في ذكرى فتوى الحشد.. دعوات لثبتت دعائم الدولة وعدم استغلال نداء “الجهاد الكفائي”

في ذكرى فتوى الحشد.. دعوات لثبتت دعائم الدولة وعدم استغلال نداء “الجهاد الكفائي”

محمد وذاح

يستذكر العراقيون، اليوم الأحد، (13 من حزيران 2021)، الذكرى السابعة لانطلاق فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني، لدرءِ خطر عصابات “داعش” الإرهابية التي اجتاحت معظم المدن في شمال وغرب البلاد حتى وصلت أعتاب العاصمة بغداد.

وقد مثلت فتوى السيد السيستاني والتي صدرت في (13 حزيران 2014)، نقطة تحول مهمة في مسار الأحداث الأمنية وأدت إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي، الذي كان الحضن الذي استوعب متطوعي الفتوى وتمكنوا من تغيير معادلة المعركة وقلبوا الخوف والهروب إلى أنتصار.

فقد استجاب للفتوى أكثر من مليون متطوعٍ، غصت بهم الأرض قبل عجلات النقل الموجهة إلى ساحات المعارك، في لوحة ملحمية ما زالت محفورة في ذاكرة جميع العراقيين، ليشهدوا بعدها تحرير المدن في غرب وشمال العراق بعد معارك استمرت أكثر من ثلاث سنوات.

الشكر لصاحب الفتوى

العراقيون على المستوى السياسي والشعبي، استذكروا فتوى الجهاد بروح الشجاعة وفرحة الانتصار على الإرهاب، مبدين امتنانهم وشكرهم لصاحب الفتوى وللملبين لها لما لهم من فضل على العراق لأنها قلبت الموازين وكان لها أثر كبير في الحفاظ على البلاد من أخطر تنظيم إرهابي متوحش استفز العالم أجمع ولم يستثني أحداً من نيره وضرره.

فقد استذكر الرئيس العراقي برهم صالح بـ”اعتزاز نداء فتوى الجهاد، الذي أطلقه المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني (دام ظله)”، مُحيّياً “من لبى النداء في لحظة التحدي الأصعب”.

وأوضح الرئيس صالح في تغريدة على “تويتر”، أنه “قد تحقق تحرير الوطن من دنس الارهاب بتكاتف العراقيين من الجيش والحشد والبيشمركة”، مشيراً إلى أن “النصر لن يكتمل إلا بترسيخ الدولة المقتدرة وسيادة القانون وحكم رشيد”.

“الفتوى والحشد مناسبتين وطنيتين”

من جانبه، استذكر المتحدث باسم تحالف الفتح، ورئيس تجمع السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، فتوى الجهاد الكفائي والذكرى السابعة لتأسيس الحشـد، ملمحاً إلى أن هنالك “أصوات نشاز تحاول الإساءة لعنوان الحشـد وجوهره ومعناه ودوره ومكانته في محاولة للإساءة لمرجعيته العظيمة”.!

ورأى الأسدي أن- فتوى الجهاد وتأسيس الحشد- “مناسبتان وطنيتان تمثلان الجزء الأغلى والأعلى ودرّة التاريخ البطولي لشعبنا وإرادة مجاهديه ومرجعيتنا الرشيدة وإرادتها الوطنية التاريخية”، مؤكداً: “نحن أقوى بالحشـد وأمضى سلاحاً بالفتوى التاريخية وسيبقى هذا الوطن محصناً بالانتصارات مسوّراً بالتضحيات غالياً بدماء الشهداء”.

تثبيت دعائم الدولة

إلى ذلك، استثمر زعيم تيار الحكمة، السيد عمار الحكيم، ذكرى فتوى الجهاد الكفائي للتذكير بأهميتها والتي حولت الإنكسار الى انتصار، والانتكاسة الى فخر واعتزاز، فيما شدد على الحفاظ على الفتوى التي تثبيت دعائم الدولة.

ونوه الحكيم في بيان إلى أن “الفتوى لم تكن تتعلق بالجانب العسكري حسب، وإنما انطوت على جوانب إنسانية غاية في الأهمية كإيواء النازحين وإنقاذ المواطنين المحاصرين في مواقع الإشتباك، تحية إجلال لفتية وشباب وكهول لبوا النداء ولبسوا القلوب دروعا وتسابقوا على ذهاب الأنفس لأجل عزة وشموخ هذه الأرض المقدسة المعطاء”.

وطالب السيد عمار الحكيم “الجميع بالحفاظ على ما تحقق ببركة هذه الفتوى عبر تثبيت دعائم الدولة القوية المقتدرة المستقلة والمستقرة والمزدهرة”.

ويبقى الشعب العراقي يحتفظ بالشكر والامتنان للمرجعية العليا السيّد علي السيستاني وفتواه العظمية التي حمت العراق من أعتى تنظيم إرهابي متوحش عرفه التاريخ المعاصر، من خلال تصدي أبطال الحشد الشعبي له وتقديم آلاف الشهداء الذين كانت دماؤهم قربان لتحرير ثلث البلاد من “داعش” بعد ثلاث سنوات دمر فيها مسلحو التنظيم الحجر والبشر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here