العراق بين إسرائيل وإيران

العراق بين إسرائيل وإيران.

احمد صادق.

إسرائيل تخاف العراق رغم ضعفه والفوضى التي تعمه وظروف الأحتلال الأجنبي الذي يرتهن قراره السياسي السيادي المستقل على ارضه منذ نيسان 2003. تخاف إسرائيل من العراق لأسباب تاريخية قديمة ومعاصرة، بينما إسرائيل لا تخاف من إيران على قوة إيران التي هي عليها اليوم لأسباب تاريخية قديمة ومعاصرة أيضا! إسرائيل قصفت ودمرت بطائرات أمريكية أف 15 و16 مفاعل تموز العراقي عام 1981 وهو في مراحله الأولية خوفا من أن يمتلك العراق سلاحا نوويا قد يهاجم به إسرائيل في المستقبل لمعرفة الإسرائيليين أن العراق هو عدو إسرائيل الأول التاريخي القديم والمعاصر من بين كل الدول العربية. لكن إسرائيل تجاهلت وتغاضت من تسلح إيران طوال السنوات الماضية حتى اليوم وهي تصنع وتطور برنامجها النووي والصاروخي الباليستي …. إسرائيل لن تهاجم أو تضرب إيران وهذه لن تهاجم او تضرب إسرائيل ولكل حساباته وأسبابه. لكنهما متوافقتان ضمنيا على الأقل أن لا يجعلا العراق مستقِرا سياسيا، أمنيا، اقتصاديا، اجتماعيا. من جانب إسرائيل لا يستقر العراق حتى يوافق على التطبيع معها من أجل ضمان جانبه أمنيا وإنهاء حالة العداء التاريخي القديم والمعاصر، ومن جانب إيران فإن العراق لا يستقر حتى يوافق على أن ينقاد نهائيا إليها وبذلك يعود (الفرع) إلى الأصل …..!
….. يبقى على العراقيين أن يفكروا وينعموا التفكير بما تسعى إليه إسرائيل بمساعدة عملاءها في العراق المروجين للتطبيع مع إسرائيل بالتلميح والتلويح وحتى بالتصريح لأننا في بلد حرية وديمقراطية على الطريقة الأمريكية، ويفكروا ويمعنوا التفكير بما تسعى إليه إيران بمساعدة محبيها في العراق المروجين لتبعية العراق التاريخية لإيران. وما دامت إسرائيل وإيران تعملان على تحقيق هدفيهما في العراق فلن يسمحا، لذلك، كل على طريقته ووسائله وعملاءه ومحبيه، أن يستقر العراق لا سياسيا ولا أمنيا ولا اقتصاديا، ولا اجتماعيا …..
…… الأمر، والحال هذه، متروك للعراقيين، لا إلى الحكومات التي تُنصَّب عليهم بوجود الأحتلال الأجنبي الذي يرتهن مصير العراق وقراره السياسي السيادي على ارضه …..
بغداد في 7/7/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here