وقفة إجلال لأم الشهيد أيهاب الوزني

وقفة إجلال لأم الشهيد أيهاب الوزني
شجاعتها الجسورة تمثل بحق الام العراقية الاصيلة , وقفت بشموخ تتحدى القتلة , الذين اغتالوا فلذة كبدها , وهي تشير بأصابع الاتهام في الاشتراك في جريمة القتل , الحكومة والأحزاب والبرلمان , الذين أصابهم الخرس والطرش والبكم والعمي , لم نسمع منهم حتى كلمة مواساة على الاقل تجبير الخوطر المفجوعة , وهي أم عراقية كبيرة السن ومريضة وتقف على اعصابها المكلومة , وتقف في قيظ الصيف مطالبة بحقها المغدور , حقاً كما تقول كلهم يشتركون في الجريمة القتل , لانهم يخافون من تهديد المليشيات الولائية , بقولها ( جبناء ….. ابو كاتم صاحبهم وهم يعرفونه ) هذه استغاثة أم ثكلى فجعت بأغتيال ابنها , من قاتل معروف للجميع بالاسم والعنوان والهوية . ووصل الحال بالغيرة والشرف عند هؤلاء مسؤولي الدولة العراقية الممزقة , بأنهم ليس لديهم استعداد لسماع شكوى أم مفجوعة . ومصيبة القضاء المسيس الذي يتحرك بأوامر هذه المليشيات اطلق سراحه بحجة , حتى المجانين يضحكون عليها , بعدم كفاية الادلة . نعم اطلق سراح المجرم بعد اقتحام هذه المليشيات الولائية بالسلاح الثقيل المنطقة الخضراء , ومحاصرة منزل السيد الكاظمي , الذي استغاث مذعوراً من الخوف بالدول المتنفذة في الشأن العراقي حتى ينقذوا حياته , وتدخلت أيران في مقايضة حياة السيد الكاظمي مقابل اطلاق سراح المجرم , الذي اتهم بمادة الإرهاب 4 . وخرج القاتل من المعتقل مرفوع الرأس , بينما السيد الكاظمي خرج من المعمعة , أو زوبعة في فنجان , مهزوماً مكسور الهيبة , مجللاً بالعار والهزيمة . هذا يدل بأن يد المليشيات أطول من يد الدولة المقطوعة . وهذا ما يفسر استهتار المليشيات بالغطرسة الدموية , بأنها اصبحت بحق ( فرق الموت ) تقتل وتغتال وتخطف العشرات من نشطاء الحراك الشعبي . دون اهتمام من اجهزة الدولة المدنية والعسكرية , ولكن مهازل القدر الاسود الذي وصل اليه العراق والعراقيين . بأن الاجهزة الامنية التي هربت كالجرذان عندما اقتحمت المليشيات المنطقة الخضراء ولم يدافعوا عن رئيسهم السيد الكاظمي , يبيعون العنتريات على امرأة كبيرة السن ومريضة بين الحياة والموت , في الاعتداء عليها وازالة خيمة الاعتصام الصغيرة بالقوة . هذه العنتريات لا تشرف أحداً , سوى وصفها : بأنها ولية الغمان . ويخافون من المليشيات أن يسمعوا جراح الأم المكلومة . ولكن الأم رغم تقدم العمر والوهن والمرض وقفت تصرخ بالمطالبة بحقها المغدور ( أين الحكومة من هذه الاغتيالات ؟ ….. أين الذين قتلوا هشام الهاشمي ؟ … هذه دولة مليشيات ) وقالت بأن ابنها الشهيد ( راح ضحية بالدفاع عن الوطن , ضد المليشيات الخطف والقتل التابعة الى أيران ) وأضافت بأن ابنها كان ( يحلم بوطن كما يريده جميع العراقيين ) وقالت بأنها لم تترك مسؤول إلا واتصلت بهم , ولكنهم جميعهم اصابهم الخرس والبكم .
ان ازالة خيمة الاعتصام للام المجروحة أجج مشاعر العراقيين من ذوي الضمائر الحية من الشرفاء بالغليان الشعبي بالتضامن مع هذه الأم الشجاعة , ولكن الاجهزة الامنية سارعت الى غلق المنافذ والمداخل لمحافظة كربلاء , بذريعة هزيلة ومضحكة , بأن هناك طوابير من السيارات تكدست عند نقاط السيطرات . ومجاميع كبيرة من الناس تريد دخول محافظة كربلاء تضامنا مع أم الشهيد . ان هذا الاغتيال كما الاغتيالات السابقة لا يمكن ان تمر بسلام , مهما حاولت المليشيات الولائية , لابد ان يعتدل ميزان العدل المقلوب , مثل القول المشهور الذي يقول ( لو دامت لغيرك ما وصلت أليك ) . ان الوطن مجروح ومقتول و مطعون بالسكاكين , كما قال الشاعر الراحل أحمد مطر :
وطني
طفلٌ كفيفٌ وضعيفٌ
كان يمشي آخر الليل
في حوزتهِ
ماء , وزيت , ورغيف
فرأهُ اللص وانهال بسكين عليه
توارى بعدما استولى على ما في يديه
وطني مازال ملقى مهملاً فوق الرصيف
غارقاً في سكرات الموت
والوالي هو السكين
والشعب نزيف !
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here