دبابات إيرانية ومسيّرات .. الصراعات تهدد بإلغاء استعراض الحشد الشعبي

اشتعلت حدة الخلافات بين قيادات الحشد الشعبي بشأن الاستعراض العسكري المقرر إقامته خلال الأيام المقلبة، وذلك على خلفية تنازع بالآراء بين حشد العتبات وحشد الفصائل المقربة من إيران.

وكان من المقرر إقامة استعراض عسكري للحشد الشعبي تشارك فيه جميع تشكيلات الحشد بعد تصريحات وزير دفاع العراق جمعة عناد، الذي أكد فيه أن أسلحة الفصائل المسلحة لا تخيف الدولة والمؤسسة العسكرية.

وأثارت تصريحات وزير الدفاع ردة فعل غاضبة لدى قيادات في الحشد وشخصيات سياسية داعمة للحشد الشعبي، على خلفية التوتر الأمني الذي ساد العاصمة العراقية بغداد، عقب اعتقال القيادي في الحشد قاسم مصلح.

وأعتبر بعض هؤلاء، أن وزير الدفاع «قلل من دور الحشد الشعبي في عمليات تحرير المدن العراقية من قبّضة تنظيم داعش».

صحيفة سويسرية: استهداف الحشد الشعبي رسالة إسرائيلية لوقف تمدد إيران عبر  العراق

مصدر في حشد العتبات قال إن «قيادة الحشد لا ترغب بمشاركة الفصائل الموالية لإيران في الاستعراض العسكري المقرر إقامتة خلال الفترة المقبلة».

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ (باسنيوز)، أن «هيئة الحشد ترغب بمشاركة الجميع في الاستعراض، في حين رفضنا مشاركة الميليشات التابعة لإيران كونها لا تنصاع لأوامر الحكومة العراقية، مما أدى إلى تأجيل الاستعراض إلى حين حسم هذا الملف».

ولفت إلى أن «هنالك محاولات مستمرة من قادة الفصائل لإقناع حشد العتبات بالعدول عن رأيه والموافقة على مشاركة هذه الفصائل».

وتابع أن «حشد العتبات لن يشارك في الاستعراض في حال أصرت الميليشيات على المشاركة، وهو ما أثار خلافاً واسعاً بين قيادات الحشد، كانت نتيجته تأجيل الاستعراض».

الحشد الشعبي” بعد 26 أيار: “مشكلة” تؤرق “الشيعة” أيضاً المصدر: النهار  العربي_محمد السلطاني

خلافات على أسحلة الاستعراض

يشير المصدر أيضاً، إلى وجود خلافات أخرى تتعلق بنوع الأسلحة التي من المفترض استخدامها في الاستعراض، حيث يرى البعض ضرورة استخدام كافة الأسلحة التي يمتلكها الحشد بما فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ المصنعة في إيران، وكذلك الدبابات المطورة إيرانياً.

وبين أن «الطرف الآخر يرى أن إظهار هذه الأسلحة سيدخل الحشد الشعبي في دوامة من مشاكل لا تنتهي وعقوبات قد يتم فرضها من المجتمع الدولي».

وكانت تقارير أمريكية حذرت من شن الميليشيات الموالية لإيران في العراق هجمات على أهداف أمريكية باستخدام الطائرات المسيرة القادرة على التهرب من الأنظمة الدفاعية حول القواعد والمنشآت الأمريكية بسبب تحليقها على ارتفاع منخفض للغاية، بحيث يتعذر على الأنظمة الدفاعية التقاطها.

وذكرت صحيفة ‹نيويورك تايمز› أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق حصلت على أسلحة متطورة من بينها طائرات مسيرة.

وزاد القلق الأمريكي بحسب الصحيفة نتيجة لجوء الميليشيات إلى تنفيذ هجمات على المصالح الأمريكية بواسطة طائرات مسيرة.

استعراض عسكري في بغداد عشية تظاهرات الصدر - سياسة - أخبار - الإمارات اليوم

رئيسي يؤجج الاستعراض من جديد

ويرى مراقبون، أن فوز الرئيس الإيراني «المتشدد» إبراهيم رئيسي بالانتخابات سيزيد الحماس لإقامة الاستعراض كونه يشكل علامة فارقة لدى الفصائل المسلحة، حيث لاقى ترحيباً واسعاً لدى هذه المجموعات، وكذلك مع ورود أنباء عن قرب وصول وفد من الحرس الثوري الإيراني لحسم الخلافات والمشاركة بالإشراف على الاستعراض.

من جهته أكد العميد المتقاعد حميد العبيدي، أن الإستعدادات لهذا الاستعراض بدأت منذ أن صرح وزير الدفاع باستعداد الجيش العراقي لمواجهة أي اعتداء.

وقال العبيدي في تصريح  إن «الاستعراض يأتي في سياق استعراض القوة أمام المؤسسات العسكرية الأخرى، كذلك يأتي في سياق المفاوضات الجارية بين إيران والمجتمع الدولي بخصوص الاتفاق النووي، حيث أن الهدف منه إبراز قوة ورقة الحشد الشعبي والفصائل المسلحة في العراق بهذا الوقت».

وأضاف، أن «وصول رئيسي المتشدد إلى كرسي الرئاسة الإيرانية يعني صعوداً دراماتيكياً وقوياً للفصائل المسلحة في العراق، انطلاقاً من أن جميع الدوائر في إيران أصبحت مؤيده لها».

وتابع العبيدي، أن «مؤسسة الرئاسة السابقة في إيران ربما لا تتماهى مع توجهات الحشد الشعبي بشكل تام، لكن اليوم أصبحت مؤسسة الرئاسة والحرس الثوري ومجمل دوائر صنع القرار في طهران مؤيدة للحشد الشعبي والفصائل المسلحة، وتدعم جميع توجهاتها».

ولفت إلى أن «إقامة الاستعراض تعني استجابة الحشد السريعة لطهران ورئيسها الجديد الذي بدأ بإرسال الرسائل للأطراف السياسية العراقية الداخلية وكذلك الفصائل المسلحة بشأن طبيعة سياساتها وتوجهاتها وأفكارها فيما يتعلق بالملف العراقي».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here