صحوة اسكندنافية متأخرة

بقلم مهدي قاسم

قبل فترة أرسل لي أحد الأصدقاء  رابط فيديو عن  تظاهرة  للاجئين مسلمين في دنمارك وهم بملابس طالبان وداعش ، كأنما تأكيدا وافتخارا بالعقيدة  الطالبانية والداعشية التكفيرية التي يؤمنون بها ، قاطعين حركة المرور في الشارع ، وهم يهتفون مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية في الدنمارك ، بينما قسم آخر منهم يدعو إلى إقامة خلافة الدولة الإسلامية هناك أن عاجلا أم آجلا !! ، فضلا عن قيام بعضهم الآخر بتوزيع نسخ من القرآن  للدنماركيين ودعوتهم للدخول إلى الديانة الإسلامية ، غير أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد أخذت الجرائم والتجاوزات على القانون من قبل لاجئين ومهاجرين تزداد يوما بعد يوم ، فضلا عن فشل محاولات الاندماج التي بذلتها وتبذلها الحكومة الدنماركية المتعاقبة وفوق ذلك ، بتخصيصات مالية كبيرة لدفع رواتب معلمي اللغة و المهن التأهلية و خبراء علم النفس و الاجتماع ، كل ذلك من أجل إدماج المهاجرين واللاجئين ليتعلموا لغة ومهنة بهدف العمل وكسب الرز ، وبسبب كل هذه التراكمات السلبية وحفاظا على سلامة الأمن الاجتماعي وكذلك على القيم و الهوية الثقافية الوطنية  فقد أقر البرلمان الدنماركي  مشروع قانون يعطي صلاحية قانونية  للحكومة الدنماركية بترحيل طالبي اللجوء إلى بلدان أخرى أثناء فترة دراسة ملفاتهم الخاصة باللجوء ، وهنا ينبغي القول أنه يبدو إن  الدنماركيين أكثر براغماتية من السويديين و النروجيين ، و أعمق شعورا بالمخاطر المهددة لهويتهم الوطنية والثقافية والسلامة الاجتماعية ، وخاصة بعدما كشفوا عبثية جهدهم على صعيد الاندماج الاجتماعي لهؤلاء ، ربما  السبب يرجع في هذه اليقظة المتأخرة للدنماركيين   إلى  أن الكحول لم تّبلد أو تقّعر بعد أذهانهم و التي تستطيع أن تهجس مكامن  الخطر ولو بشكل متأخر جدا ، على عكس من السويديين الذي يبدو أن التعاطي والإدمان على كثرة الكحول و كذلك التطبع على حياة العزلة الفردية والاجتماعية الطوعية و الصارمة قد بلدّت أدمغتهم بعض الشيء وقصرّت رؤيتهم المستقبلية  ووضعهم بات ميؤوسا منه  على أن يصحوا و يفيقوا في وقت مناسب كما يفعل الدنماركيون  الآن : إذ من المحتمل جدا  أن تكون السويد في هذه المرة هي المرشحة لتكون أول دولة إسلامية بين البلدان الاسكندنافية في غضون الثلاثين أو الخمسين السنة القادمة ، وذلك بسبب قلة الإنجاب وكثرة الشيخوخة و سرعة وغزارة إنجاب المهاجرين ، علما كنت قد رشحتُ الدنمارك قبلا قد تكون هي أول دولة إسلامية هناك ، ولنفس الأسباب ولكن الإجراءات الأخيرة بترحيل بعض اللاجئين والمهاجرين ربما قد تؤخر الدنمارك أن تكون ثاني أو ثالث دولة إسلامية في غضون الأعوام  الخمسين القادمة .

بتواز مع هذا ، قرأنا أخبارا مشابهة عن خشية وترد دخول عناصر الشرطة السويدية إلى بعض الأحياء في استكهولم التي تصول وتجول فيها وتعريد عصابات إجرامية غالبيتهم ــ وفقا لتلك الأخبار ــ من اللاجئين والمهاجرين ، بل وأسوأ من ذلك أن السلطات المسؤولة عن إدارة شؤون النقل العام ، قد قررت بعدم توقف القطارات في بعض المحطات الأكثر تعرضا لاحتمالات الهجوم والتخريب وأعمال السطو من قبل هذه العصابات ، وذلك حفاظا على سلامة  المسافرين ..

بينما وحسب الاستطلاعات والاستبيانات الدولية ، كانت الدول الاسكندنافية  تُعد أقل نسبة بكثير في قائمة الدول التي تُرتكب فيها الجرائم ، و ذلك قبل أن تغزوها مئات آلاف من لاجئين ومهاجرين ” غزوة إسلامية “ــ حسب تعبير بعض ” الجهاديين ” اللاجئين إلى تلك الدول ”  الصليبية و الكافرة  ” ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here