اطلاق سراح قاسم مصلح وإعادة النظر في المؤسسة القضائية

اطلاق سراح قاسم مصلح وإعادة النظر في المؤسسة القضائية

اياد محمد جابر

بعد مرور اثني عشر يوما من الاحتجاز في مكان لايقل شأنا عن فندق خمسة نجوم ، اطلق القضاء العراقي سراح القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح لعدم كفاية الادلة وعدم ثبوت تورطه في اغتيال الناشط ايهاب الوزني ، ليثبت القضاء العراقي من جديد بأنه خاضع تماما لأجندات احزاب السلطة ودول الجوار ، قضاء يطلق سراح القتلة ويسجن من يشاء ويعدم من يشاء ويلتزم الصمت تجاه التعذيب حتى الموت في السجون .

نعم.. لقد كان اطلاق سراح قاسم مصلح انتكاسة جديدة للشعب العراقي الذي فقد الثقة تماماً بالمؤسسة القضائية التي تبيع الإرهابيين الى الدول التي جاءوا منها بأثمان خيالية بدلاً من ان تطبق عليهم القانون ، بينما يتم تطبيق اقصى العقوبات بحق الأبرياء والفقراء المطالبين بحقوقهم .

لقد تم قتل الشهيد ايهاب الوزني بدم بارد ، والقاتل معروف من قبل ذويه ، بل ان الشهيد نفسه كان على دراية بأن قاسم مصلح يستهدفه ويلاحقه بمباركة من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ، و في النهاية ، تدخل السيد مقتدى وطلب من القضاء اطلاق سراح مصلح ، وضاع دم الشهيد ايهاب هدراً .

لا اريد الخوض هنا في قضية تحول الحشد الشعبي من مؤسسة يفترض انها أمنية تم تأسيسها للتصدي لداعش، الى مجاميع مسلحة قمعية تحمي الفاسدين وتكمم الأفواه وتصفي أي شخص ينتقد احزاب السلطة وتهين وزارة الدفاع وتتطاول عليها ، فقد كان انحراف الحشد متوقعاً منذ مدة طويلة ، لأن غالبية قادته فاسدون متورطون بجرائم قتل ، لكن الوجع الأكبر الذي يعاني منه الجسد العراقي اليوم هو فساد القضاء ، فالحشد ربما يزول في النهاية عندما تبدأ الفصائل بضرب بعضها البعض خلال صراعها على الغنائم ، لكن القضاء العراقي الفاسد من الصعب جدا اصلاحه ، كيف نأتي بقضاة شرفاء الى مجلس القضاء الأعلى ؟ هل نستورد قضاة من الخارج ليطبقوا القانون على الجميع وتسود العدالة في هذا البلد الخاضع للمافيات ؟

ان مصيبتنا تكمن في ان القضاة الفاسدون الموجودون حاليا سوف ينقلون فسادهم الى الجيل القادم من القضاة ، ويبقى الفساد والتحزب والانحراف مسيطرا على القضاء العراقي .

نحن اليوم باختصار امام مشكلة عويصة لايمكن اختصارها بإطلاق سراح قاسم مصلح ولا سيطرة الحشد على الشارع العراقي بالنار والحديد ، نحن اليوم امام انهيار المؤسسة القضائية التي هي العمود الفقري للدولة ، وهذه المشكلة يجب ان ينتبه لها الاحرار الشرفاء من هذا الوطن ويحاولوا اصلاح ما يمكن اصلاحه قبل فوات الاوان ، فالعدالة ماتت وشبعت موتاً في هذا البلد المبتلى بفصائل مسلحة تقتل وتسرق وتنهب وتغتصب كيفما تشاء .

اياد محمد جابر

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here