التعامل مع الاطفال حسب عقولهم

التعامل مع الاطفال حسب عقولهم

عباس الصباغ

يسرف بعض الاباء والامهات وبحسن نية في توجيه النصائح والارشادات لأطفالهم الصغار في سن مبكرة ودون الخامسة خاصة اثناء لعبهم ويتسبّبون بذلك ارباكا في نفسياتهم واضطرابا في سلوكياتهم ، فيثيبون او يعاقبون حسب التزام الاطفال القسري بتلك “التوجيهات” وبالتأكيد ان ذلك الالتزام القسري الخاص بألعاب الاطفال يكون خوفا او كرها من العقوبة الجاهزة لأدنى سبب ، ان الأطفال بموجب هذه الفطرة النقية والصافية لايعرفون الثوابت الأخلاقية او الأسس والمبادئ والأعراف التي يتخلّق بها “الكبار” ، فمازالوا في بداية الطريق وهم في هذا العقل والعمر المبكرينِ و بعيدين عن تفهّم ان هذا حلال وهذا حرام وهذا عيب ذاك ليس عيبا ، فهذه الأمور أكبر من أعمارهم وعقولهم بكثير، ومن الأخطاء التربوية الفادحة أن يتعامل الوالدان مع الأطفال على أنهم كبار وناضجون مثلهم او يطلبون منهم ذلك ، فالطفل له عالمه الخاص به ومزاجه الخاص به وعقليته الخاصة به ايضا فلا يجوز ان نفرض على طفل لايتجاوز الخامسة من العمر بالكفّ عن اللعب العبثي أو الجلوس بوقار او التلفظ بكلمات مؤدبة خاصة أمام الآخرين ونعاقبه بالقول أو الفعل فيترتّب على ذلك أن يفقد الطفل ثقته بنفسه أو يكون ذلك بداية للانحراف السلوكي وشذوذه العقلي فاللعب الذي لايعجب الكبار هو من أهمّ النشاطات في حياته ، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة ،حيث يستغرق الطفل الجزء الأكبر من وقته في اللعب.فاللعب يساعد الطفل على تكوين علاقات اجتماعية مع أفراد مجتمعه خاصة من الصغار، ويتعلّم الطفل من اللعب الأدوار الاجتماعية، وذلك عندما يقوم بتقليد سلوكيات الكبار، ومن خلال اللعب تكون الفرصة متاحة لتعليم الطفل الثقافة والعلم و العادات والتقاليد، وأنماط التفكير . فإن اللعب هو مفتاح تربية الطفل، وفهم حياته فهماً صحيحاً.

والكثير من الآباء والأمهات يعدّون لعب الاطفال ضجيجا مدوّيا وعبثا لاطائل منه لذا فقد اهتم العلماء كثيراً في بيان آثار اللعب في حياة الأطفال، فهذا عالم النفس الألماني، كارلبيولر، يؤكد أهمية اللعب في النموّ العقلي للطفل وذاك العالم الروسي، ماكارينكو، يؤكد التأثير البالغ للعب في تكوين شخصية الطفل ومن المؤكد أن للعب فوائده من نواح عديدة، منها :

1 – من الناحية الجسمية: اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل لأنه ينمّي العضلات ويقوّي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل، ويرى بعض العلماء أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوّهاته هو بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل.ومن الناحية العقلية: اللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجي وكُلما تقدّم الطفل في العمر استطاع أن ينمّي كثيراً من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة.

وينسحب الكلام الآنف على رسوم الاطفال وتلويناتهم البريئة ، فالبعض يرونها مجرد “شخابيط” تلوّث الجدران او هي قاذورات لامعنى لها ولاتدلّ على اي شيء مفهوم سوى الفوضى وبعثرة الاشياء وايضا الكلام يشمل الحركات والاصوات (النشاز) التي يحدثها الأطفال ونراهم يستمتعون كثيرا بها وهي حسب عالمهم الخاص بهم هي كل شيء في الدنيا بل هي أهمّ شيء لديهم فالطفل لايعرف غير اللعب والأصوات أو الحركات التي يؤديها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here