التسويات الوطنيه بين اليوم والامس

*التسويات الوطنيه بين اليوم والامس*

التسويه ، كلمه خطيره طرفها الرئيسي ظالم والمتضرر الاساسي فيها أبناء الشعوب الفقيره والمحرومه ، ولو قرئنا التأريخ جيدأ لوجدنا أن الظالم والمتسلط والقاتل أذا ماأعترف بجرمه وظلمه فأنه هو من يبادر الى طرح مشاريع التسويه ومثال على ذلك ماحدث في جنوب أفريقيا عندما قررت ألاقليه البيضاء الاعتراف بأحتلالها للبلد وقتلها للشعب وتطبيقها لمبدأ التمييز العنصري بحق السكان الاصليين ( السود ) ذهبوا الى القائد الاسود ( مانديلا ) وعقدوا معه أتفاقاً تأريخياً كبيراً بعد أن أعترفوا ( بذنبهم ) فتحققت التسويه الوطنيه في جنوب أفريقيا ، أما عن تسوياتنا الوطنيه التي أصبحت بالجمله دون خجل ودون درايه بالموضوع ومخاطره على من يثقف به ويدافع عنه ، فأني أريد هنا أن أعرج عن بعض التسويات التي تم تطبيقها في زمن حكم البعثيين الاراذل وهو حكم ( سُني ) بكل معنى الكلمه وهذه حقيقه لايتجاهلها الا منافق وكذاب ومشترك بقتل الشعب ومستفيد من كلا الطرفين ، لذلك لماذا لايعترف ( ألسُنه ) بأنهم قد أخطأوا وقدموا حكام خونه مجرمين متسلطين دكتاتوريين باعوا البلد وبددوا ثرواته ودمروا جيشه من خلال حروب خاسره أحرقت الاخضر واليابس ومن خلال مساندة رجال الدين ( السُنه ) لكل حاكم ظالم ودكتاتوري ، لماذا لايقدم ( السُنه ) مشروع تسويه ويعترفوا بأن تسويتهم كانت في السابق ( مقابر جماعيه ) للشيعه و ( كيمياوي ) للاكراد، كم تسويه قدم الشيعه لحد ألان ؟ وكم قرار صدر بالعفو العام عن الارهابيين ؟ وكم وثيقة شرف وقعت بين الاطراف المتخاصمه ؟ والنتيجه : كثرة المفخخات والقتل على الهويه وتبديد ثروات والفاعل معروف وشريك اساسي في العمليه السياسيه ، كلنا يتذكر جريمة سجن ابو غريب التي كان بطلها المجرم المقبور قصي صدام حسين عندما أمر بقتل ( 2000 ) سجين شيعي بسبب كثرة النزلاء في السجن وعدم استيعاب المكان وأمر بتصفيتهم جميعا فكانت تسويه غريبه قتلت الابرياء المساكين ، ألتسويه يجب أن تكون مع كل من يؤمن بالوطن ولايعاديه ، وليفعل كل مابوسعه ضد الحكومه وبالطرق الحضاريه وليس ضد الوطن ، التسويه يجب أن تكون مع شرفاء ( السُنه )وما أكثرهم ، التسويه يجب أن تستبعد من عملها كل الخونه الذين تركوا أهلهم وهربوا الى الخارج وأخذوا يدافعون عنهم من جحورهم هناك ، التسويه يجب أن تكون مع أبناء شهداء أهل ألسُنه الذين أعدموا في زمن المقبور صدام ، التسويه يجب أن تكون مع مَن قاتل البعثيين الدواعش في ناحية العلم ، والشرقاط ، وحديثه ، والظلوعيه ، ألتسويه يجب أن تكون مع شرفاء أهل السُنه الذين يحبون الوطن ويختلفون مع الحكومه ، أتركوا الخونه وابعدوهم عن اي تسويه ، أتركوا كل من ترك أهله النازحين وهرب الى الخارج ، أتركوا البعثيين من تسوياتكم وفتشوا عن الوطنيين الذين يحبون العراق ، لايمكن لاي أنسان في هذا الكون أن يقبل بتسويه مع القتله والبعثيين ، لايمكن أن تنجح التسويه مع السياسيين ( السُنه ) الحاليين لانهم خانوا ناخبيهم وسرقوا أموال النازحين وأموال محافظاتهم ، لايمكن أن تنجح التسويه أذا لم يظهر سياسي ( سُني ) شجاع وشريف يعترف بما أقترفه الحكام ( السُنه ) بجرائم فضيعه بحق كل العراقيين والعراق ، لايمكن أن ترى النور اي تسويه أذا لم يتبرى أهل ( ألسُنه ) من البعث وأجرامه ، لايمكن لاي تسويه أن تنجح أذا لم يفكر ويؤمن اي ( سُني ) بأن السُنه أقليه في العراق وأن العراق بلد السُني والشيعي والكردي والعربي والمسيحي والمسلم وبأن العراق بلد فيه أقليات وأديان أخرى لها الحق بالعيش فيه بكل حريه وأمان ، لايمكن أن تنجح اي تسويه أذا لم يتجرد كل عراقي من أنانيته ودكتاتوريته ويؤمن بالديمقراطيه وما تفرزه صناديق الاقتراع ، التسويه كلمه خطيره ، لكنها تكون جميله ومحببه للجميع أذا ما اعترف المذنب بذنبه والمجرم بجرمه وينال جزائه العادل جراء ما أقترفه ضمن القوانين والاعراف والاوامر السماويه التي تحرم التسويه مع القاتل والمجرم حتى يتم التفاهم مع أهل المجني عليه ، السماء والارض ترفض التسويه التي يكون فيها ظالم ومظلوم ، التسويه يجب أن تأخذ الحق من ألظالم لتعطيه للمظلوم بشروط يتفق عليها ألطرفان ، التسويه تعهد ألظالم بعدم تكرار ظلمه بعد أن ينال جزائه ، على مستوى العشيره لم تنجز اي تسويه بين المتخاصمين أذا لم يعترف المذنب بذنبه ويؤدي ماعليه من واجب تجاه المظلوم ، أتمنى لكل من يسير في مشروع التسويه أن يفكر جيداً أن التسويه ليس مع الغرباء والمنتفعين والمجرمين ، بل مع الوطنيين الشرفاء الذين لديهم الاستعداد بالدفاع عن الوطن وأهله ، فاذا أردنا للتسويه أن تنجح فالنفتش عن ألاحرار الذين يتبرئوا من جرائم البعث والدواعش ولديهم القدره على السير في طريق بناء العراق الحر الديمقراطي المتعدد ، سنبقى ننتظر أن يقدم شرفاء ( ألسُنه ) تسويتهم الوطنيه ألتي تستبعد مشاركة البعثيين في اي تسويه فبدون أن يقدم ألسُنه تسويتهم فلا يمكن أن تنجح أي تسويه … لانهم جزء مهم من أبناء الشعب العراقي وتقع عليهم مسؤولية بناء العراق مع باقي مكونات الشعب لكي ننقذ العراق من الانهيار الذي سببته أحزاب الفساد والفاسدين …..

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here