تهديدات فصائل مسلحة تربك التحقيقات بمقتل الوزني وأمن كربلاء يخشى خيمة أم الشهيد !

بغداد/ تميم الحسن

تسببت “تهديدات” من فصائل مسلحة في كربلاء بتراجع الحماس في كشف ملابسات قضية مقتل الناشط ايهاب الوزني، فيما تضاربت الأنباء حول محاولة اغتيال مرشح لحزب منشق عن “الدعوة” في المدينة. ولليوم الثاني تمنع القوات الامنية عائلة الوزني، الذي اغتاله مجهولون وسط كربلاء قبل أكثـر من شهر، من الاعتصام امام القضاء لمعرفة الجهات التي قامت باغتيال الناشط، في وقت اختفى فيه اغلب المسؤولين في المدينة عن صورة الاحداث.

وكان قد تسبب الضغط الشعبي على خلفية قضية اغتيال الناشط الكربلائي، وتهديدات المتظاهرين بإقالة قادة امنيين واعضاء في الحكومة المحلية لكربلاء، في اهتمام المسؤولين بالحدث والذي انتهى باعتقال القيادي في الحشد قاسم مصلح، الذي ربط توقيت اعتقاله بحادث مقتل الوزني. يقول علي الكربلائي، وهو اسم مستعار لناشط في كربلاء باتصال مع (المدى) إنه “بعد إطلاق سراح مصلح اختفى المحافظ وقائد الشرطة وبقية المسؤولين عن الصورة ولم يعودوا يخرجون للإعلام”.

وجرت مراسيم احتفال واسعة في 9 حزيران الحالي، داخل العتبة الحسينة في كربلاء عقب ساعات فقط من إطلاق سراح قائد عمليات الانبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بعد اسبوعين من اعتقاله على خلفية اتهامات بقتل ناشطين في كربلاء. ويرى الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه الصريح خوفا من الملاحقة، ان ذلك الامر “مرتبط بنفوذ مصلح والفصائل المسلحة في الدولة وتأثيرها على القرار السياسي والامني”، مضيفا: “اعتقد الجميع ان مصلح لن يخرج من المعتقل ولذلك تشجع المسؤولون للتصريح حول حادث اغتيال الوزني”. وكان محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي، أعلن الشهر الماضي، تشكيل لجنتين تحقيقيتين لمعرفة الجهات التي اغتالت الناشطين في المحافظة، إحداهما بأمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قبل ان يتوقف المحافظ عن التصريحات. وفي اجتماعات الخطابي مع الناشطين، بحسب مانقل الى (المدى) فان الاخير وعد بتقديم “المتهم” في قضية الوزني “مهما كلف الامر”، وتعهد المحافظ بانه لو فشل فانه سيقوم بترك كربلاء ونقل منزله الى مدينة اخرى.

أربعينية الوزني

وأحدث اغتيال الوزني، وهو مرشح سابق للانتخابات ومن قيادات الاحتجاج الشعبي في كربلاء، الى انطلاق تظاهرات كبيرة في بغداد يوم 25 ايار الماضي، وانتهاءً بمقتل متظاهرين اثنين واصابة العشرات. وعلى اثر ذلك قرر عدد من الاحزاب مقاطعة الانتخابات، فيما فاجأت السلطات الجميع باعتقال قاسم مصلح، دون ان توجه له اتهامات او تعرضها على الرأي العام، فيما ثار غضب قادة الحشد الشعبي على اعتقال الاخير، قبل ان يقوم القضاء بإطلاق سراحه “لعدم كفاية الادلة”. وكانت عائلة الوزني قد منحت الحكومة حتى أربعينية الناشط (التي حلت امس) لكشف من يقف وراء حادث اغتياله، فيما تمنع القوات الامنية منذ يومين والدة واشقاء الضحية من الاعتصام امام القضاء. وامس رفعت القوات الامنية امام القضاء في كربلاء “خيمة سفرات” صغيرة، حاولت والدة الوزني نصبها احتجاجا على تعطل التحقيقات، بعد ان فشلت الاخيرة مع متظاهرين الاحد الماضي، في نصب خيمة كبيرة. وكانت والدة الوزني، قد طلبت من المتظاهرين الذهاب لوحدها الى القضاء، بعد ان كادت المحاولة الاولى للاعتصام ان تؤدي الى احتكاك بين المتظاهرين والقوات الامنية المنتشرة بكثافة امام القضاء في كربلاء.

ويقول علي الكربلائي ان الزخم الشعبي تراجع في كربلاء حول الضغط على السلطات لمعرفة قاتل الوزني “لان الفصائل المسلحة – لم يحدد اسماءها- بدأت تهدد كل من يتحدث بهذه القضية”.

