وداعا رفيقنا ابو نضال (توما القس)
يوسف أبو الفوز
غادرنا يوم الاحد 27 حزيران الجاري، الانسان المتواضع، صاحب المعشر الحلو، الشخصية الوطنية والشيوعية، واحد من ابطال الحزب الشيوعي العراقي، الذي خاض غمار النضال في أيام العمل السري متحديا جلاوزة وعيون الأنظمة البوليسية، وتعرض للاعتقال بسبب أفكاره وانتماءه للحزب الشيوعي، وشهدت جبال كردستان مواقف طيبة له، وساهم بتأسيس الخلايا الحزبية ونشر الأفكار التقدمية أينما حل وعمل.
في عام 2004، لم تكن رحلات الطيران المباشرة متيسرة بين العراق ودول اوربية، فكان لابد من السفر الى تركيا وثم المواصلة بالسيارات الى مناطق كردستان، عبر مدينة زاخو. في طريق عودتي الى فنلندا ، محل اقامتي، توقفت في دهوك لأيام، فكانت فرصة للقيام بجولة في المنطقة ولقاء رفاق النضال، وكانت أيام ممتعة، وكان ان التقيت العزيز أبو نضال، كنا نمزح ونحن نزور بعض المناطق بالسيارات وبملابسنا المدنية، بعد ان كنا نزورها سرا بملابس البيشمه ركه وبنادقنا معنا متخفين من ربايا وعملاء النظام الديكتاتوري.
ولد المناضل الرائد توما القس داود ـ أبو نضال عام 1930 في ناحية (كاني ماسي) التابعة لقضاء العمادية. أنظم الى صفوف الحزب الشيوعي بشكل مبكر، وعمل معلما، وفي أعوام 1963-1961 نفي للعمل معلما في مدينة السماوة، فواصل نشاطه في نشر بذور الفكر المتنور وكون صداقات طيبة بين اهل المنطقة، كان يفخر بها على الدوام. بعد انقلاب 1963، نجح في الإفلات من القاء القبض عليه، والتحق بالجبل مقاتلا، ليساهم في تأسيس أولى القواعد الانصارية للحزب في مناطق كردستان. ومع تداعيات انهيار تجربة (الجبهة الوطنية) عام 1979، التحق من جديد بحركة الأنصار الشيوعيين، وخلال وجوده في حركة الانصار تعرض الى محاولة الاغتيال بسم الثاليوم، بعملية خسيسة نفذتها مخابرات النظام البعثي وبسبب ذلك تأثر السمع عنده بشكل كبير.
كان محبوبا بين رفاقه ومعارفه، مبادرا في خدمتهم ومساعدتهم، له قدرة في خلق الصداقات، ساعدته في كسب الناس الى افكاره واراءه.
لعائلته، رفاقه، واصدقاءه الصبر والسلوان..
له الذكر الطيب والخلود دائما …