سعدي يوسف [الشيوعي الأخير وداعاً]

حسن حاتم المذكور

الشاعر الكبير والشيوعي الأخير, واولهم في الكثير, يترجل عن صهوة القصيدة, كطائر حر يمتلك حق العودة الى الجنوب, لا نستطيع ان نودعه وربما لا نريد, نخاف الداكرة العراقية ان تعاتبنا, خذ وصايانا ايها الصديق, الى الأوائل وانت أخرهم, قل لهم, النعش لا زال على اكتافنا يعيق, لا نحن نعلن موته ولن يعود,  بين من هو شامت او محب خجول  أقول, ان سعدي يوسف لم يسيء الى احد او جماعة, لكنه كان يحترم الحقيقة العراقية, بكامل تفاصيلها المؤلمة, تحت وسادة موته الطائش, وجدوا قصيدته الأخيرة, مهرة تصهل دموعها, قالت: لا تلتفت يا رفيق الأرض, فالذي خلفك اسمال لافتة قديمة, وفائض ثرثرة وأسم من ورق, ما عليك وعلينا, ان نحمل ارواحنا, ذهاباً بلا اياب, الى سكينتها في الجنوب, حيث (مشراگة) الجيل الجديد, وهناك سيتناسل ارثك الثوري, وطنية وانسانية في مواهب, الجيل الأول لتشرين, وحده في الهناك, ارض تستيقظ وشعب “يريد وطن”.

23 / 06 / 2021

القصيدة الأخيرة للشوعي الأخير سعدي يوسف


يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء

حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات

” مامن بيت بنيناه يدوم ، والفراشة ما ان تخرج من شرنقتها حتى تموت “

بعد ايام يوارى الثرى

لندن اقرب لي من بيوت الطين في حمدان

معلقة على سعف النخيل

مازالت عذوقها محملة بالرطب

ومازال الفتى سعدي يقطع شارعها

المغبر في عز الظهيرة .

ماذا تريد ايها الأخضر وقد ذويت

الجزائر بحر لا تسعه السماوات

والبصرة سماء  اطبقت على اليم

لن ترتوي  بعد هذا النأي بماء شط العرب .

…………………………

في اول الليل زارني امرؤ القيس

وخلفه كان ريتسوس  يقرأ معلقة

قفا نبكي …

لماذا البكاء يا صاحبي  ؟

الفجر منطلق القصيدة

والذكريات جميلة

أمرها اجمل من ساعة منفى

وانا مثلكم

تائه ربما ، لكني اذكر علامات الطريق

قد نلتقي مرتين

مرة في القصيدة وأخرى عند مصب  النهر

هل ادرك السياب قنطرة  على نهر بويب

ام ظل في منتصف الطريق

يصحح آخر بيت من قصيدته

انت الغريب على الخليج يوما

وانا الغريب سنوات عمرك كلها يا بدر

هل نلتقي تحت السدر ام تحت النخيل ؟

قريبا سينبلج الفجر

وترحل روحي في هدوء

هل تسقط الراية الحمراء

ام تبقى يدي معلقة بها

ونرحل في سماء الفجر

آه يالوني المفضل

بغداد تمر بخاطري

حمراء هذا الفجر

مثل اليمامة ،

مذعورة ،  تحيط صغارها …

يكفي

فقد تعبت من لون الوسادة والشراشف

خلف الستائر ينتظر الأحد

هيا … هيا الى مرعى السماء .

 

سعدي يوسف شهاب

 

ليل السبت 12 حزيران

 

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here