا للقتال والمقاومة ؟ ، لذا فبغداد كانت حتما ستسحق الدواعش عن بكرة أبيهم ،أما كون الموصل ومناطق الأنبار وصلاح الدين وغيرها قد سقطت في يد الدواعش فكان الأمر طبيعيا جدا ، لأن سكانها وغالبية قواتها الأمنية أما لم يقاوموا إطلاقا أو إن بعضهم كان متواطئا و مع الدواعش بل وعونا لهم في السيطرة . وهذا يعني أنه ما من مدينة إلا وتسقط حتى على أيدي أجبن بشر مسلحين عندما لا يصطدمون بأية مقاومة أو اعتراض ..لذا فليكف البعض عن تصوير قوات الحشد الشعبي على شكل خوارق رمبوية رهيبة و طرزانية جبارة ومنقذة شرف وأعراض العراقيات !!، من خلال تصوير الأمر و كأن رجال وشباب بغداد في مدينة الصدر والشعب والجميلة والبلديات والكرادة وغيرها من أحياء أخرى كثيرة ، كأنما هم مهزومين مسبقا ، كرجال جبناء أمام حفنة من المحششين و المهووسين جنسيا من الدواعش ، فالأمر مسيء جدا لرجال بغداد ، أن لم يكن مبالغ به جدا على صعيد تضخيم دور قوات الحشد : إذ في الوقت الذي لا يمكن إنكار دور قوات الحشد الشعبي الشعبي وتضحياتها الكبيرة في محاربة داعش ، طبعا أسوة بباقي القوات الأخرى المشتركة في عملية التقال و الحرب ، فإن الحقيقة تقول أنه لولا طائرات التحالف الدولي وقصفها المتواصل و المنتظم ، بالتوازي مع هجوم ألوية وفصائل القوات العراقية ودكها بمختلف الصواريخ و المدافع و القاذفات و المدرعات لمواقع عناصر داعش و خنادقها واستهداف سياراتها المفخخة وانتحارييها المزمرين بالمتفجرات ، لما استطاعت قوات الحشد الشعبي التعرض للدواعش في مواقع تواجدها أو زحزحتها من خنادقها وإنفاقها العميقة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here