ملاحظات زائر أجنبيّ للعراق:

ملاحظات ديبلوماسي مُلحد و ربما مُؤمن للعظم – الله وحده هو الأعلم – بحسب عقيدته من خلال المقال أدناه حيث يُعرض نظرته للعراق بحسب ملاحظاته الميدانية ولا نتحمل مسؤولية قبالها ولا بأس من معرفة نظرة الأجنبي لواقع ألعراق .. علّها تؤنّب المتحاصصين و لو قليلأً:

تحياتي للاصدقاء وآلصّديقات ألأوفياء ألّذين سألوا عنيّ بغيابي عن أمريكا لزيارتي للعراق ..
لقد رجعتُ من سفرة مُمّتعة و شاقة و مُتعبة و مُؤلمة و مُكلفة و مجهدة في نفس الوقت ..
  

زرتُ خلالها مُدن كثيرة في عراق (الحضارات) و رأيتُ فيها حضارة واحدة طاغية وهي حضارة “الإسلام” ألعنيفة المدمرة للحقّ و لكلّ شئ حيّ* وإليكم أهم ما لاحظته خلال سفرتي التأريخية! 

[قابلت خلالها اشخاص عراقيين وعراقيّات أكثريّتهم فكّروني بزمن أبو بكر ألزّنديق أو حروب الجّمل بين عليّ وعائشة ,  كل شخص منهم له عزيز قُتل أو ذبح او فُجّر أو هُجّر او خُطف أو سُبي على آيادٍ مسلمة قذرة تبّت يدها كصدام ومن جاء بعده!

 وقابلتُ مجتمعات منعزلة بعضها عن البعض لا تتعارف ولا تتخالط ولا تُشارك ولا تتعاون ولا تفرح مع بعضها ولا تحزن لبعضها! قابلت شباب لا يعرفون عن الحياة أيّ شئ غير التقليد الأعمى لعادات و تشكيلات الغرب من اللبس و التسريحات و العادات, كما قابلت شعباً شبابه وشيبه والكثير من نسائه, شعب 80% منه يدخن السكائر في كلّ مكان حتى في المرحاض و الجامع و غرف النوم, وكأنها مدخنة!

قابلت نساء ارامل كثيرات شخصياً قيل إن عددهن فاق الخمسة ملايين, كانوا بالمئات, و قد قيل لي إنّ أحصائيات الخدمات الاجتماعية العراقية تقول: هناك اكثر من 4 ملايين ارملة, معظمهن صغيرات بالعمر والاكثرية الساحقة لهن طفل او اكثر.

قابلت شيوخ و أئمة يعقدون أنواع عقود الزواج من المتعة والمسيار والمسافر او المسفر وبمبالغ بسيطة, لا تزيد على 25 الف دينار عراقي, يعني حوالي 20 دولار كندي, و أحياناً بلا عقود ولا هم يحزنون!؟

قابلت عضو في البرلمان العراقي من الحزب الديمقراطي الكردستانيّ (برزاني), وعندما عرف مهمتي و مركزي و جنسيتي الغير عراقية .. أنشرح و أنبسط بكلامه وفتح لي قلبه, وكان كلامه يتركز؛ كيف يتخلص من العرب(الجرب كما سماهم) وكيف يراهم مثل الحمير كل واحد يتبع مرجع او دولة أجنبية أو مجاورة ولا يهتمون بالعراق حتى تطاول على أعضاء حزب  

الطلباني(الاتحاد الوطني الكردستاني) لموقفه المعتدل من تلك الدول!

قابلت المئات من الشباب والشابات العراقيّات العاطلين عن العمل, حيث الاحصائيات تشير بان نسبة البطالة في العراق تجاوزت ألـ 19%؟

قابلت المئات من الاطفال و الشباب الأميين (لا يقرؤون ولا يكتبون- مثل “الرسول”)؟  والاحصائيات تقول ان الامية في العراق قد تعدت 40% بعدما كانت في سنوات “الخير” صفرا بحسب تقرير منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

قابلت المئات من الامهات اللواتي يرتدين الثياب السوداء حزنا على فقدان فلذات اكبادهم على آيدٍ أسلامية أيضا .. تبت يداهم و تبت يد “رسولهم” الذي علمهم ذلك! 

رأيت الالاف من المساجد والحسينيات والجوامع الفارهة الفارغة والتي كلفة بناء كل واحدة منها تكفي ليعيش بها مليون عراقي جائع لسنة كاملة, وكلها تنهق بنفس النهيق وبأصوات مزعجة من المايكروفونات (عشرة مايكروفونات لبعض منها) وكأنهم يتسابقون مع  بعضهم كي يتعشوا مع “ألمصطفى” في عقر نار جهنم … تصوروا أئمة حسينيات الشيعة تبدأ النهيق خمسة دقائق قبل نباح شيوخ السُّنة , و كأنهم حمير و كلاب تتسابق في النباح و النهيق و بلا وعي لما ينطقون!

تصوروا, ان اللحوم في الاسواق تباع على الهواء, والذباب والرمال والاوساخ والقاذورات والشمس والمطر تلامسها وتقع  

عليها, بينما الاحذية تباع معروضة في محلات مقفولة مبردة نظيفة وفي خانات زجاجية نظيفة و صحية!

