هل الآخرون أجدر منا في الدفاع عن قضايانا؟

هل الآخرون أجدر منا في الدفاع عن قضايانا؟
برفسور عبودي جواد حسن
العراق
من مفارقات الحياة على هذا الكوكب ان ترى اناس من دعاة حقوق الانسان يدافعون عن اناس من جلدة اخرى مختلفة تماما عن ابناء جلدتهم :دينا وعرقا وقومية…الخ اي يدافعون ويتبنون قضايا لاتهم جلدتهم بل تهم الانسانية جمعاء. والغريب والمؤلم ان الضحايا يعانون امام مرأى ومسمع العالم كله والذي ينقل اخبار ومعلومات هذه الاحداث المأساوية والمؤلمة هو اعلام لايمت بصلة الى الضحايا بينما الاعلام الاخر لا ولع له سوى الفن والرياضة والطائفية ومعاداة ومهاجمة اخوانهم من الخصوم ونشر الغسيل القذر وعدم لفت الانظار الى معاناة هؤلاء المساكين. اين اؤلئك الذين يتمشدقون بالاسلام والعروبة ويدعون انهم يحملون راية الاسلام وهم يرون المسلمين من الروهينغا يهجرون من مينيمار(بورما سابقا) أو يرون معاناة المسلمين في الصين او مأسي السورين في داخل بلدهم وخارجه اثناء الهجرة والنزوح.
ليس هناك فقط نفس ديني فيما اقول فالسوريون عربا بعضهم مسلمون والبعض الاخرمن المسيحيين. اما ما تبقى من الضحايا فمعظهم من المسلمين. والمدافعون هم من انتماءات اخرى. اديانهم من غير الديانة الاسلامية في الغالب ومن قوميات مختلفة والاهتمامات العربية والاسلامية في هذه الماسي والكوارث تكاد ان تكون صفرا.
هذا ليس دفاعا عن الغرب وليس شعورا بعقدة الدونية( inferiority complex) كما يحلو للبعض ان يسميه وانما دعوة الى الالتفات الى نقاط الضعف ولنقل لاهلنا وللعالم اننا لن ننسى هؤلاء المظلومين ونحن اولى بهم من غيرنا.
والملاحظ ايضا ان الاعلام العربي لاهم له سوى التركيز على اسباب الحدث والقاء اللوم على الاخرين فيما معظم الاعلام غير العربي يركز على النتيجة وما آ لى اليه الوضع وليس السبب.
في الصين هناك اقلية مسلمة نسيبا (120 مليون او ما يقرب من ذلك)بدأت السلطات هنك محاولة دمجهم قسريا في المجتمع الصيني البوذي بشكل سري بادخال برامج لغسل الادمغة( Brain Wash) والادعاء بتوفير فرص عمل لهم وذلك بتعريضهم لثقافة غير ثقافتهم بحجة الدمج في المجتمع الصيني والتخلي عن كل قيمهم واعرافهم وعاداتهم والتخلي تدريجيا او كلياعن دينهم ومنعت السلطات هناك وسائل الاعلام من الوصول او الاتصال بهم ولكن الاعلام الغربي ممثلا بشبكة البي بي سي التي استطاعت مشكورة بفضح هذه الجرائم دون ان يحرك الاعلام العربي ساكنا مكتفيا بنقل الاخبار والمعلومات عن البي بي سي.
ومما يزيد الطين بلة هو المواقف العربية الرسمية المتخاذلة التي لم تستطع الوقوف بوجه الحكومة الصينية والتصدي لكل محاولات هذه الحكومة المركزية التي تمارس الضغط على حرية الفرد علنا وبكل وقاحة ومنع الافراد من ممارسة كل ما يتعلق بثقافتهم وخصوصياتهم بحجة دمجهم في المجتمع. لم نر لحد الان اية دولة عربية او مسلمة ترفع الورقة الحمراء بوجه السلطات الصينية وهذه هي الطامة الكبرى.
والمثال الاخر هو تهجير المسلمين في مينمار وحرق ديارهم بحجج مختلفة ونزوح اعداد كبير منهم الى بنغلاديش البلد المسلم الفقير الذي ليس بامكانه استيعاب هذه الاعداد من المسلمين وليس بامكانه تقديم الرعاية والعون لهم. والادهى ان ذلك يتم ذلك في عهد (أون سان سو تشي)الفائزة بجائزة نوبل للسلام. ومرة اخرى اعلام الغرب يسلط الاضواء على هذه المأساة ويخترق الحواجز دون الاعلام العربي او المسلم. ومرة اخرى ايضا نرى التخاذل الرسمي من طرف المتشدقين باسم الاسلام والمسلمين وحامي الحما.
الم تكن هذه الكوارث والمأسي تهم الفرد العربي والمسلم؟ والغريب انها اصبحت تهم غيره اكثر وتجعل هذه العربي او المسلم منغمسا في الملذات واللهو وتعدد الزيجات.
ما اردنا قوله هو ان الغفلة او الاستغافل والابتلاء بالملذات وضعف ايماننا بمبادئنا وديننا والتباهي بالمقتنيات جعلنا ننسى معاناة الانسان ونجعل غيرنا مشكورين يدافعون عن قضايانا وقضايا المظلومين من ابناء جلدتنا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here