متلازمة الجهل والتطرف

فارس حامد عبد الكريم

الجهل والتطرف متلازمتان لاتفارقان بعضهما في الغالب الأعم.

فالجاهل إذا لبس لباس التدين تطرف اقصى تطرف، وإذا فسق انحرف الى حد الإنغماس

وإذا أُقحم في عقيدةً سياسية ما تلبس لباس الثورية بلا وعي وأضحى أما  قاتلاً محترفاً او فاسداً بلا حدود … 

والجاهل حتى في حبه او كرهه هو  متطرف فاما ان يعشق لدرجة الجنون او يكره لدرجة الحقد الدفين

والجاهل يعتقد إعتقاداً جازماً لا رجعة فيه  بأنه اثقف الناس وأكثرهم عدلاً وإن ضحاياه هم دائماً خونة ومارقين ولوكانوا بالآلاف من الناس.

وعادة ما تكون حاشية الجاهل اذا تولى امراً عاماً من أراذل الناس وأكثرهم انتهازية وهم على أهبة الإستعداد دوماًلمكافحة كل مثقف وغيور على وطنه.  

والتاريخ القديم والحديث يزخر بالأمثلة فالحجاج الذي تحول فجأة من شرطي بسيط الى والي العراق وحكمه بالحديدوالنار  كان يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه يحقق العدل الذي يمثله الخليفة وكان يؤدي الفرائض على اتم وجه كما يعتقد.

وتاريخ المنطقة والعراق الحديث يرزخ بأمثلة عديدة عن جهلة تولوا زمام الأمور العامة فكان تطرفهم وتعصبهم الأعمىسبباً في إزهاق ارواح الآلاف من خيرة شباب العراق وتبديد الأموال العامة على من لا يستحقها وتخريب البنية التحتيةفضلاً عن النكوص الحضاري بعد ان تحول العراق من دولة نامية متسارعة التطور الى دولة خربة حتى قيل بحق انماضينا كان أجمل من  حاضرنا.

أن الجهل والتطرف كانا ولايزالان يحكمان واقعنا ومشهدنا السياسي  والإجتماعي وكانتا سبباً لعصور  مظلمة ما انيفيق الشعب منها حتى يقع في أخرى أشد وقعاً وظلمة.

وأني لسعيد جداً ان ارى اليوم كثيراً من مثقفينا النبلاء الوطنيين وهم يتصدون بقوة لمظاهر الجهل والتخلف رغم كلمظاهر الإنتقام والقسوة

وقد قيل (ان مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here