“ومنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين”

“ومنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين”

في حياتنا التي نحياها في الدنيا ليس لنا غير طريقين لا ثالث لهما يقودانا حثيثا نحو الجنة او النار. ففيها نعمل ونجهز انفسنا ليوم الحساب بعد الموت. لنقف امام الملك الديان مالك الملك ليقضي بيننا بالعدل ويحاسبنا على عملنا في الدنيا. يمكن لنا ان نرى مقعدنا في الجنة ونحن هنا اذا ما التزمنا بالايمان بالله ورسوله وصدقنا القول وادينا الامانة وتحرينا الحلال في ماكلنا ومشربنا وملبسنا.
لكن لن يلوم الانسان الا نفسه ويتحسر لما بدر منه عندما يجد مقعده في النار. نار وقودها الناس والحجارة اعدت للظالمين المنافقين المجرمين الكافرين المعاندين. قال تعالى “ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين”. سيكون مستشاره في حياته الشيطان من الجن او الانس كقرين لا يفارقه في المسكن والماكل والمشرب والملبس والمعاملات والعلاقات مع الغير والعمل والدراسة والسفر. انه ينسيه ذكر الله والتوكل عليه ويزين له سوء عمله مع نفسه ومع الناس.
كان من المفترض من الانسان الذي عشى عن ذكر الرحمن ان يتوب ويعود اليه. بعد ان راى قدرة الله بعد انتشار وباء كورونا. في عالم ظن الانسان بانه اصبح الها يمتلك التصرف بعلمه وتكنولوجياته واكتشافاته لتسييره وفق ما يشاء. جاءت كورونا كرسالة واضحة من الله تعالى تقول للانسان اصحى وانتبه فما زال علمك قليلا ولن تستطيع العيش بسلام وامان بمعزل عن الاعتماد والتوكل على الله. نرى اليوم بام اعيننا كيف خنع العالم اجمع منذ حوالي سنة ونصف لفيروس لا يرى بالعين المجردة. جعل الدول الغنية تضحي بثرواتها من اجل الخلاص من هذه الكارثة.
الكثير من الناس لا يزال في غشاوة ولا يريد ان يعود الى ايمان الفطرة بالله. لذا فقد قيض له الله شيطانا فاصبح قرينه على الدوام. استحوذ الشيطان عليه فاصبح اناني لا يفكر الا بمصلحته ولا يهتم بمعاناة الاخرين. ظالم مع نفسه والاخرين لمدارات مصالحه الذاتية. اضحى هؤلاء الناس متكبرين متغطرسين فينظرون الى الضعفاء والفقراء باستهزاء. ان قريتهم الشيطان الذي تسلل الى نفوسهم المريضة المترددة يازهم ازا . يغويهم للكفر بالاسلام فيساندون الظلمة والمجرمين دون وازع اخلاقي وديني. يوالون الصهاينة والمستعمرين والعنصريين ولا يعيروا اهمية لشعبهم المسلم ورسوله.
ان الفساد والافساد اليوم في منطقتنا العربية يتحمل وزره المسلمون الذين تخلوا من مسؤولياتهم الرقابية للحكام الظلمة ولم ياخذوا على ايديهم ويقوموهم على طريق العدل. ثم سمحوا لشياطين الانس والجن ان يغووهم ويسيروا على دربهم ضد اخوانهم الاخرين. لقد عاد الاحزاب اليوم من جديد للقضاء على المسلمين. اذ جمع الكثير من خونة العرب من اليساريين واليمنيين والاسلاميين والجهلة والمنافقين والظالمين والاعراب الاشد كفرا ونفاقا من ملكيين وجمهوريين. اولئك الذين تحالفوا مع مستعمري الغرب العنصرين من الامريكان والاوربيين والصهاينة.
ان الغد يبدو اكثر قتامة امام العرب المسلمين بعد هذه الردة الخطيرة اليوم. لقد تركوا لاهوائهم الحيل على غاربه والتحموا مع اولياءهم وقرناءهم من الغاوين. لقد اختاروا الذل والهوان في الدنيا والعذاب الاليم في الاخرة.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here