دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي الأستاذ مصطفى الكاظمي المحترم

دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي الأستاذ مصطفى الكاظمي المحترم

تحية طيبة

شكراً لمشاعركم الطيبة التي عبرتم عنها بمناسبة رحيل الشاعرة لميعة عباس عمارة نخلة العراق الباسقة الى عالم الخلود ، التي تركت ( ظلالاً وارفة من بديع الشعر، وإسهاما لا ينسى في الثقافة العراقية ستذكره الأجيال المتعاقبة بفخر واعتزاز وتبجيل ،

السيدة لميعة عباس عمارة قمّة شاهقة من قمم الشعر العراقي المعاصر، ومنجزاً يفتخر به العراق والشعب العراقي من بين عناوينه الثقافية الخالدة، التي شيّدت مكانة العراق البارزة في الثقافة العربية وموروثها الثر) .

انا حينما اتكلم ، اتكلم بصفتي الخاصة وابنُ خالها الشيخ دخيل الشيخ عيدان الرئيس الاسبق لطائفة الصابئة المندائيين ، واحد ابناء الطائفة .

مرت على الشاعرة لميعة عباس عمارة (نخلة ميسان ) اكثر من خمسة عقود في منفاها، والتي تمثل الفترة ما يقارب من نصف عمرها ، وبقت زاهية مخضرّة تُعطي للعراق والعراقيين احلى واطيب عسل التمر في شعرها وحبها لبغداد والعراق ، وكانت خير مثالاً للمرأة العراقية والمندائية ، ورغم معاناتها في الغربة بقيت قصائدها تتغزل بالوطن والحب والجمال والسلام والحنين لدجلة والفرات ونخيل العراق .

لميعة عباس عمارة ( بنت ميسان ) كانت احدى القدّوات اللواتي ساهمن بتشجيع المرأة العراقية على دخول الميادين المختلفة وتشارك شقيقها الرجل بنهضة وبناء العراق .

بهذه المشاعر والاحاسيس جميع الصابئة المندائيين في العالم يشاركون ابنتهم لميعة عباس عمارة (نخلة ميسان الشامخة) الذين لم يبقى منهم الا القليل جداً متشبثين بوطنهم ودجلتهم وفراتهم وطقوسهم الدينية ، ومهما توفرت متطلبات الطقوس الدينية في المنافي ، الا انها لم تلامس الجانب الروحي عند تعميدنا بمياه دجلة والفرات التي حرمنّا منها مجبورين .

اطلب طلباً من سيادتكم وكما اشرتم اليه في رسالة التعزية الى عائلة الشاعرة لميعة عباس عمارة وقد تشاركني به العائلة الكريمة وكل ابناء الصابئة المندائيين اينما كانوا

ان تحافظوا على هذه الطائفة وتاريخها وارثها العريق الذي يمتد الى الثقافات الاولى من الحضارة الانسانية والتوحيد ، وتوجهون خطابكم الى المراجع الدينية لتعزيزخطابها الديني للمحافظة على ابناء هذه الطائفة ونشر روح المحبة والتاخي والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي على اساس المواطنة والحقوق والمساواة بين ابناء العراق ، بعيداً عن الحقد والكراهية والتهميش من اجل نشر رسالة الانسانية .

اكرر شكري وتقديري لسيادتكم واتمنى لكم التوفيق في مساعيكم الطيبة لخدمة العراق

المخلص

الصابئي المندائي

عبد الحميد الشيخ دخيل الشيخ عيدان

ستوكهولم السويد [email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here