الدكتاتورية

*الدكتاتورية*

أعتقد أن أي نظام حكم ديمقراطي سيفشل في العراق ، وأي دستور سيتم الاعتراض عليه ، وأي حاكم منتخب سيتم قتله وأتهامه بالخيانه والعماله وغيرها من الامور التي يتفنن بها أهل العراق ، والادله على مر التاريخ كثيره منها : أن أول حكومه منتخبه ديمقراطيه تم تشكيلها على وجه الارض هي حكومة علي أبن أبي طالب !! ولكن هل حازت على رضى أهل العراق ؟ كلا وألف كلا ، حتى أنها جوبهت بعدة حروب قادها البعثيين والنواصب منها الجمل وصفين والنهروان وغيرها كثير ولم ينفك العرب والعراقيون عن حكومة الامام علي حتى أغتالوه في الكوفه ، ليستتب ألامر بعد ذلك لحكومات دكتاتوريه أستمرت في حكمها للعالم الاسلامي ومنها العراق لاأكثر من ثمانية عقود ، مع العلم أن حكم الامام علي لم يستمر سوى أربعة سنوات ، ثم جاء عبد الكريم قاسم بعد قرون عديده ليحكم العراق بطريقة المساواة بين جميع مكونات الشعب العراقي ليصطدم بحاجز القوميين العرب والوحدويين البعثيين حتى قتلوه بمشاركة الامه العربيه ( المجيده ) ، ليصل الى سدة الحكم من بعده أناس دكتاتوريين طائفيين أذلاء جبناء دمروا العراق وقتلوا شعبه وحكموا العراق لاأكثر من خمسة عقود والشعب العراقي ( فرحان ) في الوقت الذي لم يستمر فيه حكم الزعيم قاسم سوى أربعة أعوام ، وبعد سقوط البعثيين وهروبهم الفاضح أستبشرنا خيراً وقلنا أن الله بعث أحد أحفاد العم ( سام ) المجنون ( بوش ) وحرر العراق ، وقلنا أن التجربه الامريكيه ممكن أن تطبق في العراق من خلال عراق موحد في ظل نظام ديمقراطي فدرالي ، ولكن حصلت العجائب فكل مكون يفسر الفدراليه على هواه ، فمنهم من منع رفع العلم الفدرالي في محافظاته وألغى المناهج التعليميه التي تتحدث بالعربيه وأخذ يصدر النفط حسب مزاجه وجعل من أقليمه مركز لتجمع الفاسدين وأعداء العراق وجرد المركز من كل مقومات القوه والسمعه والحكم ، وهكذا أخذت المحافظات الاخرى تطالب المركز بالاقاليم واللامركزيه لكونها تجد في ذلك مغانم كثيره حتى أنني طلبت من أبناء عمومتي في عشيرة الجبور ( الواوي ) في منطقة الكريعات بأن تطالب بأقليم الجبور في بغداد ( ومفيش حد أحسن من حد ) ، لذلك نجد اليوم الاصوات تتعالى من بعض الاشخاص والتكتلات لتطبيق نظام اللامركزيه في المحافظات لكي تكون السرقات بشكل أكبر والاتفاقات بين أهالي المحافظات أسهل ولكي لاتكون هناك سلطه للمركز الفدرالي ولكي يتحكم بعض المتنفذين ويستولوا على المحافظات بالكامل بعديدا عن الرقابه المركزيه ، كنا نتمنى أن تطبق الفدراليه في العراق كما هي في أمريكا ولكن الاستعجال بكتابة الدستور بشكل سريع بدون تأني حال دون تحقيق الهدف المنشود ، لذى أقتضى الآن بألغاء الدستور وتشكيل لجنه من الخبراء والاكاديميين العالميين والاستعانه بكل الدساتير في العالم في صياغة دستور العراق الجديد ، ومن الامور الغريبه والمضحكه في العراق أن أقليم كردستان يطبق النظام الرئاسي الذي فشل فشلا ذريعا يحاول أعضاء برلمانه بتغييره الى نظام برلماني بدل الرئاسي ، في حين أن النظام السائد في العراق ( المركز ) هو نظام برلماني والذي بدوره فشل فشلا أكبر بكثير من فشل النظام الرئاسي في كردستان ولاأعرف لحد ألان اي نظام يصلح لحكم العراق ، أعتقد أن النظام الرئاسي مع قليل من الدكتاتوريه التي تعيد للعراق مكانته بين العالم وتحرر مدنه المختطفه ويعود العلم العراقي يرفرف في مركز أبراهيم الخليل الحدودي الى الفاو ، وتعود الفوائد من عائدات النفط الى المركز وتوزع عن طريق وزارة الماليه ويباع النفط من قبل المركز وتجهز جيوش المحافظات من قبل المركز لهو النظام الاكثر مقبوليه لدى جميع العراقيين لكوننا كلنا دكتاتوريين وكلنا نُحب الرئاسه وكلنا نتطلع لمنصب الرئيس فبدون الدكتاتوريه سيكون هناك لعب وضحك على الذقون ومضيعه للوقت ، وكولوا كالها أبو علي الجبوري

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here