وكانت ثلاث دعاوى رفعت امام القضاء تدين قاسم مصلح، باغتيال الوزني، وفاهم الطائي (اغتيل قبل عامين)، ومحاولة اغتيال ثالثة فاشلة لناشط في كربلاء عبر وضع عبوة ناسفة في سيارته.

في غضون ذلك اشار ضياء هندي، وهو ناشط آخر في كربلاء الى وجود “امر مريب” في التحقيقات بشأن قضية اغتيال ايهاب الوزني. وقال هندي في اتصال مع (المدى) ان “شقيق الوزني وهو محام ومعه محام آخر يحاولون منذ ايام معرفة اين وصلت التحقيقات بقضية الاغتيال، لكن السلطات في كربلاء تمتنع عن الاجابة”. ويوم الأحد الماضي، وجهت والدة الناشط إيهاب الوزني، رسالة لمحاكمة من يقف وراء اغتياله لوسائل الاعلام، وقالت “ندعو للقصاص من قاتل ولدي”. كما تابعت “أريد أن أرى قاتل ولدي يحاكم أمام الرأي العام”، مضيفة “أريد من العشائر أن يأخذوا بحق ولدي”.

اغتيال مرشح للانتخابات

في كربلاء

وتخضع كربلاء الى اجراءات امنية مشددة بسبب حساسيتها الدينية لوجود العتبات الشيعية، فيما يعتبر تكرار عمليات الاغتيال غير مفهوم وسط تلك التشديدات. يقول محمد الطالقاني وهو مرشح ضمن تحالف جديد في كربلاء لـ(المدى) إن “حوادث الاغتيال او العنف ستربك الانتخابات وتحد من حرية الناخب والمرشح”. ومساء الاحد تعرض عمار الربيعي، وهو مرشح عن الحزب المدني بزعامة النائب حمد الياسري الى محاولة اغتيال فاشلة وسط كربلاء.

ونفت شرطة المحافظة بعد نحو 12 ساعة من الحادث حدوث الاغتيال، فيما قالت ان الامر مجرد “مشاجرة”.

لكن الربيعي كان قد خرج في مقطع فيديو اثناء وجوده في المستشفى، ونفى ان يكون له اعداء، كما المح بان الحادث هو اغتيال. وقال الربيعي وكان مستلقيا على سرير المستشفى، بان “شخصا كان يلاحقني وحين اوقفت سيارتي ونزلت لأسأله ماذا تريد؟ فأجابني بانه مكلف بقتلي”. واضاف المرشح عن الحزب المدني الذي انشق عن دولة القانون (بزعامة نوري المالكي امين عام حزب الدعوة الاسلامية) في 2018: “سألته من ارسلك لقتلي؟ لكنه اخرج مسدسه وضربني وبعدها سقطت على الارض”. ونفى الربيعي الذي قال بانه صحفي، ان تكون لديه عداوة مع اي جهة، مؤكدا بانه “محبوب من اغلب سكان كربلاء”.

وكان بيان شرطة كربلاء قال بأنه “انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر كاذب وغير صحيح مفاده محاولة اغتيال في حي ملحق الفارس”.

وأوضحت أن ما حصل هو “مشاجرة بين شخصين أدت إلى إصابتهما بجروح طفيفة نتيجة لاستخدام السلاح الناري وهما أولاد عم وبينهما خلافات بسبب مبالغ مالية وليس محاولة اغتيال كما روجت لها بعض المواقع الإلكترونية”.

ودعت مديرية شرطة كربلاء في الوقت نفسه المواطنين الى ضرورة عدم الانخداع بهذه الشائعات التي تحاول زعزعة الامن والاستقرار في المحافظة.

وان صحت محاولة الاغتيال فهي الخامسة المتعلقة بالانتخابات، بعد مقتل مرشح تحالف “عزم” بقيادة خميس الخنجر، هاشم المشهداني في الطارمية شمالي بغداد في ايار الماضي، ومحاولتين فاشلتين سابقتين لمرشحين في ديالى احداهما لمرشحة من “عزم” ايضا، وقبلهما مقتل مدير حملة النائب رعد الدهلكي في ديالى ايضا. وفي الاطار ذاته دعا الطالقاني وهو مرشح تحالف “تصميم” في كربلاء، الى “تدخل الحكومة الاتحادية في قضايا الاغتيالات التي تجري في المحافظات”.

واضاف الطالقاني :”محاولات الاغتيال في زمن الانتخابات ستبعد المرشح عن الجمهور، كما ان اجواء المنافسة لن تكون عادلة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here