خلال مراسم بالجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك .. مسرور بارزاني : جيل متعلم أفضل سلاح ضد التطرف

شارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء الأحد ، في مراسم حفل تخرج الدفعة الثالثة لطلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك ، كما ألقى كلمة في المناسبة عبّر فيها عن فخره بما حققه الخريجون، قائلاً إن جيلاً متعلماً أفضل سلاح ضد التطرف.

نص كلمة رئيس الحكومة :

سيداتي وسادتي ، مساء الخير

أود أن أرحب بالجميع في حفل تخرج طلبة الدفعة 2020 و2021، الذين حققوا إنجازات أكاديمية رفيعة بإصرارهم ومثابرتهم، وأنا فخور بأن أكون بينكم لأقدر عملكم الجاد وما حققتموه من إنجازات وتطلعكم للمستقبل.

أثمّن تجاوزكم التحديات العصيبة بسبب الجائحة وتبعاتها السلبية على تعليمكم فضلاً عن حياة أسركم وأصدقائكم. لقد أكملتم منذ، شباط 2020، دراساتكم الأكاديمية بضمنها المحاضرات والندوات والمسابقات والامتحانات عبر الإنترنت (أون لاين)، وأنا فخور بالجامعة الأمريكية في كوردستان لدعمها عملية الانتقال من التدريس الحضوري إلى التدريس عبر الإنترنت، باعتبارها نموذجاً للجامعات في جميع أنحاء كوردستان.

ومع ذلك، منح طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان تبرعات خيرية للأسر المتضررة من الوباء، وقدموا الطعام لقوات الأمن في دهوك خلال الإجراءات الوقائية، ودشنوا حملة “اقرأ للقيادة”. وتواصل التعلم التجريبي والقائم على المشاريع حيث شارك الطلبة في المؤتمرات العالمية عبر الإنترنت، وطوّروا روبوتاً مساعداً، وشرعوا في تحديات وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لدعم التدابير الوقائية لاحتواء تفشي وباء كورونا، وطوّروا مشاريع مثل تطبيقات “S.O.S Emergency” و “مُخطِط المصروفات”، و”تطبيق نظام حجز مكتبة الجامعة الأمريكية في كوردستان”، وهو برنامج لإدارة حجوزات المقاعد وأجهزة الكمبيوتر وأماكن الدراسة في المكتبة، كما استخدموا مهاراتهم وابتكاراتهم للانطلاق في الأعمال التجارية الناشئة. وترفيهياً فاز طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان بالمسابقات الرياضية الإقليمية وانضموا إلى المنتخب العراقي لكرة الصالات.

قبل سنوات، كنت أتخيل صرحاً من شأنه أن يكون نموذجاً في المنطقة، مكّرساً لتحسين جودة التعليم، وبالتالي جودة حياة الناس ورفاهيهم في المنطقة، فوجود تعليم عالي الجودة سيشكل قادة للمجتمعات المحلية والإقليمية وبناء الشخصية ودعم الاستعداد الوظيفي الطلبة، من خلال مركز أكاديمي وبحثي بارز للأمة والمنطقة.

حين كانت الجامعة الأمريكية في كوردستان قيد الإنشاء، كان إقليم كوردستان في حالة حرب مع تنظيم داعش في معارك على بعد 12 كيلومتراً فقط. ومع ذلك، وببسالة البيشمركة وقوات الأمن لدينا بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، استمر البناء وتم الانتهاء من مبنى مصطفى بارزاني في عام 2015.  إن جيلاً متعلماً أفضل سلاح ضد التطرف بكل أشكاله ومظاهره. لذلك، لم يكن هناك ما يمنع تدشين الجامعة، وكان الهدف هو أن تصبح منارة إقليمية للتسامح واحترام التنوع وتكافؤ الفرص للجميع بغض النظر عن العرق والدين والجنس.

على الرغم من التراجع الاقتصادي والصعوبات التي واجهت كوردستان والمنطقة ، بيد أن الجامعة ثابرت بعزم هيئة التدريس والموظفين والطلبة ودعم مجلس الأمناء ومؤسسة الجامعة الأمريكية في كوردستان، وبفضلها ومجلس إدارة المؤسسة، والدكتورة رانيا مجيد، قامت رئيسة المؤسسة بتمويل برامج المنح الدراسية المختلفة والمختبرات الحديثة وبناء السكن الطلابي (المهجع) في الحرم الجامعي ما جعلها تواصل مسيرة التقدم والازدهار.

كما أود أن أشكر رئيس إقليم كوردستان، كاك نيجيرفان بارزاني، على دعمه للتعليم في أنحاء كوردستان كافة.