سرت في شوارع بغداد, والاختناقات المرورية تشبه حالة الهرولة التي يقوم بها الحجاج المسلمون حول حجر الكعبة وهم شبه عراة إلا من الجهل …. وسائقي كل السيارات تزمّر أبواق سيارتهم وكأنهم في عرس و أحتفال دائم, لا تستطيع ان تعرف ما السبب من هذا التزمير .. و لما سألت سائقيّ الخاص (أبو محمد) قال لي؛ [انها عادة عراقية فحسب]!!؟؟

زرت مدرسة ابتدائية و رأيت العجب المضحك و المبكي بنفس الوقت؛ (الطلاب نصفهم جالسين على الأرض؛ ألنّصف الآخر يشاركون الرحلات الخشبية التي صنعت في العهد “العباسي”؛ السبورة, إبيضّت من كثر مسح الطباشير؛ ألصفوف هياكل بدون مراوح ولا شبابيك ولا حتى نظافة؛ الأبواب مفقودة (قيل لي انها سُرقت من قبل المسلمين بتوجيه من قادتهم الحركيين المجاهدين), و الطامة الكبرى كانت الحصة هي درس التربية الدينيّة (الاسلاميّة) و للطرفة كانا هناك طفلين انهما من الاخوة المسيحيين (لنظافتهم واناقتهم ومظهرهم الحسن) وعندما علمت إنهم مسيح! سألتهم لماذا أنتم في صف التربية الإسلامية؟ خافوا أن يجيبوا على السؤال بصراحة! لكن المُدرس “أستاذ أحمد” سارع في الاجابة بآلنيابة؛ لأنّ الجوّ حار (يصمت) برّة؟ 

لاحظت الملاهي الليلية عامرة, و أماكن المساج و صالونات حلاقة النساء منتشرة بصورة غير طبيعية .. خصوصاً في منطقة كرادة  مريم … سألت السائق الحكوميّ والذي عُيّن لي من وزارة الخارجية المكنى بـ (أبو محمد), عن السبب؟ كان جوابه: [المعيشة تتطلب, هذه كلها بيوت دعارة (مثل الخيم الحمراء المكيّة والتي كانت ترودها نساء قريش) في مكة, لأن هؤلاء الشابات ليس لهن مُعيل يتكفّلهن, لذا مجبرات على الرذيلة والفواحش, قيل لي بعض هذه الدور يشرف عليها المليشيات؟

في الشوارع المكتظة رأيتُ المئات من المتسولين من اطفال تتراوح اعمارهم الثلاث سنوات الى كهول .. اعمارهم فوق السبعين ومن كلا الجنسين, يتسولون بين السيارات و المرابي! في شوارع بغداد خصوصا في شوارع فلسطين و الرشيد وباب الشيخ وأماكن كثيرة أخرى, و رأيت الشوارع مليئة بصور كسيحة ملتحية تنتمي للأحزاب و المنظمات و للسيد فلان و ألسستاني والصدر والحكيم والخميني والخامنئي والسليماني والمهندس وأخرين (تقيّئت) من روية صورهم… رأيت كثير من الدّور تزينها اعلام حمراء صفراء سوداء خضراء و كأنها قوس قزح كرايات نساء قريش العاهرات, و رايت الزبالة والقاذورات مكدسة في الشوارع و الرائحة النتنة والذباب والمياه الآسنة مجتمعة حولها بكل مكان, و رأيت نافورات بدون ماء!؟ وكل هذا يقولون لك:  [أننا خير أمّة أخرجت للناس]؟ 

ويقولون عن الكفار : [المغضوب عليهم و الضالين والفاسدين]؟ 

وينهقون في اليوم مئة مرّة جملة الحقارة والشرك على لسانهم صلى الله عليه وسلم,و هم لا يطبقون صفة عن رسولهم؟ 

و كلما “ض ر ط” أحدهم ينهقون بصوت رجل واحد؛ “الله آكبر”؟
طبعا مقابل هذه المناظر المقززة هناك قصور ورواتب و و حياة مرفهة للحاكمين لا يضاهيها حتى حكومات الغرب!!؟
 

هذه مجمل مشاهداتي .. و كل ما عندي كي اقوله لكم في هذا الملخص, وقد كتبت تقرير مطول الى الجهات المختصة للاطلاع, 

و مرة ثانية اشكر الجّميع على سؤالهم عني, و خلاصة الكلام كله:
[ما رأيت إلاّ دولة مستهترة و تائهة و دوراً مهدمة و شرطة غاضبين و تُجّار ملهوفين وعلماء متهكمين و معظم الشعب إن لم أقل كله يفعل كل شيئ ضدّ بعضهم آلبعض ولا يعرفوا الفرق بين الحرام والحلال و يكذبون كأنهم يتنفسون الكذب بلا حياء.
ـــــــــــــــــــــ
* أعتقد الكاتب ربما قصد بذلك (داعش) أو ربما المتسلطين(أصحاب السلطة) كوجه آخر للعملة العراقية؟ 

عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here