العرب مياههم وبترولهم مباحة

العرب مياههم وبترولهم مباحة، نعيم الهاشمي الخفاجي

المياه في المنطقة العربية مهددة، لأسباب عديدة، سوء استخدام المياه، والتي تسبب نضوب الخزين المائي للمياه الجوفية في البلدان الصحراوية، أو في قيام الدول التي تنبع منها مصادر المياه في إقامة سدود مثل ما حدث ويحدث في تركيا وإثيوبيا في إقامة سدود لتقليل كميات المياه في دجلة والفرات والنيل.

تعيش الدول العربية تهديدا نتيجة تبديدها المياه مثل تبديدها للبترول، بل هناك دول عربية خليجية بدوية دفعت أموال لتركيا لإقامة سدود لمحاربة السوريين والعراقيين ومنعهم من الحصول على المياه التي تأتيهم من تركيا، بل مولوا إثيوبيا في بناء سدود نكاية في السودان ومصر.

ابتلينا نحن العرب في دول الخليج البدوية الوهابية البترولية فعلوا كل الموبقات لتدمير الشعوب العربية واضعافها.

توجد قوانين دولية لتقاسم المياه، تضمن عدم تضرر أي جانب.

تم حرق العراق وسوريا بالإرهاب لذلك استطاعت تركيا اقامة سدود واثرت على تقليل نسب المياه للعراق وسوريا، بل هناك ادوات عراقية وسورية تؤيد تركيا في تقليل نسبة المياه ولو الأمر في اياديهم لطلبوا من أردوغان قطع المياه عن سوريا والعراق بشكل نهائي لأسباب مذهبية وقومية بائسة.

هناك دول عربية كثيرة لا توجد في أراضيها انهر مثل تونس وليبيا وان وجدت فهي قليلة جدا، أما الأردن منبع مياهه لدى نتنياهو.

السعودية ودول الخليج لا يملكون انهر اعتمادهم على المياه الجوفية والأمطار ان وجدت.

الوضع العراقي بسبب كوني انا عراقي أقول و بمرارة رغم قيام حكومة اردوغان في اقامة سدود لتقليل حصة العراق المائية لكن لازالت الكميات التي تصلنا من تركيا كافية الى ارواء كل أراضي العراق، لو حسن استخدام المياه، دول أوروبا تستفيد من مياه الأمطار التي تذهب للمجاري تصب في خزانات يتم تصفية المياه للاستعمال، في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن وفي بقية المدن توجد أنابيب للصرف الصحي وفي جانبها أنابيب ينزل من خلال فتحات على طول الشوارع مياه الأمطار تذهب للخزانات لتصفيتها والاستفادة منها.

دول أوروبا تستفيد من مياه الأمطار، بل ويبيعون المياه على المواطن، شهريا انا ادفع مبلغ أكثر من مائة دولار للمياه الباردة والحارة، بالعراق لدينا البترول والمياه مهدورة بدون أي ضوابط، النرويج دولة بترولية، كل عائدات البترول تذهب لصندوق لخدمة الأجيال القادمة في اقامة مصانع ومعامل، اما بالعراق تصل عائدات البترول سنويا مائة مليار دولار سنويا أو أكثر تذهب لدفع مرتبات الدولة وللعسكر وللهبات …….الخ.

بينما المنطق والعقل يقول البترول هبة من الله يفترض استغلال أموال البترول في إقامة معامل ومصانع لخدمة المواطن العراقي ورفاهيته.

أكثر من ٩٥ بالمائة من مياهنا تذهب لشط العرب ومنه للخليج بدون الاستفادة منها، أحد العراقيين يقيم سابقا في الدنمارك حاليا في بريطانيا اسمه السيد فراس الحصونة من الناصرية كتب بحث ماجستير اسمه أزمة المياه بالعراق عام ٢٠٠٥ في جامعة كوبنهاكن وحصل السيد فراس الحصونة على كتاب شكر من جامعة كوبنهاكن على بحثه، اقترح السيد فراس الحصونة إقامة سد كبير شمال مدينة القرنة لقطع مياه دجلة بشكل نهائي، واقامة سد غرب القرنة لقطع نهر الفرات بشكل نهائي، حجز المياه في الاهوار العمارة والبصرة والناصرية، اقامة قناتين قناة غرب شط العرب تبدأ من القرنة تذهب للجنوب للبصرة وغرب ابو الخصيب نزولا لسيحان وناحية البحار للفاو، وقناة مائية شرق شط العرب تبدأ من منطقة مزيرعة في اتجاه شرق النشوة والتنومة الشلامجة.

واقترح السيد فراس الحصونة في امكانية ان نعطي حصة إيران من المياه العذبة من خلال حفر قناة يحفرها الجانب الايراني او مد انابيب ضخمة لاخذ حصتهم من المياه العذبة، وبذلك يمكن الاستفادة من المياه بشكل كامل للشعب العراقي والإيراني والتركي ولربما الزيادة لابأس نبيعها على دول الخليج مقابل اموال.

في تونس بكل مدينة أو قرية يتم وضع سدود محلية لحجز مياه الامطار ويتم سقي المزروعات من خلال أنابيب صغيرة ولله الحمد دولة تونس من البلدان المصدرة للتمور والخضروات والفواكه إلى أوروبا.

بالعراق المياه والبترول تهدر بشكل كبير وعدم الاستفادة للاسف لا من اموال البترول ولا من المياه مضاف لذلك استرخاص الدم العراقي وذلك من خلال التساهل مع القتلة و الذباحين وعدم تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

22.6.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here