على إثر رحيل الشاعر سعدي يوسف ”  ” عن الميت أما كلام جميل أو لا شيء “

بقلم مهدي قاسم

ثمة مثل هنغاري شائع  يقول :

ــ ” عن الميت أما كلام جميل أو لا شيء “

تذكرتُ هذا المثل البليغ بعدما قرأتُ  منشورات مسيئة للشاعر الراحل سعدي يوسف بعد وفاته بساعات ..

وأود أن أضيف أيضا :

ــ ليعلم  هؤلاء البعض أن الميت لا يستطيع الدفاع  عن نفسه إزاء اتهامات وإساءات  حينما تُوجه ضده بعد مماته ، وهو أمر يُفترض أن يعرفه كل من عنده من يقظة ضمير حي  ، ولو ذرة من احترام لحرمة الموتى …

دون أن يعني ذلك عدم تقييم مواقفه السياسية وأعماله الشعرية بشكل نقدي بناء ن لهذاالشاعر أو المثقف أم السياسي ،  دون قيام بتوجيه إساءة أو تشنيع في إطار من الشخصنة ..

ولهذا كتحصيل حاصل :

ــ  إن أية إساءة سوقية من هذا القبيل توُجه ضد الميت ترتد على قائلها ، استهجانا واستنكارا ..

و يبقى أن أقول في هذا المضمار مستطردا :

أنا شخصيا كتبتُ ضد بعض منشورات سعدي يوسف الممجِدة لجرائم داعش ، في الوقت الذي كان هو على قيد الحياة ، بل و حتى كتبتُ مقالة  من باب المقارنة  غير المباشرة ــ وهي  منشورة في صحيفة صوت العراق حاليا ــ   عن الشاعر الأمريكي المجدد عزرا باوند  ( الذي وصفه الشاعر إليوت ” بالمعلم و الصانع الأمهر”  ) والذي  ــ أي عزرا باوند ــ مجّد النازية و دافع عن جرائمها ضد الإنسانية ، و بسبب ذلك   حُكم  عليه بعقوبة الحبس  لكذا سنة ، بعد اندحار النازية في أوروبا ، و ليس هذا فقط إنما قد نُبذ تماما   :

إذ إن الوسط الاجتماعي والثقافي  الأوروبي لم يكن مستعدا ليغفّر له ويسامحه على سقطته التاريخية  تلك …

ولكنهم فعلوا ذلك  وهو على قيد الحياة  وليس بعد رحيله ..

وهو نفس التعامل الذي كان  ينبغي أن يحدث مع سعدي يوسف

حينما كان حيا يرُزق و قلمه يصول و يجول كمشرط جبار و بتار ..  شتما ومسبة  يمينا و يسارا !..

علما إن سعدي يوسف قد سبذ حتى الموتى ، مثل  الشاعر عريان سيد خلف ، على سبيل المثال وليس الحصر ــ بعد وفاته بأيام   !!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here