لقد ركزت الجامعة الأمريكية في كوردستان على الاعتماد المؤسسي والبرامجي، ويرجع هذا المسعى جزئياً إلى منحة وزارة الخارجية الأمريكية حيث عقدت الجامعة الأمريكية في كوردستان شراكة مع ست جامعات في الولايات المتحدة لتقديم ضمان الجودة وأفضل الممارسات الدولية لضمان قدرة خريجي الجامعة الأمريكية على المنافسة في السوق العالمية، وإن التعاون بين الجامعة الأمريكية في كوردستان والولايات المتحدة أدى إلى تسريع تقدم الجامعة نحو الاعتراف العالمي، مما سيجعلها نموذجاً يحتذى به في كوردستان وخارجها. وأشكر الدكتور راندال رودس، رئيس الجامعة الأمريكية في كوردستان على قيادته خلال حقبة كورونا، وأتطلع إلى العديد من المبادرات الجديدة المخطط لها في قادم السنين.

إن حكومة إقليم كوردستان مكّرسة اليوم لبرنامج التنويع الاقتصادي والنهوض بالقطاع الخاص، وبينما نفخر بإنجازاتنا في صناعة النفط نتطلع إلى تطوير قطاع الغاز، مدركين بأن الطاقة لا يمكن أن تكون، ولا يجب أن تكون، المصدر الأساسي لإيرادات أمتنا.

كما استثمرت حكومة إقليم كوردستان في مشاريع إستراتيجية ودخلت في شراكة مع شركات رائدة لتطوير القطاعات الرئيسية وزيادة فرص العمل. ولقد وضعتُ مؤخراً الحجر الأساس لمشروع تسويق القمح في أربيل والسليمانية والذي سيشمل إنتاج الدقيق وصوامع الحبوب (السايلوهات) ومركزاً للبحث والتطوير.

سنقوم بإنجاز مشاريع مماثلة في دهوك وحلبجة، وقبل أيام قلائل أرسيتُ الحجر الأساس لمصنع آخر لأصابع البطاطا في محافظة دهوك وسيوفر آلاف فرص العمل . وقمنا بافتتاح أكبر مصنع للحديد والصلب في البلاد، والذي سينتج معادن وحديداً بجودة عالية وفق المعايير العالمية وسيوفر أكثر من 1000 فرصة عمل، وافتتحنا في دهوك مشروع (تلفريك جبل زاوا السياحي) الذي لا يعرض المناظر الطبيعية لكوردستان فحسب ، بل سيوفر فرص عمل جديدة.

لقد استثمرت حكومة إقليم كوردستان بشكل كبير في مشاريع البنية التحتية العملاقة، ولا سيما الطرق السريعة والأنفاق في أنحاء إقليم كوردستان. وقد حققت حكومة إقليم كوردستان أيضاً إنجازات في برنامج الإصلاح وتعزيز القطاع العام وإزالة العقبات البيروقراطية ورقمنة الأعمال الحكومية.

في ضوء هذه الأولويات الوطنية.. أنتم، كخريجين، بحاجة إلى استخدام مواهبكم ومهاراتكم وإدراككم لتحمل مسؤوليتكم لقيادة هذه الأمة في العقود المقبلة. إن الجامعة الأمريكية في كوردستان سعت إلى تحقيق التميز في التعليم وقدمت لكم التدريب الأكاديمي لتطوير نظامكم الانضباطي والمهارات الشخصية. والأهم من ذلك، خلال مسيرتكم الأكاديمية داخل الجامعة الأمريكية في كوردستان، تم تعزيز شعوركم بالمسؤولية والأخلاق الاجتماعية وهي جزء لا يتجزأ من رؤيتي لكوردستان باعتبارها نموذجاً للديمقراطية والعدالة في الشرق الأوسط. إن شهادة الجامعة الأمريكية في كوردستان تحمل في طياتها مسؤولية وواجباً يحتم عليك أن تحب أمتك وأن تساهم في تحسينها.

إن البرامج الأكاديمية الحالية وشهادة البكالوريوس الجديدة في علوم التمريض، لا تعكس معايير الاعتماد الدولية فحسب، بل تم تصميمها لتتوافق مع حاجة القوى العاملة، إذ أنشأت كليات الجامعة لجاناً استشارية لتلقي ملاحظات حول تطوير البرنامج، ولا سيما تقديم المزيد من التدريب الداخلي وتسهيل انتقال الطلبة من الجامعة إلى مهنهم.

ثمة مبادئ للعيش وهي:

  • اخدم أمتك بأي قدر ممكن
  • عش واعمل مع المجتمعات الدينية والإثنية بانسجام
  • احترم التنوعات والاختلافات العديدة في مجتمعنا
  • حافظ على بيئة كوردستان واعمل على تحقيق الاستدامة البيئية

مرة أخرى أيها الخريجون الأعزاء،

أهنئكم على هذا الإنجاز العظيم، وأشكركم جميعاً على حضوركم هذا الحفل وشكراً لقوات البيشمركة وأجهزتنا الأمنية التي تسمح لنا، ببسالتها وتضحياتها، بإقامة مناسبات سعيدة كهذه. ولكن أيضاً، استمروا في التعلم والرقي، فالتعليم لا ينتهي عند درجة البكالوريوس، بل إنه عملية مدى الحياة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here