الاغتيالات تعود إلى الواجهة .. وأصابع الاتهام تشير إلى الـ «بيك آب المنفلتة»

قتل منذ مطلع العام الجاري ولحد الآن نحو 10 ضباط في الأجهزة الأمنية والعسكرية على أيدي مجهولين، وذلك بحسب إحصائيات أجراها متخصصون في المجال الأمني، دون ورود أي معلومات عن الفاعلين.

وذكرت مصادر مطلعة، أن العقيد نبراس فرمان، وهو مسؤول رفيع في جهاز المخابرات، تم اغتياله مؤخراً عن طريق عجلتين من نوع «بيك آب» في منطقة البلديات شرقي بغداد.

وأطلق ناشطون تسمية الـ «بيك آب المنفلتة» في شباط الماضي، في استعارة لجملة «الميليشيات المنفلتة» المتداولة بين الأوساط السياسية، على العجلة التي لاحقت متظاهرين في ذلك الوقت. وبحسب شهود عيان، فإن هذه العجلات، وهي موديلات حديثة، لا تحمل في أغلب الأحيان لوحات مرورية ولا يعرف إلى أي جهة هي عائدة.

أجندات سياسية وراء اغتيال الضباط

واستبعد الباحث في الشأن الأمني علي البيدر، وقوف عناصر داعش وراء عمليات الاغتيال التي تطال عناصر في الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحكومة العراقية.

وقال البيدر في حديث لـ (باسنيوز)، إن «داعش أضعف من أن يكون قادراً على معرفة أسماء وعناوين الضباط في أجهزة حساسة مثل المخابرات».

ورجح البيدر، أن تكون هذه العمليات ضمن «أجندات سياسية لاستهداف المخابرات»، مشيراً إلى أنه «ربما الضحية كان مكلفاً بمتابعة شبكة مخدرات أو فصائل مسلحة في العراق، وحين وصل إلى بعض الخيوط قامت تلك الجهات بتصفيته».

وأكد الباحث في الشأن الأمني، أن «جهاز المخابرات غير مسيس إلى حد كبير، ولذلك قد تشن بعض الدول الإقليمية حرباً ضده إذا عرقل حركة الجماعات المسلحة التابعة لها في العراق».

وتوقع البيدر تصاعد عمليات اغتيال عناصر الجهاز في الفترة المقبلة.

اتهام رئيس جهاز المخابرات بالتقصير

من جانبه قال المحلل السياسي عباس العرداوي، في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي: «يجب إيقاف استنزاف القدرات البشرية لجهاز المخابرات الوطني من خلال التنقلات الجماعية وتسريب البيانات والاتهامات بالاختراق، وأخيراً الاغتيالات التي تكررت للمرة الثالثة، فهي مؤشرات يجب أن يكون منها موقف».

وطالب العرداوي، لجنة الأمن والدفاع بتحمل مسؤوليتها وحماية الجهاز، متهماً رئيس الجهاز بالتقصير في أداء وظيفته بحماية عناصر وأفراد الجهاز، واقترح استبدال رئيس الجهاز بأحد قيادات الحشد الشعبي.

تراجع خطير في ملف الأمن

إلى ذلك أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عباس سروط، خلال حديث لـ (باسنيوز)، أن «هناك تراجع خطير في الملف الأمني في بغداد وعموم المحافظات، خصوصاً بعد الخرق الكبير بتفجير الكاظمية، واغتيال ضابط في جهاز أمني حساس ومهم، وهذا يدل على وجود خلل وثغرات أمنية، ما يتطلب وقفة جادة من الجهات المختصة».

واعتبر جهاز المخابرات العراقي من خلال بيان، أن عملية اغتيال العقيد نبراس فرمان شعبان «محاولة يائسة لثني الجهاز عن أداء واجبه الوطني»، مؤكداً أن «شعبان كان له الدور الأبرز في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة على امتداد سنوات خدمته».

وبحسب وثيقة قدمها إلى رئاسة البرلمان، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عباس سروط باستضافة القادة الأمنيين لمناقشة خمسة ملفات بينها الاغتيالات والخروقات التركية.

وطبقاً للوثيقة، فإن اللجنة البرلمانية ستناقش خلال الاستضافة تقييم الوضع الأمني والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، وحماية مؤسسات الدولة من الحرق والكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين والإعلاميين ومعالجة عمليات الاغتيال والقتل والخطف، ومناقشة التوغل التركي شمال العراق.

ووافق رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بدوره فوراً على طلب استضافة القادة الأمنيين.

ويقول سياسيون، إن منفذي حملات اغتيال الضباط أو حتى الناشطين من مصدر واحد، أي الفصائل المسلحة، خصوصاً أن أغلب الضحايا يقتلون من قبل أشخاص يستقلون عجلات من نوع «بيك آب»، معتبرين أن أجندات سياسية تقف وراء هذه الممارسات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here