العراق يواصل تركيز اهتمامه على مصادر تمويل الإرهاب

ترجمة/ حامد أحمد

العمليات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة والتي نجمت عنها عشرات حالات القاء القبض على ارهابيين وتدمير مخازن واكداس أسلحة تابعة لخلايا تنظيم داعش، ما تزال تعتمد في تنفيذها على قدر كبير من الجهد الاستخباري وكذلك طيران التحالف وقدراته الاستطلاعية.

خلية الاعلام الأمني لقيادة العمليات المشتركة ذكرت في بيان لها بتاريخ 28 أيار بان القوات العراقية وخلال الأسبوع ما بين 14 و 21 من شهر أيار القت القبض على 81 شخصا بضمنهم أربعة اشخاص تسللوا عبر الحدود قادمين من سوريا، وقتل خلالها سبعة عناصر من الإرهابيين.

من جانب آخر، ذكر الناطق باسم قيادة القوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في تصريح له على تويتر بتاريخ 15 أيار انه خلال الأسبوع نفسه قام طيران التحالف بتنفيذ تسع غارات جوية وتدمير خمسة مخابئ للإرهابيين في منطقة جبال حمرين.

جبال حمرين والمنطقة المحيطة بها غالبا ما كانت تعتبر ملاذا ومخبأ للمجاميع الإرهابية على مدى فترة طويلة من الزمن، وان جهاز مكافحة الإرهاب ومن خلال جهده الاستخباري يقوم بتزويد طيران التحالف بإحداثيات اهداف خلايا داعش في المنطقة لتنفيذ ضرباته الجوية هناك.

المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، الكولونيل وأين ماروتو، قال إن “التحالف الدولي مستمر بتوفير المعلومات الاستخبارية من استطلاع وكشف لشركائنا من القوات المسلحة العراقية وتمكينهم على المستويين العملياتي والستراتيجي من خلال تجهيزهم بالدعم اللوجستي وتقديم المشورة لهم. ونقوم أيضا بتوفير الاسناد الجوي لهم عند طلبهم لذلك”. واضاف الكولونيل ماراتو ان “مهمة التحالف الان، رغم ذلك، بعيدة كل البعد عن مهام الجانب القتالي على الأرض. ووفقا للسياقات المعمول بها ولاعتبارات أمنية عملياتية فان التحالف لا يتحدث ويناقش بأمور تتعلق بالجانب الفني والتكتيكي للعمليات العسكرية وتفاصيلها ولا العمليات المخطط لها او التي قد تكون قيد الاستمرار”. فيما يتعلق بجهود التدريب في المجال الاستخباري تقول مراسلة المونيتر شيلي كيتلسون، انه في لقاء لها مع مدير خلية الصقور أبو علي البصري في حينها عام 2019، قال لها ان رجاله تلقوا تدريبات وتجهيزات من وكالات استخبارات اجنبية. وقال احد أعضاء الفريق في ذلك الوقت انه تلقى تدريبا على يد القوات الأميركية. التحالف الدولي وبالتنسيق مع الجانب العراقي يقوم بالتركيز ايضا على طرق ومسالك دخل تنظيم داعش وتمويله. وقال الكولونيل ماروتو “عمليات التحالف الدولي مستمرة في تقويض قدرات داعش بضمنها إجراءات لمواجهة اساليب تمويلات داعش. واسفرت تلك الأنشطة عن حصول تراجع كبير في قدرة داعش على جني امول والحصول عليها خلال عملياته”. وبينما بدأ داعش بمحاولة التأقلم مع الوضع الجديد بعد طرده من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، فان التحالف الدولي بدأ أيضا باتباع أساليب جديدة في مواجهة التنظيم وتجفيف موارده المالية. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ماروتو “نحن نقوم بتنسيق الجهود عبر مراكز إقليمية مشتركة مثل مركز مكافحة تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط وعقوبات على افراد من لجنة خاصة في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة تتابع افراد تنظيم داعش والقاعدة”. وأضاف قائلا “قامت وزارة الخزانة الأميركية بإصدار عقوبات على سبعة اشخاص وشركة واحدة كانوا من ضمن شبكة غسيل أموال كبرى غالبا ما تورد أموالا لتنظيم داعش. وفي كانون الأول عام 2020 تمكنت مؤسسة إيطالية لمكافحة تمويل الإرهاب من تنفيذ عملية ناجحة منعت من خلالها استغلال مبلغ مالي لأغراض إرهابية”.

وفيما يتعلق بالعمليات الاستخبارية الناجحة التي جرت في العراق في هذا المجال، قال الكولونيل ماروتو إن التحالف عمل جنبا إلى جنب مع الحكومة العراقية لمنع تنظيم داعش من استخدام النظام المالي العراقي. واكد الكولونيل بقوله “اشتملت تلك الجهود على تحديد استثمارات سرية لتنظيم داعش ومحاولات لغسل وارداته المالية عبر استثمارات تجارية رسمية”. وقال ان البنك المركزي العراقي يقوم بتنفيذ خطته العملية لتعزيز قوة النظام المالي للعراق. وقال ان جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ومديرية مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان نفذا جهودا كبرى لإلقاء القبض على أعضاء شبكة الراوي ومقاضاتهم، وهي مجموعة تقوم بتمويل مسلحي داعش. من جانب آخر، فان مكافحة الفساد في العراق هو قرين لمكافحة الإرهاب، وتستمر حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحملتها لمكافحة الفساد في البلد. حيث تعهد منذ توليه المنصب بمكافحة الفساد باعتبار ذلك احد أولويات اجندة الحكومة.

عن المونيتر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here