التدليس البعثي المفضوح ومؤيد عبد القادر نموذجا؟

التدليس البعثي المفضوح ومؤيد عبد القادر نموذجا؟

محمد مندلاوي

يقول المثل الشعبي: العادة التي بالبدن ما يغيرها غير الكفن. إن هذا المثل المتبلور، المستخلص من رحم حياة الناس اليومية ينطبق بحذافيره على الأخلاق الرديئة واللغة السوقية التي يستخدمها أزلام حزب البعث العنصري في أحاديثهم، التي هي أحاديث هلوسة نعاسية، أو في كتاباتهم الركيكة عن الآخرين أصحاب المواقف البطولية، أولئك الذين يعلون البعث وأزلامه… من قمم رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم رفعة وشرفاً وعزة وكرامة. من أين للبعث منظومة أخلاقية، إذا كل قياداته أصحاب سوابق وألقاب مبتذلة؟ رئيسهم صدام التكريتي يقال لقب في صباه بدوحي؟ لم يعمل يوماً واحداً في حياته لقد أعابه عليه محمد عايش في إحدى اجتماعات حزب البعث، وتحدث به في برنامجه (تلك الأيام) الدكتور حميد عبد الله. أضف لهذا، أنه – صدام حسين- كان شخصاً هارباً من خدمة العلم، الخدمة العسكرية، وهكذا بقية الشلة البعثية، الشرذمة البعثية أصحاب الألقاب المقززة التي كانت معه كخالد دونكي، حمودي الأقچم، علي ماما، كامل معلاگ، خالد طبرة، وهاب الأعور، قيس الجندي، كاظم باشا، فاضل جلعوط، حسين حبة، سامي الوادي، جاسم الأعور، طالب ابن ماهية، باسم المعيدي، محمد شعيطة الخ الخ الخ.
عزيزي القارئ الكريم،بعد تحرير العراق وجنوب كوردستان على أيدي الجيش الأمريكي من براثن حزب البعث المجرم، يأتي اليوم صاحب الكشك لبيع الجرائد المدعو مؤيد عبد القادر يحاول بشتى الطرق الملتوية وبأساليب بعثية باتت معروفة لدى الشارع العراقي والكوردستاني أن ينزه المجرم صدام حسين وزمرته البعثية عن تلك الجرائم البشعة التي قاموا بها ضد الشعب الكوردي الجريح في جنوب كوردستان والشريحة الشيعية في العراق، وذلك بسرده لكلام ملفق كله كذب في كذب، ليس له من الصحة شيء قط.
لمؤيد هذا، برنامج على الـ”يوتيوب” بعنوان “بصمة صوتية” الذي يسرح ويمرح فيه كيفما يشاء، ويسرد الكلم على عواهنه، وكأنه لا يشاهده أحد ما غير شلة البعث، فلذا لا يخطر بباله أن أحد يرد عليه ويفضحه ويضعه في المكان الذي يستحقه بجانب سيده صدام حسين في القائمة السوداء.
من الأشياء الكوردية التي يجهلها مؤيد عبد القادر أنه يقول: إن ملا مصطفى كان يسمي جلال طالباني بجله وإبراهيم أحمد ببله. أنه لا يعلم أن الكورد يصغرون الأسماء والكلمات تحبباً وليس تهكماً، وخاصة الأسماء الدخيلة عليهم ومنها الأسماء العربية التي وفدت إليهم مع الغزو العربي للعراق وكوردستان لأنها ليست لغتهم بل فرضت عليهم فرضا مع العقيدة الإسلامية بحد السيف، فلذا يقولون لمحمد حەمە، ولأحمد ئەحە، ولمصطفى مچە الخ. وفي سياق حديثه الماسخ يتهم مؤيد (جلال طالباني) بالعمالة للمخابرات العراقية، وكان يتلقى راتباً شهرياً من صدام حسين، ويستشهد بالبعثي الذي كان يعمل في مكتب صدام حسين الذي هو علي رضا باوه!! أن مؤيد عبد القادر يعد نفسه من مثقفي البعث، ويقول أن له مؤلفات عديدة، لكن ظهر هنا أنه غبياً ولا يتغابى، كأنه لا يعلم أن علي رضا شهادته مجروحة في هذا الموضوع لأنه بعثي وخصم لجلال طالباني ولا يجوز أن يستشهد به. ثم، حتى على مستوى الشخصي لا يجوز الاعتماد على أقوال علي رضا، لأنه خان شعبه الكوردي ووطنه كوردستان حين ارتضى لنفسه أن ينتمي لحزب عروبي عنصري شعاره المركزي “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” يا ترى كيف بمواطن كوردي يقبل على نفسه أن يرتبط مصيرياً بقومية أخرى وذلك من خلال حزب قومي عربي ليس له أية علاقة لا بشعبه الكوردي ولا بوطنه كوردستان؟؟!!. إن مؤيد عبد القادر كشراذم السياسة الشيعية التي تحكم العراق بعد عام 2003 يتهم كوردستان دون دليل بنهب ثروات العراق، مجرد تسطير كلام ليس إلا، الهدف منه تحريض الشارع العراقي ضد الشعب الكوردي الجريح في إقليم كوردستان، بينما العكس هو الصحيح، حيث أن السلطة العراقية منذ عام 2014 وإلى الآن نحن في عام 2021 لم تدفع مستحقات إقليم كوردستان التي هي 17% من ميزانية العراق، المخفض من قبل الأشياع إلى أقل من 13% . أضف لهذا، أن الكيان العراقي منذ تأسيسه على يد البريطانيين في القشلة وإلى الآن ينهب نفط كوردستان، وحتى الماء الذي يشربونه يأتيهم من كوردستان لأن العراق ليس فيه نهراً واحداً ينبع من داخل أراضيه؟؟ لكن هذه هي طبيعة الإنسان العربي ناكر الجميل ويرد الزين بالشين، أن هذه المثلبة تنفرد بها العرب دون سواهم، ويعضون اليد التي امتدت لهم في أيام المحن والسنين العجاف لمساعدتهم. في حديث تلفزيوني في ثمانينات القرن الماضي قال صدام حسين أن أجدادي حين اضطهدهم العثمانيون الأتراك هربوا إلى كوردستان واحتموا عند الكورد الطالبانيين. لكن ماذا فعل صدام حسين فيما بعد بالكورد حين صار على رأس السلطة في الكيان العراقي؟، لقد أمر بتعريب كركوك والمدن الكوردية الأخرى وتهجير الكورد منها واستيطان العرب فيها؟!، ولم يقف عند هذا الحد، ومن ثم ضربهم بالسلاح الكيماوي المحرم دولياً، وتمادى أكثر حين أمر بأنفلتهم وقتلهم بدم بارد ودفنهم في قبور جماعية في صحراء السماوة الخ الخ الخ، هل ينكر مؤيد عبد القادر هذه الجرائم البشعة التي أمر بتنفيذها سيده صدام حسين؟. وهكذا أشياع السلطة اليوم، حين اضطهدهم صدام حسين لجئوا إلى الحضن الكوردي في كوردستان، لكنهم الآن تناسوا كل شيء وصاروا يجرمون بحق الكورد كما أجرم قبلهم صدام حسين ضدهم. لقد دارت الأيام، وانقلبت الآية كما يقال، ولجأت السنة العرب وحداناً وزرافات إلى كوردستان هرباً من البطش شيعة السلطة لهم حتى وصلت أعدادهم إلى مليونين، كالعادة احتضنتهم كوردستان ووفرت لهم الأمن والأمان ولم تحاسبهم على ما اقترفوه في زمن حكم البعث البائد من جرائم ضد الشعب الكوردي المسالم، لكني أقوله بكل صراحة وبصوت عالي، لو سنحت لهؤلاء العرب السنة الفرصة وعادوا إلى دست السلطة في الكيان العراقي ثانية سينسون كل ما قدمه لهم الشعب الكوردي وقيادته وسرعان ما يقوموا بجرائمهم التي يندى لها الجبين ضد الشعب الكوردي المضياف. على أية حال،ثم يتهم مؤيد الاتحاد الوطني الكوردستاني بالعمالة لنقيضين هما إيران والصهيونية؟! ولا يتحدث عن مؤسس حزبه ذلك الذي يسميه العرب المسلمون بالأقلف؟ وهي تسمية تهكمية للمسيحي الذي لا يختن، وغير هذا، أن اسمه ميشيل (Michael) صيغة إنجليزية لميكائيل، ميخائيل العبري الـ(يهودي) تصور عزيزي القارئ، أن مؤيد يجهر بأعلى صوته بأنه قومي عروبي، لكنه يسير على خطى شخص لا اسمه عربي، ولا لسانه عربي (سرياني) ولا دينه عربي، على دين مؤيد الذي هو الإسلام، وميشيل هذا سارق لأفكار المؤرخ الإنجليزي (أرنولد توينبي) كما قال المفكر (حسن العلوي)، يا للعيب، أن مؤيد الذي له مؤلفات عديدة يتبع شخص سرق أفكار مفكر أوروبي (كافر)؟؟!!. وفي سياق حديثه يشكك مؤيد بالقصف الكيماوي الذي قام به الجيش العراقي المجرم على المدن والقرى الكوردستانية وفي مقدمتها مدينة حلبجة وذلك بأمر مباشر من رئيسه العاق صدام حسين، بينما وثائق نظام حزب البعث التي برزت في محاكمة جلاوزة البعث كصابر الدوري وحسين رشيد وسلطان هاشم ومن لف لفهم وعلى رأسهم الديكتاتور الدموي صدام حسين كشفت بما لا تقبل الشك أن صدام حسين هو الذي أمر جيشه المجرم بتنفيذ تلك الجريمة النكراء. وفي سياق أحاديث أيضاً وفي برنامجه المذكور يصف سكرتير الحزب الشيوعي العراقي المغدور (سلام عادل) بالمرحوم، وهذا الوصف يدل على أن قتلته مجرمون، قتلوه دون وجه حق؟ وهم أزلام البعث الذين سموا بالحرس القومي الشبيه بالـ”إس آي” النازي. ويستمر مؤيد في هلوسته وهو يتحدث عن تاريخ الكورد لكنه لا يعرف أن يلفظ اسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بطريقة صحيحة وسليمة، يقول: الحزب الوطني الكوردستاني!!. وفي سياق هذيانه يصف الرئيس (مسعود البارزاني) وحزبه بأدلاء الخيانة. حقاً أن لم تستح فقل ما شئت. هل أن مسعود البارزاني جاء إلى السلطة بقطار أمريكي؟ أم حزبك يا مؤيد عبد القادر كما قال رئيسه علي صالح؟؟. هل أن مسعود البارزاني تنازل عام 1975 عن أكثر من نصف شط العرب مع العديد من القرى لإيران الشاه؟، أم رئيسك قائد الضرورة الذي كان نائباً بسلطات رئيس دولة صدام حسين هو الذي قام به؟؟!! حتى أنه ضرب الدستور الذي أقره بنفسه عام 1970 بعرض الحائط، الذي يقول في مادته الثالثة: أ- سيادة العراق وحدة لا تتجزأ. وفي نفس المادة فقرة ب تقول: أرض العراق وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزء منها. لكن رئيسك القروي صدام حسين وضع ما أقره هو وحزبه العفلقي تحت حذائه وتنازل عن أرض العراق لبلد أجنبي كما بينا أعلاه. لقد قال شاه إيران محمد رضا بهلوي للوفد الكوردي الذي زاره في طهران: إن صدام حسين أعطاني ما لم يعطيني إياه نوري السعيد؟؟؟!!! كيف تريدون أن لا أغلق الحدود عليكم؟؟؟. هل أن مسعود البارزاني طعن العرب بخنجر مسموم في ظهورهم حين احتل بلداً عربياً شقيقاً وعضواً في الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي هو الكويت، أم رئيسك ابن قرية العوجة يا مؤيد؟؟!!. هل أن مسعود البارزاني أعلن الحرب على بلد جار وهو إيران واحتل مدنه وقراه وطال الحرب لثمان سنوات ومن ثم انتهت دون تحقيق أية نقطة من النقاط التي أعلن الحرب من أجلها، أليست هذه حرب عبثية قام بها رئيسك صدام وراح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا، وأهدرت مئات المليارات من الدولارات فيها الخ.هل أن مسعود البارزاني قتل رفاقه في الحزب في مجزرة قاعة الخلد أم رئيسك صدام حسين؟؟. وحين تتذكرهم أنت يا مؤيد ومنهم العبد الخالق السامرائي تترحم عليهم، وهذا يد على أنهم أبرياء وقاتلهم مجرم. ولا أتحدث عن قتل مئات الآلاف من الكورد الأبرياء بأمر مباشر من رئيسك صدام حسين لأنه بات معروفاً للعالم أجمع. إن وجودك اليوم يا مؤيد عبد القادر في الكيان التركي هو إدانة لك، لأنك تقيم في بلد دائماً يقف في المربع المعادي لعرب، وجيشه الآن في ثلاث بلدان عربية كجيش احتلال، لابد إن سرت في الشارع الذي تقع فيه سفارة (الكيان الصهيوني) وعلمه رفرف فوق رأسك؟؟. وفيما يخص الاقتصاد، بدون أدنى خجل يقول صاحب الكشك المدعو مؤيد: كوردستان تسرق العراق. لكنه لم يقدم دليلاً واحداً كيف ومتى وأين يقع هذه السرقات؟! ألم تعرف يا مؤيد أن العراق منذ عام 2014 وإلى الآن ونحن في عام 2021 قاطع حصة كوردستان التي من المقرر 17% قلله الأشياع إلى حدود 13%. قليل من الحياء يا هذا، كوردستان تسرق؟ أم أنتم العرب بسنتكم وشيعتكم وملحديكم تسرقون كوردستان منذ أن وطئت حوافر خيولكم كغزاة أرض العراق وكوردستان؟؟. إنكم تنهبون نفط الكورد في كركوك منذ عام 1927 وإلى الآن. يا هذا، إلا تنظر إلى نفسك في قدحك حين تشرب الماء، إلا تسأل نفسك من أين يأتي هذا الماء؟ أليست هذه المياه التي تشربونها وتسقون مزارعكم وبساتينكم بها تأتيكم من كوردستان؟؟. لو لا تصدقني أنت الآن فيما تسمى بتركيا أذهب إلى آمد في شمال كوردستان حيث تقع حولها منابع دجلة والفرات. أخيراً أن مؤيد كأي عروبي… ينظر إلى الآخر نظرة استعلائية عنصرية مقيتة ويجتر: شعبنا الكوردي. وكأن الشعب الكوردي ملك لمن خلفه، الإنسان السوي عندما يذكر اسم شعب ما يذكره بدون النون والألف “شعب بدون نا” لأنه يذكر شعب قائم بذاته وليس جزءًا من شعب آخر.
والسلام على من ناصر ويناصر الكورد وكوردستان

25 06 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here