“يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون”

“يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون”

اية مرعبة من سورة الدخان تحدثنا عن غضب الله على اقوام كثيرة من قوم نوح الى مشركي قريش. في كل مرة يبطش رب السماوات والارض بالظالمين المجرمين وينّكل بالطغاة المستكبرين. كأن يجعل عاليها سافلها على قوم لوط او يبعث الريح العقيم على عاد او يعذب بالصيحة ثمود. او يغرق فرعون وجنوده او يقتل بالسيوف مشركي قريش في بدر. كما ان هناك اقوام اخرى بطش الله بهم بالرجفة او بعث عليهم حاصبا او امطرهم بالحجارة المسوّمة او الحجارة من السجّيل او السيل العرم او الخسف في الارض.
من الغريب من مسلمي اليوم انهم يقرأون القران ويحفظوه على ظهر قلب. لكن لا تحرك الظلمة والعصاة هذه الاية المرعبة. اذ يمكن ان تحدث في اية لحظة عندما يغضب الله. ان تمادي الظالمين بظلمهم والمعاندين بعنادهم يمكن ان يقرب وقوع تلك البطشة. ان انتهاك حرمات الله ونسيان قدرته للانتقام من المجرمين يجعل عالمنا في خطر دائم. من المعلوم ايضا بان اعظم انتهاك لحرمات الله هو حرمة المؤمن. اذ يقول رسول الله والله لحرمة المؤمن خير عند الله من حرمة الكعبة.
نقول للظلمة المجرمين وخونة الاوطان والفاسدين الذين سرقوا اقوات الناس والكذابين المراوغين. احذروا من مكر الله وبطشه لانها اذا جاءت تستاصلكم جميعا كما حدث للاقوام السابقة. ان كنتم امنتم من شعبكم لان المستعمرين والاجانب يحمونكم من غضبهم. اما تخافون من رب اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون. اما تخافون من خالقكم الذي سواكم فحياتكم ومماتكم بيده وحده. اما تعلمون بان ضركم ونفعكم بيده. وانكم ملاقوه وانكم ميتون وسوف تهلكون لا محالة. فالخلد والبقاء لله وحده لا شريك له.
ان وراء الظلمة رب خلق كل شي وقادر على افناء اي شيء ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. اين عقولكم وحكمتكم فانتم لا تقدرون حتى على حماية انفسكم من ان يصيبها السوء والمرض والموت. انتم لا تعلمون اصلا كيف خلقكم الله. لا تعلمون ايضا خلق غيركم ولا تملكون منع المرض والموت من انفسكم ومن محبيكم واباءكم وابنائكم. انكم بظلمكم تعجلون العذاب لانفسكم وتحجزون مكان جهنم باختياركم.
يوم نبطش البطشة الكبرى التي قد تكون ليلا او نهارا فرديا او جماعيا والتي ستكون قاسية ضد الظالمين. فان الله يمهل ولا يهمل وان الله يعجل في العذاب للظلمة في الدنيا ولعذاب الاخرة اشد واقسى واخزى وادوم. انه لمن الغريب ان يخاف الظالم من سادته المستعمرون ولا يخاف من انتقام الله تعالى. الا يرى او يسمع بانتقام الله الشديد من النمرود وفرعون وقارون وابو جهل وغيرهم من الاولين وانتقام الله من الاخرين كشاه ايران وهتلر وغيرهما.
انتم يا ايها المسلمون خصوصا العراقيون الا تعظكم هذه الاية الكريمة. الا ترون ان مقدمات البطشة الكبرى نراها بام اعيننا. اذ نرى بلاء الخوف والجوع ونقص في الاموال والأنفس والثمرات. الا تعلمون بان اموالكم واولادكم لن تغني عنكم شيئا. الا تعلمون بان هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان. الا تعلمون بان الكذب والرشوة واكل اموال الشعب والقتل والظلم وشهادة الزور من الكبائر التي تغضب الله. لا يغرنكم حلم الله فالبظشة الكبرى عندما ستحل لا ينفع وقتها الندم.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here