داعش يهاجم قرى ناحية العظيم وسط تعطل الكاميرات الحرارية

بغداد/ تميم الحسن

يتبادل سكان قرية في غربي ديالى منذ يومين الواجبات لحماية المنطقة بعد هجوم نفذه “داعش” على المنطقة وتسبب بمقتل وجرح 7 اشخاص بينهم امرأة. وتأخرت القوات الامنية لوقت طويل حتى استطاع التنظيم تهديم احد المنازل والهروب، حيث استمرت المواجهات بين الاهالي و”داعش” اكثر من ساعة.

وتتكرر الهجمات على قرى محاذية لمحافظة صلاح الدين منطلقة من بلدة اعلن عن تحريرها من “داعش” عدة مرات، مستغلا (التنظيم) وجود قرى فارغة في طريق التسلل الى ديالى.

ويستهدف “داعش” في العادة، عشائر وشخصيات متعاونة مع القوات الامنية في المناطق التي كانت تحت سيطرته. وهو اسلوب “انتقام” بدأ التنظيم تنفيذه منذ اكثر من عام على تلك الاطراف التي يُطلِق على ساكنيها اسم “المرتدين” ويفرض عليهم احكام الاعدام.

كيف حدث الهجوم ؟

بحسب مصادر في ديالى فان مسلحين يقدر عددهم بأقل من 10 اشخاص، هاجموا قرية البو بكر التابعة لناحية العظيم في قضاء الخالص شمال غربي ديالى، بين الساعة 8 والتاسعة من مساء الاثنين.

وتقول المصادر وشهود عيان من القرية تواصلت معهم (المدى) إن “المسلحين استخدموا العبوات وقذائف (آربي جي) ونشر عدة قناصين، مستهدفين شيوخ العشائر في القرية”.

مع سماع اطلاق الرصاص خرج جميع رجال القرية مع اسلحتهم، واستمرت المواجهات نحو ساعة ونصف الساعة.

يقول عبد الجبار العبيدي وهو مدير ناحية العظيم لـ(المدى) ان “داعش دمر منزل الشيخ احمد محمود الدلو بالعبوات بعد انسحابه”.

استغرق ظهور “داعش” في قلب القرية ثواني فقط، حيث تطل “البو بكر” على وديان ما يجعل ظهور التنظيم سريعا دون المرور بالقوات الامنية التي كانت تبعد عشرات الامتار فقط.

ويؤكد العبيدي ان منزل الدلو كان “اول بيت قريب من الوادي، حيث قتل المسلحون صاحب المنزل وزوجته، ثم نشروا القناصة فوق سطح المنزل”.

بعد مواجهات بين المسلحين وابناء القرية التي تبعد نحو 13 كم عن الشارع العام، اضطر “داعش” الى الانسحاب، وحينها فجر منزل الدلو بالعبوات الناسفة.

وأسفر الهجوم عن مقتل شخص آخر من سكان القرية الى جانب الرجل وزوجته، وهو فاضل شاكر محمود، كما جرح دحام المانع، والشقيقان يوسف لطيف الدلو، واحمد لطيف الدلو.

أجهزة مخترقة

وتكشف تلك الهجمات التي تستهدف “اصدقاء الجيش” او الحكومة، وجود اختراق للأجهزة الامنية من قبل “داعش”.

وتقول مصادر امنية في ديالى لـ(المدى) ان التنظيم “لديه معلومات عن أسماء المصادر التي تتعاون مع القوات الامنية، وكذلك عن اوقات وتحركات القطعات”.

ويعد الهجوم الاخير هو الرابع الذي يستهدف قرى تقع على نهر العظيم الفاصل بين ديالى وصلاح الدين، خلال العام الحالي. وكانت هجمات مماثلة استهدفت قرى ام الكرامي، وتسببت بمقتل 3 وجرح 7 من الاهالي، وقرى البطرات، ثم الهيتاويين التي ذهب ضحيتها 4 قتلى.

هذه الهجمات تأتي عبر متسللين من صلاح الدين، وتحديدا من مطيبيجة وهي منطقة تقع أسفل جبل حمرين وتضم عدة من القرى المهجورة.

وجمعت مطيبيجة خلال سيطرة “داعش” على صلاح الدين، 5 ولايات داعشية هي: ولاية ديالى، كركوك، صلاح الدين، دجلة، بالإضافة الى ولاية الجبل. مثلت تلك المناطق خطراً مستمراً على المحافظتين اضافة الى كركوك، ومطيبيجة أعلن أنها تحررت 5 مرات، آخرها كان في كانون الاول 2017.

قرى فارغة

لكن مدير ناحية العظيم يضيف اسبابا اخرى على تكرار الهجمات، ويقول :”هناك 17 قرية فارغة بين حدود ديالى وصلاح الدين، وهذه القرى اصبحت ملاذا للمسلحين”.

ويقف “فيتو” بعض الفصائل المسلحة امام عودة السكان. ويضيف العبيدي :”لم يسمح للسكان بالعودة ولم تملأ تلك القرى بالقوات الامنية”.

يتوقع العبيدي ان تستمر الهجمات في العظيم، ويؤكد ان “كل قرى حوض العظيم مهددة”، لذلك يقوم ابناء القرى بحماية مناطقهم، كما يجري منذ يومين في قريبة البو بكر.

يقول احد منتسبي الحشد العشائري في القرية لـ(المدى) إنهم “يقومون على حماية القرية منذ خمس سنوات ولكن من دون رواتب”.

المنتسب الذي طلب عدم نشر اسمه اكد انهم “يستخدمون اسلحتهم الشخصية كما تتبرع بعض الشخصيات بالذخيرة”، فيما لم يتسلموا من الحكومة اية اسلحة او عجلات منذ سنوات.

بدوره كشف خضر العبيدي، وهو مسؤول سابق ومرشح للانتخابات المقبلة في ديالى باتصال مع (المدى)، عن “تعطل كاميرات المراقبة في العظيم منذ فترة”.

واضاف العبيدي، وهو عضو سابق في مجلس المحافظة ان “داعش يهاجم في اغلب الاحيان الكاميرات الحرارية الموجودة في وادي العظيم، واصلاحها يتطلب وقتا طويلا ولا تعود للخدمة سريعا”.

وقبل يومين فقط من الهجوم على القرية، كان “داعش” قد اعلن عبر منصاته الرقيمة، استهداف عجلة عسكرية في العظيم.

وقال التنظيم انه أعطب “عربة (همر) للجيش العراقي” إثر إستهدافها بالأسلحة الرشاشة في قرية (البو جمعة) بأطراف الناحية.

وفي مطلع حزيران الحالي، اعلنت القيادة العسكرية عن تنفيذ حملة تمشيط في العظيم، واسفرت عن العثور على “20 عبوة ناسفة” محلية الصنع، و”3 خزانات سي فور”، اضافة الى زورق نهري.

ويقول خضر العبيدي وهو مرشح عن تحالف تصميم في الخالص ان “العظيم تحتاج الى اعادة نظر في نشر القوات، ودعم الحشد العشائري، وتنفيذ حملات تفتيش واسعة وأكثر دقة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here